التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2019

كيف تُلجم كارهيك

كقادة للأفكار أنفقنا جهد و عمر كبير لصقل مهاراتنا، ساعات طويلة قضيناها في القراءة و التعلم و التدرب من أجل تطوير ذواتنا لنكون أهلاً لنشر الفكر القويم إلى غيرنا، رغم أننا نقدم النصح لغيرنا دوماً ، لا يعني ذلك بأننا خبراء ولا حاجة لدينا للتعلم. نحن نخطئ و نصيب و هناك عدسات كبيرة يرى من خلالها الناس حياتنا، بل تسعى شرائح إلى اكتشاف اخطاءنا و إن كانت صغيرة و إن لم يجدوا منها شيء تفننوا بصناعة معايب ليلصقوها بنا إثماً و عدواناً و بافتراءات محضة لا تمت لنا بأي صلة لا من قريب و لا من بعيد. إذا عجز حاسدينا عن تـأخيرنا أو تثبيطنا أو برهنة فشلنا، لجأوا لوسيلة قذرة و هي تشوية سمعتنا. و دائماً نضع لأنفسنا تساؤلات عند تلقي هجمات مثل تلك، و نقول هل الحل الأمثل أن نسكت و كأن شيئاً لم يقال، أم علينا الدفاع و تقديم الرد الشافي. نعترف بأن هناك حاجة للمعالجات و هناك حاجة للتجاهل حتى نستطيع أن نستمر بالعطاء و أحياناً نشعر أن السكوت سوف يؤدي إلى ضرر مفتعل، هنا سوف نضع بعض الطرق الفعالة لتلجيم الكارهين: 1.       تعاطف معهم. قد تتعجب من تقديم نصيحة مثل هذه، لكن فعلاً أنسب شعور يمكن أن نحمله لل

تجديد العهد مع الحياة

تمر بالإنسان حالات خمول و انقطاع عن فعل الخير و الأعمال المحببة للذات و التي تجلب منافع و فوائد للحياة و الآخرة و ذلك قد يكون بسبب مرض يصيب الجسد أو تلف يهتك بالروح، و في الحقيقة ان الطموح لا يعيقه مرض الجسد بقدر ما يعطله إنهاك الروح. إن الروح إذا انُهكت عطلت قدرات الإنسان و جعلته بائس حائر معطل عن تقديم شيء. و من هنا تبدأ موارد التعاسة بالتوافد على فؤاد الإنسان و يصبح كئيباً حزيناً و يبدأ يشعر بالعجز أكثر و أكثر، حتى يصبح الاستيقاظ مبكراً من الأماني الذي يتمنى تحقيقها. و لتجاوز فترات الخمول هذه علينا أن نبدأ بتوصيف المرض و ذكر أسبابه و تقديم حلول تعين على تخطي هذه  المرحلة بأسرع وقت ممكن. و المشكلة من وجهة نظري لها ثلاثة أسباب: غياب وجود أهداف في حياتك و وجود   عادات سلبية ذاتية أصابتك بالضعف و أخيراً مرورك بتجارب سلبية كثيرة في حياتك و الاستسلام للإخفاق.   دعني أولاً أن أدعوك لعدم القلق إذا كنت ممن تعرض لوعكة الخمول هذه، فطبيعي أن يمر الإنسان في فترات عديدة من حياته بخمول يعطل ذاته، لكن يبقى الأهم مع إدراكنا لطبيعة الحياة أنه لا يجب أن تطول فترات الخمول هذه و إلا ض

روح المرح – ثلاثون يوم إرادة

من الفهم الخاطئ المنتشر في الأوساط المتدينة، ارتباط المرح و المزاح بالهزل و ضعف التدين و ضعف الشعور بالمسئولية و الالتزام و قلة الجدية، و ارتباط العبوس و التهجم بالجدية و الالتزام و قوة الإرادة. من قال ذلك؟ لا توجد أي علاقة بين العبوس و التجهم و الجدية، فالعبوس يعبر عن وضع نفسي غير مريح أو عن اكتئاب أو قلق أو خوف، لو أنت مكتئب ابتعد عن الناس، و لا تنقل لهم عبوسك، و كما روى الكثير من رواة الحديث عن النبي أنه كان بساماً و قال أحدهم ما رأيت أكثر تبسماً من رسول الله. المرح يمنحك طاقة لتحمل ما لا يطاق. المرح سلاح من أسلحة الروح في نضالها من أجل البقاء أو المحافظة على الذات، و من المعروف أن المرح يستطيع أن يزود المرء بالانعزال عن أي موقف و بالقدرة على أن يعلو فوقه. بهذه الكلمات وصف فيكتور هوجو السلاح الذي يستخدمه السجناء للتخلص من معاناة السجون. المرح نعم المرح و المرح يختلف كثيراً عن الاسفاف و الابتذال و التمتع الرخيص، إنه سلوك ناقد من الروح على أحداث الواقع و السخرية منها. حوادث عديدة أثبتت أن الإنسان قادر على تجاوز أي صعوبات يمر بها، و أنه يمكنه تحقيق سكينته الروحية و ق

