التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٨

خامس عشر يوم سعادة (وخز الضمير)

لا يشعر بألم إلا من كان حياً, و وخز الضمير اشارة على وجود خطأ في المسار الطبيعي للسلوك، و كأنه يقول للإنسان توقف فقد خالفت. و الجريمة التي يرتكبها الانسان بحق نفسه هي أن يهمش ضميره ويكتم صوته حتى يموت فلا تنفع معه كل محاولات الانعاش. و يموت الضمير عندما تتسلط الشهوات عليه و تتحكم به بل و تبطل مفعوله و تجعله دون نفع أو جدوى، و يموت عندما يتم تجاهله. الضمير جهاز يصفع وجه الغافلين و الفسقة و يظل يصفعهم حتى يتبلد احساسهم. الضمير قياس حرارة الأخلاق. لا تحاولوا اسكات صوت الضمير فبذلك هلاككم. الضمير اليقظ دليل على حسن ايمانك، و كل الاوجاع مذمومة إلا وجع الضمير إذا هاج. و رمضان فيه من المحفزات التي تجعل هذا الضمير يستيقظ و يعاود حياته ليمارس الانسان من خلاله الفضيلة الكبرى في الوجود. و لا حياة لمن مات ضميره.

رابع عشر يوم سعادة (فن الصفاء)

تحدي كبير أن تعيش في ظل هذه الفوضى و الاضطرابات بصفاء و هدوء و سكينة, زماننا يعج بالصخب و الازعاج و أن تسترق لحظات قليلة لتعيش السكون يعني أن تمشي عكس التيار. فالعالم اليوم في دوشة غير منقطعة و عجلة الحركة تمضي مسرعة و ايقاع الزمن سريع. و لحظات الصفاء هي لحظات من العمر تستخلصها لنفسك لغور  أسبار الذات و اكتشاف جمالها و تخلصها من كدر الوقت و منغصات الحياة. إن تستلقي بمكان هادئ مسبحاً حامداً مهللاً مكبراً مردداً آيات الكتاب الحكيم تدعو الله خفية تناجيه تتوسله تطرح له عز وجل همومك و غمومك و شقاء سعيك تتأمل في حياتك و مسارها و تراجع طريقة عيشك فتصحح و تسدد. الصفاء نقاوة مما يشوب.. نقاوة من الكدر. الصفاء حالة ذهنية تتسم بالحكمة، و حالة روحية تتسم بالسكينة، و حالة قلبية تتسم بالحب. عكس الصفاء الكدر القلق التوتر الاضطراب الهم التشتت الصفاء عافية، وقاية تامة من اسقام الروح التي تربك الجسد. الصفاء حسن الانصات لصوت السعادة في الكون الصفاء تهيء العقل لتلقي الحكمة المفروشة في ساحة الأحداث و الظروف الصفاء تزين الروح لتستقبل الهناء القادم بأبهى حلة و أجمل هيئة الصفاء ه

ثالث عشر يوم سعادة (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ)

الاستقامة : لها ثلاثة مستويات أن تعرف معايير الأخلاق ما يصح منها و ما لا يصح أن تنوي فعل الأشياء الحسنة أن تمارس السلوكيات الحسنة و يرافق كل ذلك شعور بالسعادة عند التوافق مع هذه المعايير و شعور بالأسى في حالة الاخفاق عن الالتزام بها. و إذا صحت نية الإنسان في الاستقامة على المعايير الربانية بزغت فيه الإرادة لعمل الخير و مفارقة المساوئ فيفرح إذا أصاب و يحزن إذا أخفق و له في كل الأحوال أجر. و لم أرى عجز في الناس كالعجز في النية. د. طارق السويدان إن الاستقامة في التحليل النهائي ليست   سوى تمحور المسلم حول مبادئه ومعتقداته، مهما كلف ذلك من عنت ومشقة، ومهما فوت من فرص   ومكاسب. و الإنسان المستقيم خير يفيض على من حوله، فهو أولاً كافي شره و ثانياً خير فياض على المجتمع الذي يعيش و دائماً نجد له لمسات شخصية جميلة و مساهمات يغدق بها على الحياة. و هو كذلك لأنه لا يخدع و لا يخون ، لا يكذب و لا يغش، يعامل الناس بالعدل و الرحمة، يفي بعهوده و وعوده، ديدنه العطاء و مرتهن للتطوع و الخدمة. و أكثر ما يعتري الإنسان المستقيم هو التقزز! نعم التقزز. فهو إذا وجد الناس يتصارعون على مصال

