من الفهم الخاطئ المنتشر في الأوساط المتدينة، ارتباط المرح و المزاح بالهزل و ضعف التدين و ضعف الشعور بالمسئولية و الالتزام و قلة الجدية، و ارتباط العبوس و التهجم بالجدية و الالتزام و قوة الإرادة. من قال ذلك؟ لا توجد أي علاقة بين العبوس و التجهم و الجدية، فالعبوس يعبر عن وضع نفسي غير مريح أو عن اكتئاب أو قلق أو خوف، لو أنت مكتئب ابتعد عن الناس، و لا تنقل لهم عبوسك، و كما روى الكثير من رواة الحديث عن النبي أنه كان بساماً و قال أحدهم ما رأيت أكثر تبسماً من رسول الله. المرح يمنحك طاقة لتحمل ما لا يطاق. المرح سلاح من أسلحة الروح في نضالها من أجل البقاء أو المحافظة على الذات، و من المعروف أن المرح يستطيع أن يزود المرء بالانعزال عن أي موقف و بالقدرة على أن يعلو فوقه. بهذه الكلمات وصف فيكتور هوجو السلاح الذي يستخدمه السجناء للتخلص من معاناة السجون. المرح نعم المرح و المرح يختلف كثيراً عن الاسفاف و الابتذال و التمتع الرخيص، إنه سلوك ناقد من الروح على أحداث الواقع و السخرية منها. حوادث عديدة أثبتت أن الإنسان قادر على تجاوز أي صعوبات يمر بها، و أنه يمكنه تحقيق سكينته الروحية و ق