التحكم بالمزاج – تاسع و عشرين يوم إرادة

المزاج يعبر عن الحالة الراهنة لنفسيتك، هل تتسم بالرضا و الراحة و الانبساط أو الضيق و البؤس و الانقباض، و غالباً تؤثر أحداث الحياة الطارئة على حالة الإنسان و مزاجه، فلو حدث شيء جميل – بوجهة نظرك – سوف تنبسط و ينشرح مزاجك و لو حصل حدث سيء – كذلك من وجهة نظرك – سوف يتبدل حالك إلى الضيق و الانزعاج. و الإنسان الحر هو الذي يستطيع التحكم بمزاجه و لا يدع الظروف تتلاطم به كما تشيء. و بكل تأكيد أن هناك صفات شخصية تؤثر على الإنسان و على مزاجه ، فهناك من يرتاح عندما يكون وحيداً، و هناك من يكون أكثر راحة بالانخراط مع الناس و مشاركتهم مناسباتهم، هناك من يحب الغرق في التفاصيل الصغيرة و هناك من يفضل الأفكار الكبيرة. هناك من ينتشي عندما يمسك بكتاب و يبدأ الغوص في أسباره، و هناك من يرتاح أكثر برفقة صديق و الثرثرة الطويلة. فمن كان متطبع على التشاؤم يرى في كل حدث مصيبة و سوء، و على عكسه المتفائل فإنه يترجم كل ما يحدث له في الحياة بنظرة خيرة منشرحة. و متقلب المزاج هو إنسان يتأثر تأثر شديد بالأحداث الخارجية و كلام و تفسيرات الناس الذي حوله، فكلمة تأخذه إلى أقصى اليمين و وشاية تأخذه إلى أقصى الشما

إدراك المعنى – ثامن و عشرين يوم إرادة

نفرق نحن المسلمين عن غيرنا أن لحياتنا معنى نشعره مع كل ممارسة أو نشاط صغير أو كبير، فالمعنى الذي يتمثل لنا في كل فعل هو الأجر الذي سنناله و رضا الله الذي سوف نجنيه. المعنى سوف يمنحك استعلاء على اللحظة الحالية لتجاوز الوضع الراهن و تتطلع للمستقبل، أحد الشباب قام بتصوير عدد كبير من الكتب و رفعها لمواقع ليقرأها الناس و يحصل هو على الشهرة، دخل أحد الأشخاص و شتمه، قام بحذف جميع الكتب و طلب من المتابعين له في الفيس بوك أن يأخذوا بحقه من هذا المعتوه حسب وصفه، المسلم المخلص لا يقع بمثل هذه الأخطاء فنحن ننشر الخير ليستفيد الناس و لنكسب الأجر و نفوز برضا الله عنا و ليس طلباً للشهرة و ثناء الناس. أن توجد معنى في حياتك لكل تصرف تقوم به يعني أن تحمي نفسك من اليأس و تزود روحك بطاقة تعينك على الاستمرار في العطاء و المثابرة و العيش بما يليق بطموحك، المعنى يجعلك تتجاوز الأزمات التي تعصف بك (و ما أكثرها في الوقت المعاصر). المعنى يجعلك تسمو و تعلو على الظروف الصعبة التي تدمر إرادتك و ترديك محبطاً. الحياة بلا معنى تصبح سجن ضيق لا يتسع للأحلام. كيف تصنع معنى لحياتك: 1.اربط حياتك بغاية جميلة : و لا غ

لا إرادة بلا حرية – سابع و عشرين يوم إرادة

لم يخلقنا الله أحراراً بل خلقنا لنكن أحرارا الحرية المحور الرئيسي الذي تدور في فلكه معاني الإرادة و الجدية في الحياة، لا يمكن لمن فقد حريته أن يكون صاحب إرادة حرة. إن تمثيل الإنسان لذاته يجعله مسؤولاً أمام نفسه و قراراته و هويته و أهدافه. عندما تمنح الانسان حريته يستشعر المسؤولية الملقاة على عاتقه و يتصرف وفقاً لهذه المسؤولية و مراعاة لحق كل شيء عليه.   و أنت بذلك تمنح الإنسان تقديره لذاته و احترامه لها، و تضعه أمام نفسه للمواجهة و المحاسبة الذاتية.   فيصبح ملتزماً أمام ما عليه و مسئولاً عن عواقب ما يفعله. لا شيء يدمر الإنسان مثل أن تسلبه حريته. و إذا فقد الإنسان حريته تعطلت إرادته و تهمش دوره في الحياة.   و الحرية لا تعني التفلت من المسئوليات و ضوابط الأخلاق، بقدر ما تعني أن يفعل و يقول الإنسان ما لا يضر بأدب. من حق كل إنسان أن يقول ما يريد، و يعيش كما يريد لكن بشرط أن لا يضر بما يفعله و يقوله الآخرين. من حق كل انسان أن يتناول الطعام الذي يشتهيه، و يلبس ما يعجبه، و يسكن في مكان يليق به و يعمل العمل المناسب لقدراته و امكانياته و هباته الذاتية. للإنسان الحق أن يسافر متى يشا