ثاني عشر يوم سعادة (الفراغ الروحي)

تجتاح بعض الناس حالة من الشعور بالنقص – أو  ما نسميه الشعور بالفراغ الروحي – فيظل يستجدي الحياة و الأحياء و كل ما هو موجود ليسد هذا النقص و يملئ الفراغ الذي يأكل في كل لحظة شيء من ذاته، و كلما اتسعت هذه الهوة زادت تعاسة الإنسان و زاد لهثه خلف أمور دنيوية ليشبع نهم روحه العطشى، و هو بهذه المحاولات مثل الذي يحاول حل مشكلات غير مرئية و لا ملموسة بحلول ملموسة و مرئية. صاحبنا هذا يشعر بالتفاهة و عدم القيمة فيلجأ لوسائل رخيصة ليحارب هذا الشعور و يصنع من الأشياء المادية قيمة معنوية لوجوده ... فيظل يستهلك و يقتني ليقول للناس انظروا لي أنا هنا ... و دوماً يفشل لأنه لم يحاول أن يلمس جوهر المشكلة. و تتبع الموضة و هوس الاستهلاك و حب الظهور و الشهرة و الحرص على حب و قبول الناس و الإدمان بكل أنواعه كل ذلك يعتبر من المحاولات الحثيثة لسد النقص و ردم الهوة التي تقبع في عمق الروح. و للأسف يلجأ معظم الناس لمعالجة المشكلة الروحية من خلال الانغماس في الملهيات و الغرق في المتع الحسية و ترفيه الجسد و اشباع نهمه .. و هنا تتفاقم المشكلة و لا تحل .. و الانقباض و ضيق الصدر و حشرجة الروح التي يكابدها أنا

إحدى عشر يوم سعادة (حسن استثمار الوقت)

من الحقائق التي يتوجب علينا أن نعيها جيداً هي أنه لا يمكن لنا أن نسيطر على الوقت مهما عملنا و المتاح أمامنا هو السيطرة على الممارسات و النشاطات التي نوهبها زمن من أعمارنا. و العالم اليوم يتحرك بشكل مثير و مخيف و الوقت لم يعد كما كان ،كثرت الملهيات و المشاغل و لم يعد يكفي الوقت لنؤدي واجباتنا عوضاً على أن نستهلكه في المرفهات التي تستنزف حياتنا دون رحمة، و الجميع يتساءل لماذا الوقت يمضي سريعاً  و الحقيقة أن الوقت يمضي الآن كما كان يمضي في الأمس و الذي تغير هو النشاطات التي نستهلك بها الوقت. كثرت علينا الملهيات فما عدنا نشعر بمرور الوقت. و لذلك إذا أردت أن تُدير الوقت (مع تأكيدنا على عدم امكانية ذلك) فعليك أن تسيطر على انشطتك و تدير ذاتك و تضغط عليه بأهداف تسعى في تحقيقها. يتسم هذا الزمن بالتعقيد و التطور المجنون و الفشل اليوم ليس بسبب قلة الامكانات و لكن بسبب خور الإرادة و تفضيل الدعة و الراحة على المثابرة و الاجتهاد, و مع هذا التعقيد و التطور تأتي العديد من الفرص و التي تفوت على المتقاعسين الغير مستعدين. و النـاس في التعامل مع الفـرص ثلاثـة أنـواع : اولئـك الذيـن يصنعـون الف

عاشر يوم سعادة : سُنّة اليقظة (تنام عيني و لا ينام قلبي)

