التخطي إلى المحتوى الرئيسي

فرصة العمر!

فرصة العمر!

إذا كنت حكيماً، فاليوم هو فرصة العمر، نقضي الكثير من الوقت في انتظار ما لا يحدث، نركز على ما نعوزه، ونشتهي ما لا يرتجى حضوره، ونفوت على أنفسنا فُرص الحياة في كل ثانية ننتظر فيها حدوث ما لا يمكن حدوثه.

وجودك اليوم هو هدية من الله، كل لحظة، كل نفس تحصل عليه هو فعلاً فرصة العمر.

الأشياء التي تمنح المعنى لحياتنا نادراً ما تكون مفقودة أو مُنتظر حدوثها، الحلم جميل، لكن اليوم واغتنام لحظاته أجمل، اليوم هو الشيء الوحيد المضمون حدوثه، اليوم هو فرصة العمر التي تفوت في كل لحظة تشتهي حدوث ما لا يحدث.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سلامة النية - أول يوم إرادة

و نبدأ رحلتنا في الحديث عن الإرادة بالحديث عن إصلاح النية التي بصلاحها تصلح الإرادة و بفسادها تفسد. لو دخل الإنسان فندقاً و رأى كأساً ممتلئ و ظنه خمراً و نوى شربه و بعد ان شربه اكتشف انه ماء كتب له بنيته أثم شرب الخمر. و العكس صحيح. و النية أكثر ما يجب على المسلم أن يعمل على تصويبها لتصبح خالصة، فالعمل دون نية خالصة عناء و هباء: وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا. قل لمن لا يخلص: لا تتعب. يقول الله في الأثر: عبدي طلبت منك قلبك، و وهبت لك كلك، عبدي كلٌ يريدك له، و أنا أريدك لك. الله يعاملنا بما وقر في قلوبنا، و النية مقرها القلب، و القلب لا يتقيد و لا تكتمل السيطرة عليه، و لذلك سُمّي قلباً لأنه يتقلب. و يقول الرافعي: إنّ الله لا يُعامل إلا بالنية ولا يُكتب في سجل الحسنات إلا الأرقام القلبية . و النية: التوجه الروحي و الحضور القلبي عند مباشرة أي عمل، و ليست النية طلباً للأجر، و لكن طلباً للمرضاة و القرب. النية استحضار القلب في اللحظة الآنية، وخلاصة ما يميز أصحاب النوايا: عمل ما يجب بحب. قال الله تعالى: (منكم من يريد الد

استبداد الكيفية

 استبداد الكيفية أحد الأخطاء الشائعة التي أراها بين الأشخاص الذين يتعاملون مع قرار كبير هو القفز مباشرة إلى الكيفية. هذه طريقة مؤكدة لإدخال نفسك في قوقعة الذعر والخوف والقلق. وهذا ما يمكن أن نطلق عليه استبداد الكيفية. محادثة الكيفية تجعلك تدور في دوامة من الأسئلة المثبطة والتي ليس لها مخرج مبكر لأن كثير مما سيحدث يبدو بعيداً وغيباً الآن، تجري هذه المحادثة على هذا النحو: "أنا غير سعيد في العمل. لكن كيف سأخبر مديري؟ كيف سأجد دورًا جديدًا داخل الشركة؟ كيف يمكنني البحث عن وظيفة في شركة أخرى وأنا ما زلت هنا؟ إذا قررت إنشاء شركة خاصة، كيف سأكسب المال؟ كيف سأضمن أن جهودي هذه ستنجح؟ ماذا لو لم تسير الأمور كما هو مخطط لها؟ هل سأندم؟ ماذا لو انتهى بي المطاف في فشل ذريع؟! " هل يمكنك أن ترى مدى السرعة التي دفعتك بها الأسئلة هذه إلى الجنون؟ ما هي النصيحة الخطيرة التي يمكن أطرحها عليك بينما أنت مقدم على قرار كبير، لا يجب عليك أن تعرف الكيفية الكاملة بعد، أو حتى إذا كان ما تريده ممكنًا. في بداياتك قاوم الرغبة في حل الكيفية قبل أن تعرف ما هي رؤيتك. إذا عرفت رؤيتك الكيفية ستأتي تباع

محركات الإرادة – ثامن يوم إرادة

تتحرك الإرادة في حالة وجود قضية يؤمن بها صاحب الإرادة، أو في حالة وجود مواعيد لإتمام المهام أو الأهداف، أو أن يحيط الإنسان نفسه بأصحاب إرادة فذة. ثلاثية تحرك الإرادة و تلهبها. أن تعيش لقضية يعني أن تبذل الغالي و الرخيص في سبيلها، تشغل فؤادك و لبك و قلبك و تملئ عليك وقتك عملاً و هماً و أملاً و تخطيطاً و تدبيراً و رسم للمستقبل، قضيتنا نحن المسلمين تتمثل في نشر التوحيد للناس، من خلال تمثيل الدين على أحسن وجه، و أن نكون نماذج جذابة لمن يرانا و يتعامل معنا، قضيتنا أن يسود السلام العالم بنشر قيم الدين السمحة، قضيتنا أن نخفف معاناة الناس و نحسن جودة حياتهم من خلال تعاليم الدين التي توصي كل إنسان على أخيه الإنسان أن لا يظلمه و لا يبغي عليه و لا يخونه و لا يغشه و لا يكذب عليه، قضيتنا أن ينتشر الحق و تتحقق العدالة و يحظى كل إنسان بحريته التي كفلها له الدين و الله. و كيف تتحرك إرادة من لا قضية له. و العيش ضمن خطط عمل قصيرة و طويلة المدى و وضع أهداف مزمنة لتحقيقها، يضغط على الإنسان لتتحرك إرادته في استثمار وقته و جهده و طاقته في أداء ما عليه من مهام موصلة لأهدافه، إن العيش من غير هدف يعني