لا أحد يرتاح
للمنغصات و لكن الحياة تضعنا أحياناً في منحنيات سيئة و غير محببة و نجد أنفسنا في
مواقف صعبة نحن غير مستعدين للتعامل معها، نتلعثم و نفقد قدرتنا على السيطرة بما
نقول أو نعمل و يصبح كل ما يبدر منا ردود أفعال ضعيفة.
قد يُشن عليك هجوم
لاذع و تعجز عن الرد و يتم رجم أخطاء الغير عليك و لا تقدر على الرد و لا على
الدفاع عن نفسك، تشعر بظلم شديد تختنق بالعبرات و الغصة تحبس كلماتك في صدرك.
في المقابل نجد أشخاص
ذو مهارة فائقة في فنون الرد و الإسكات، ما إن توجه لهم انتقادات إلا و ردوها على
قائلها... هذه المهارة ليست وليدة اللحظة هناك الكثير من المكونات لها ... دعني
أعرفك على بعضها:
تأهب
دوماً للمواقف الصعبة
ضع في ذهنك أنك ما
دمت على هذه الأرض فإنك معرض و بشكل متتابع على الوقوع في براثن المواقف المحرجة و
الصعبة و اجعل ذاتك متأهبة لحدوث ما لا ترجوه. إن جميع الانتصارات التي تمت في
الواقع تم الاستعداد النفسي لها مسبقاً قبل أن تبلورها التجارب و الوقائع. فكر دوماً كيف هو حالك إذا وضعك الوقت في ظروف
مشابهة لمن حولك ... فكر و تخيل كيف تصنع انتصاراتك.
لا
تتجاوز الحق و الصواب
لا تدخل حوار و أنت
متيقن أن الحق ليس معك و أن الصواب بجانب الطرف المقابل، دائماً و أبداً الحق
ينتصر، و الحق يمنح أصحابه قوة غير قابلة للانهيار.
التوقيت
دوماً يفرق
قد تختار أن تتوارى و
تتجنب مواجهة الموقف الصعب الذي وضعت فيه ليس لشيء لكن للحالة النفسية الحالية
التي تمر بها، قد تكون في وضع مزاجي سيء و حالة شعورية متأزمة و في حال إقدامك
لمواجهة الموقف فقد تزيد من تفاقم الأضرار، لذا من الحكمة أن تتجنب المصادمة و
تأخذ وقت للروقان و جمع الحس و ترتيب فوضى الذات.
أدر
انفعالاتك
في خضم المشاحنات و التلاسن
العنيف و التجريح حاول أن تظل قدر ما تستطيع هادئاً و أنصت كثيراً و لا تتحدث إلا
إذا أُجبرت على الرد و انتقِ كلماتك بعناية و تحدث عن الأفكار و لا تذكر شخص، و
احرص أن تختار الكلمات التي تلطف الجو من المشاحنات لا تلك التي تزيد النفوس ضغينة
فالنقاشات الهادئة مثمرة، و غالباً الطرف الآخر لديه وجهة نظر أو رسالة يريد أن
يوصلها حاول أن تستوعبها.
ركز على
المشكلة و ليس على الشخصيات
قد تشعر ان شخص ما
يتعمد إيذائك و الاستنقاص منك لكن تركيزك على هذه الفكرة لن يساعد على استيعاب
الموقف و ازالة أوجه الخلاف، و غالباً إذا لاحظ الحاضرين تركيز حديثك على شخص
تلقائياً سيقفون بجانبه و لن تحصل على الحلول الممكنة التي قد تجنيها من تركيزك
على المشكلة .. المشكلة فقط و تناسى من قام بها و ما دوافعه فغالباً هدفها تشويهك.
اقترح
حلولاً
ضيق المشكلة و لا
توسعها و ضع على طاولة الخلاف حلول مقترحة حتى و إن كانت بسيطة، استمرار الخلافات
ليس بصالحك و لم أرى في حياتي أحمقاً مثل ذلك الذي يتفنن بصناعة أعداءه بسبب
المكابرة و العنِد.
لا تفكر من
الرابح و الخاسر
في المواقف المحرجة
لا يوجد منتصر و مهزوم، كم منتصر قال لأحمق بعد جدل عميق (أنت على صواب تام و أنا
على خطأ) كثير من المشاكل تضخمت و تشعبت بسبب تصور البعض أن المنتصر هو الذي يلجم
لسان الطرف الأخر.
إن المحادثات الصعبة
تحتاج لحكمة في ادارتها و الإنسان الناضج لا يدخل جدلاً مهما تطلب الأمر، و أنت في
خضم التناوش على تلجيم محاورك تذكر أن كسب القلوب أولى من كسب المواقف.
تعليقات
إرسال تعليق