  30 يوم سعادة عاشر يوم سعادة : سُنّة اليقظة (تنام عيني و لا ينام قلبي) المهم جداً أن تكون حاضراً في اللحظة التي تباشر بها العبادات، و أن تكن يقظاً صاحي القلب و مفتوح الذهن عند ذكرك للمولى عز و جل، و أن لا تردد كلاماً مفرغاً من المعنى و الشعور. و ترتل آيات لا تعيها. كان النبي صلى الله عليه وسلم حاضراً بروحه في كل ما يفعله، يمنح اهتمامه كاملاً و يعيش بجميع حواسه اللحظة التي وهبها وقته، أرحنا بها يا بلال دليل حي على حضور النبي القلبي و الروحي و العقلي في الصلاة. إن أهم ما في حياة الإنسان هي اللحظة التي يعيشها فكيف لو كان الإنسان مغيباً عنها مشتتاً غير حاضر! و من القصص الطريفة أن سيدنا عمر ابن الخطان طلب من غلامه أن يحضر له لبن من ماعزه, فحمل له الغلام لبن و عندما تذوقه عمر أخرجه من فمه و سأل: من أين جلبت الحليب؟ قال الغلام ذهبت و لم أجد لبناً في ماعزنا فحلبت من التي بجانبها! السؤال كيف فرق عمر بين لبن الماعز؟ إن الإنسان الذي يعيش وجوده بيقظة روح و اتقاد ذهن و يستحضر كل حواسه عند مباشرته للحياة هو في الحقيقة يعيش الحياة بطولها و عرضها مستغلاً نعمة وجوده على أكمل وجه. ع

تاسع يوم سعادة (حسن التعامل مع الغرائز)

30 يوم سعادة  تاسع يوم سعادة (حسن التعامل مع الغرائز) لكل انسان أي إنسان غريزتان رئيسيتان الأولى للبقاء و الثانية للتكاثر، و تنبثق من هذه الغرائز العديد من الشهوات، من غريزة البقاء شهوة الطعام و الشراب و حب كل ما يحفظ وجودنا على هذه الحياة، الغريزة الثانية التكاثر و يندرج تحتها شهوات المال و القوة و النفوذ و الجنس و التكاثر بالأبناء، و الإنسان يرتقي بإنسانيته طالما أحسن تعامله مع هذه الغرائز و يسقط للبهيمية إذا تركها بلا ضابط أو حاول اشباعها من غير قنواتها النظيفة. يقول الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم: " يَكْبَرُ ابْنُ آدَمَ وَيَكْبَرُ مَعَهُ اثْنَانِ: حُبُّ المَالِ، و حب البقاء" . و هذا يؤكد على كلامنا أن الإنسان مجبول بفطرته و خلقته على حب هذه الأشياء بل أنه يُساق إليها سوقاً، و لله في ذلك حكمة، فلو لم يربط اشباع تلك الغرائز باللذة لعزف الناس عن إشباعها و توقف النسل و ترك الناس مكابدة الحياة و انطفأت الرغبة في العيش و انتهت حياة الانسان.   و الله جعل لكل غريزة قناة نظيفة لإشباعها و لكن للأسف الانسان أساء تعامله مع اشباع هذه الغرائز و انشغل بإروائها عن مهامه

ثامن يوم سعادة (دعاء السعادة)

ثامن يوم سعادة (دعاء السعادة)   دعونا نتأمل في دعاء الرسول صلى الله عليه و سلم و الذي يسرد فيه أسباب تعاسة الإنسان و لنستخلص منه موانع سعادتنا على وجه الأرض: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ ). هنا الاستعاذة بالله من الحزن (الماضي) الهم (المستقبل) و العجز و الكسل (الحاضر و العجز فشل بغير ارادة من الانسان و الكسل فشل بإرادته)   و الجبن ( عدم الاقدام ) و البخل ( عدم الاستمتاع و حرص على الحياة) و غلبة الدين ( مذلة ) و قهر الرجال ( ظلم ). و الرسول صلى الله عليه و سلم لخص لنا في هذا الدعاء أسباب التعاسة و استعاذ الله منها لتتحقق السعادة. و إذا خلت حياة الانسان من هذه المدلهمات وجبت له السعادة و الهناء. و متى ما سلم الإنسان أمره لربه و توكل عليه بعد أن بذل الأسباب و حرص على آخرته و تعلم من دروس ماضيه و ترك الكسل و الخوف و تعلم الإقدام و تعامل مع المال باتزان لا مفرط و لا مبالغ و استعان بالله على كل أمره ...

سابع يوم سعادة (تفنن بالدعاء)

سابع يوم سعادة (تفنن بالدعاء) فإني قريب هكذا وصف الله عز وجل حاله مع من يسأله من عباده .. إني قريب و لم يكتفي و أضاف: أجيب دعوة الداعي إذا دعان .. و مع القرب الإجابة ... فإذا دعوت الله و طرحت له سؤلك فمع قربه منك و استماعه لدعائك هو سيجيبك. و الدعاء بالنسبة للإنسان رغبة في أن يتم شيء بينما هو عند الله وسيلة قرب و خضوع و اتصال، لا تجعل الدعاء وسيلة للنوال و الظفر و لكن استشعر به لذة القرب و أجمل لحظات العمر هي في استشعار لذة القرب من رب الكون ... و أقرب ما يكون العبد من ربه و هو ساجد. فأكثروا الدعاء في السجود. و يكون الدعاء مذموماً حينما تدعو الله على وجه الاختبار أي أن تختار دعوة تدعو الله بها... و أنت تقول في نفسك سأدعو الله بهذه الدعوة و انظر أيستجيب أم لا. تنشأ مأساة الإنسان من خلال التقاء نقاط الضعف الداخلية مع الظروف الخارجية الصعبة فيحدث فشل شديد أسبابه داخلية و خارجية، عندها يشعر الإنسان بعجز و هوان و لا يملك بيديه شيء لمقاومة أثار هذا الفشل، مثلاً فقير يعاني ويلات مرض السرطان يعيش في بلد فقير و الادوية غير متوفرة و العلاج غير ممكن في بلده... ماذا عساه أني ي

سادس يوم سعادة ( صناعة النية الحسنة)

سادس يوم سعادة( صناعة النية الحسنة) و أصعب ما في النية أنها خفية و غير ملموسة و تتداخل عوامل كثيرة في تشكيلها و أفضل تعريف للنية بأنها التوجه الروحي. و لإصلاح النية مطلوب أولاً التفتيش في المقاصد التي يرنو لها الانسان في حركته و تحركه، و   الجميل في أمر النوايا أنها محط نظر الخالق عز وجل فلو أن الانسان ارتكب فعل خاطئ مع سلامة النية و المقصد فإن الله لا يؤاخذه على عكس الناس الذين يحكمون علينا من خلال اقوالنا و سلوكياتنا. و أول خطوة عليك فعلها لتحسين تعاملك مع رمضان هو أن تصلح نيتك التي هي محل نظر الخالق عز وجل فإن رأى الله من عبده حسن نية أعانه على تحقيقها. و مخيف ذلك الدعاء حينما نقول (الله يعطيك على قدر نيتك) فكثير من الأحيان تسوء نوايا البشر و عطاء الله وفقاً لهذه النوايا قد تكون كارثة، فأحسنوا في الدعاء. و من عدل الله أنه يجازي على الخواطر الخيرة و النوايا الطيبة و لا يحاسب الإنسان على نواياه السيئة إذا لم تتحول إلى فعل أو قول. و عبادات الإنسان أجرها يأتي بمقدار حضور الإخلاص فيها و الإخلاص محركه النية و لذلك كانت صحة النية شرط أساسي من شروط قبول الأعمال عند الله عز

خامس يوم سعادة (إرادة التغيير)

30 يوم سعادة خامس يوم سعادة   ) إرادة التغيير) من حسن احترام الانسان لنفسه أن لا يرضى لها بالعيش على فتات الحياة و أن يطلب من الأيام خيرها و من السنين عزها و من الحياة مجدها. و الحياة اليوم تتحرك بشكل مخيف و كل شيء خاضع للتغيير و إذا لم يرد الانسان التغيير للأفضل و يطلبه سوف تغيره الحياة للأسوأ رغماً عنه و هناك شواهد كثيرة على ذلك. و رمضان يُحدث تغيير على عدة مستويات، على المستوى الشخصي و المعيشي و هنا تسنح فرصة ذهبية لمواكبة التغيير و إحداث تغييرات على المستوى الشخصي ... و لكم سمعنا حالات عديدة غيرت من عاداتها السيئة خلال شهر رمضان مثل التدخين و تناول القات و العلاقات الغير نظيفة و غيرها الكثير من السلوكيات المنحرفة فمع حدوث تغيير على مستوى العالم الخارجي يصبح تغيير الذات و السلوكيات أسهل و أهون. يقول د. عبدالكريم بكار في تفسيره لآية التغيير (قال سبحانه : " إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم " لقد ربط الله بين نوعين من التغيير : تغيير يحدثه الناس على صعيدهم الشخصي من خلال تغيير ما بأنفسهم ، والذي ينعكس إيجابياً على سلوكاتهم وعلاقاتهم ، أما التغيير ال

رابع يوم سعادة (حسن اغتنام الفرص)

30   يوم سعادة رابع يوم سعادة (حسن اغتنام الفرص) جميعنا يعرف الحديث الشهير اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغُلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ. و هذا الحديث يوضح أن هناك فرص سانحة للتزود و الاستكثار من فعل الخير و تحقيق الانجازات و أن على الانسان أن يتعجل في اغتنام الفرص التي بين يديه فهو لا يدري متى تحل عليه أحد هذه المهالك فتعطله و تقتل انتاجيته و تحبس عنه الانجاز. فماذا تنتظر هرم يذهب نشاطك أو مرض يعطل حركتك أو فقر يتلف ذاتك أو شُغال ينسف أوقاتك أو موت ... و لا مفر من الموت و لا أحد يعلم متى يموت. و رمضان فرصة سانحة مانحة للتزود من الخير و تقديم رضوان الله عز وجل على كل محبوبات النفس و فرصة أيضاً للترقي في مدارج السمو الانساني بضبط أهواء النفس و ميلانها، و سبحان الله في لحظات رمضان يتضاعف أجر العمل المبذول إلى أضعاف مضاعفة و أي كرم يفوق هذا الكرم. و اغتنام الفرص على الوجه الأمثل يبهج القلب كما أن خسارتها و فواتها يجلب الندم و الحسرة. و يكفي أن تستشعر أن عملك أجره

ثالث يوم سعادة - التدرب على فضيلة التأني

يأتي رمضان ليعلمنا كيف نتقن فضيلة التأني و نتوقف لنعيد التأمل في السلوكيات و الأعمال التي نمارسها. و طريقة العيش التي ننتهجها. تتشارك معنا البهائم في غرائز الطعام و الشراب و الجنس فيأتي رمضان ليمنعنا من الاسترسال في اشباع هذه الغرائز ليقول لنا أنتم لستم بهائم. عيشوا جانبكم الإنساني أكثر، التفتوا لحاجات الروح. تتوقف من بزوغ الشمس عن الطعام و الشراب و مباشرة كثير من الأمور المحببة للنفس و تلزم نفسك بعدم الوقوع في الكثير من المكروهات حفاظاً على نقاء صيامك و بالتالي أنت هنا تحافظ على صفاء قلبك و رونق روحك .. فتسمو بالصيام. يأتي رمضان لنتوقف و ننظر إلى حقيقة الحياة التي نعيشها، تلك الحياة التي كانت تدور في فلك اشباع الغرائز، فنصبح أكثر قدرة على التأني و التصبر و التحكم بأهواء النفس، و نعيش انسانيتنا أكثر. يا شباب تعلموا أن لا تستعجلوا في أمور الدنيا كلها و تدربوا على التأني في جميع أحوالكم و قراراتكم و حكمكم السريع على الأشخاص و الأحداث. كم حدثت من مشاكل و مشاحنات، ثم تبين أنه لا مسوغ لها، و أنها حدثت بسبب عدم فهم الأمور كما يجب. إن مزيداً من التأني قبل اصدار الاحكام و اتخاذ

ثاني يوم سعادة - عادات التعاسة

حديثي اليوم في ثاني يوم سعادة عن العادات التي تجلب التعاسة و تقتل السعادة و العادة الأولى للتعاسة و بلا منازع التشاؤم و فقدان الأمل بتحسن الأوضاع، إن من أشد ما يعانيه الإنسان و يكابده أن يموت بداخله شيء و هو ما زال حيا. و لا يبقى للحياة من مسرات إذا فقد الإنسان الأمل بتحسن الأحوال. إن الأمل يمنح للإنسان طاقة لتحقيق تحسن على جميع المستويات و على بذل جهد مضاعف للظفر بما يريد، و لو واجه الإنسان تحديات الحياة بروح متوثبة بالأمل بالظفر و النوال لعافر دون تكاسل أو تقاعس و تخيل معي أنك قررت الذهاب لمشوار طويل لشراء شيء ما و لكن لديك قناعة بأن المحل الذي سوف تشتري منه حاجتك مغلق بهذا الوقت ... هل ستذهب ؟ هكذا هي الحياة إن عشتها بلا أمل فقدت كل طاقتك فلا تبذل أي جهد. و المتشائم يرى الجانب المظلم من الأشياء و يتوقع حدوث المكاره دوماً و لو لم يكن هناك سبب لحدوثها ... توجه نفسي مقيت يدمر صاحبه و يحمله متاعب جمة هي أشد وقعاً على أعصابه من المصائب و الملمات التي يمكن أن تقع. ثاني عادة من عادات التعاسة هي الشعور بالضجر و الملل و العيش ضمن روتين مكرر رتيب، و إذا أردت أن ترى النمطية و الرتاب

30 يوم سعادة

كل يوم نكتشف معاً سر من أسرار صناعة السعادة في شهر الرحمة. أول يوم سعادة. سكينة الروح رمضان شهر الروح وهو فرصة سانحة لنتجرد من سيطرة النفس التي تقودها الغرائز و الشهوات، وقفة لطيفة للالتفات للروح و الاهتمام بها فروتين الحياة السابق كله مركز على الدوران في فلك النفس و اشباع نهم غرائزها. فيأتي رمضان ليكسر هذا الروتين و يوقف تمادي هذا الجسد و يعطي الروح شارة القيادة لتمضي بالإنسان نحو السكينة و الهدوء فلا شيء يقلق سكينة الانسان مثل فوران الشهوات. فالله لا يريد عقابك بإيقافك عن الطعام و الشراب و لكنه سبحانه عز وجل يريد تهذيبك و ترقية ذاتك و تشذيب شهواتك لتبقى في حدودها الطبيعية و تؤدي دورها كما أراد لها .. و الفراغ الروحي من أعتى موانع السعادة و لو وهبت لك الدنيا و ما فيها و في روحك عتمة و فراغ فلن تهنأ و تظل في قلبك غصة تحول دون سعادتك و  يقول في ذلك د. عبدالكريم بكار(إن الواحد منا يدرك بوضوح الفراغ الروحي الذي يشعر به بعد انقضاء أي ملذة من ملذات الجسد . و حين تكون اللذة قد تمت عن طريق غير مشروع، فإن المرء يشعر بعتمة روحية و بوخز بالضمير و بشيء من احتقار الذات).

إدارة العلاقات - الجزء الثاني

و بعد أن تحدثنا عن بعض القواعد الأساسية في بناء العلاقات الجيدة مثل المهارات العاطفية و ملامسة روح الانسان عند المعاملات ، نكمل اليوم حديثنا عن بقية القواعد المهمة ثالثاً المصداقية و الثقة في موقف مهيب طرقت الباب على عميد الكلية و طلبت إذنه بالجلوس لمناقشة أمر يخص استاذي و بدأت أسرد له معاناتي و معاناة الطلبة معه، و بنظرة حازمة قاطعني العميد وقال لي توقف و أخرج هاتفه و اتصل بالأستاذ و طلب منه الحضور للمكتب فوراً لمناقشة مشكلة تخصه... و عند حضور الأستاذ نظر لي العميد و قال له الآن يمكنك الحديث. يحكي ستيفن كوفي هذه القصة و يعلق عليها ( لقد كان موقف هذا العميد درس عميق لا أنساه أبداً, و علمني كيف ممكن للإنسان أن يكتسب ثقة الآخرين من خلال منعهم من الحديث عن غائب). إن الثقة تمثل العمود الفقري للعلاقات و لا ثقة لكذاب و مغتاب، إنها مصدر كل شيء جميل في العلاقات فأنت حينما تثق بمن تتعامل معهم فإنك تؤسس وثاق غليظ للتآزر و التعاون و التواصل بأمان و لن تظل خائفاً مرتاباً تخشى على نفسك الخيانة و الغدر. بناء بيئة عالية الثقة تصنع فارق كبير في النجاح و التفوق و تزيد من مستويات الانتاجية