اعرف ذاتك أكثر – سادس و عشرين يوم إرادة

بداية الحكمة أن تعرف نفسك و من المعروف أن فهم الإنسان لنفسه يقيه من شر الصراع الداخلي و يمنحه قدرة  أفضل على اتخاذ قرارات صائبة و أيضاً  يصبح أكثر قدرة على ضبط ذاته و إدارة إرادته و مقاوماً للإغراءات، أيضاً يصبح قادراً على فهم الآخرين و تقبلهم على ما هم عليه. و لتعرف ذاتك أنصحك أن تفعل مقابلة مع نفسك، تخيل و كأنك غيرك و ضع اسئلة لنفسك و ابحث عن اجابات، ضع اسئلة صعبة تشمل جميع جوانب ذاتك تظن أنها سوف تساعدك على تحسين مستوى معرفتك بذاتك. ما نقاط قوتي؟   ما نقاط ضعفي؟ هل ممكن أن أصف نفسي بثلاث كلمات و بإيجاز؟ ما السمات و القدرات التي يجب عليّ أن امتلك مثلها؟ ما هي منطقتي العمياء؟ ما أهم المهارات التي يجب عليّ أن اكتسبها؟ (اذكر مهارتين على الأقل يجب أن تكتسبها خلال كل عام). أهم خبراتي التي اكتسبتها في الحياة؟ في أي الجوانب المهمة في الحياة يحتاجني الناس؟ إن الإنسان الذي لا يعرف نفسه لن يستطيع تقديم نفسه للعالم. و التفكير بمستوى أعلى من مستواك الحالي وسيلة ثانية لمعرفة الذات، و هذه الوسيلة تقتضي أن تتلبس عقل شخصية انسان أعلى منك في المستوى المهني أو الفكري أو المعرفي، و اج

أعد ولادة ذاتك – خامس و عشرين يوم إرادة

أبرز تحدي واجهته بعد نشري لكتابي الثالث (ميزة تنافسية شخصية) هو الاستمرارية في تقديم كتاب لاحق بنفس الجودة و أفضل، و فكرت في الالتحاق بدورة تدريبية عن التأليف، و فعلاً كان لها تأثير السحر بالنسبة لي، تعلمت تقنيات جديرة بالاستخدام. و تعلمت أن الموهبة تموت إذا أحس الانسان بالاكتفاء و رضى بمستواه. إن الشعور بالحاجة إلى التحسن و بذل جهد في ذلك كفيل بأن يعيد ولادة الإنسان من جديد، فالإنسان عندما يقرر أن يتحسن و يتغير إلى الأفضل و كأنه يجعلها تخضع إلى عملية ولادة جديدة، يتخلص بها من علائق ذاته القديمة و الغير نافعة، و يضيف لذاته قدرات و مهارات تجدد عهده بالنجاح. الصعوبة ليس في تحقيق انجاز عظيم في الحياة، و لكن في الاستمرارية في تقديم انجاز تلو الانجاز، و هذا التحدي يتطلب اخضاع النفس لعملية تطوير و تعليم مستمرة لا تتوقف. و خير نموذج للتطور المستمر نراه ماثلاً بشخصية الدكتور طارق السويدان، الذي يقدم في كل اطروحاته معرفة جديدة متناسبة مع الوضع، لم يركن إلى العلم الذي كسبه سابقاً، و المتابع له سوف يدرك ما أعنيه. و أتذكر أنه طلب مني تقديم دورة في مجال تخصصي و من ضمن المشاركين في الدورة متخ

احتفل بالإنجازات الصغيرة – رابع و عشرين يوم إرادة

  اذا حققت انجازاً و لو صغيراً كافئ نفسك لتطعمها مذاق الانتصار اللذيذ، و ليس بالضرورة أن تكون المكافأة مكلفة، قد يكون كوب قهوة أو تناول وجبة لذيذة. المكافآت تحفز النفس على تحقيق المزيد من الانجازات بل أكثر من ذلك، تصنع لك عادة تحقيق الانجازات و أحياناً ادمانها. الاحتفال البسيط بالإنجاز أكبر من مجرد تحقيق شعور جميل، إنه يعطي حافز مستقبلي لبناء عادة الانجاز و تعزيز الثقة بالنفس و تأكيد استحقاقية النجاح و تحفيز الذات للاستمرارية بتقديم مستوى أفضل و تحقيق نتائج أعلى. بذل الجهد مطلوب و النخبة دوماً يبذلون جهد مضاعف عن غيرهم و يعانوا كثيراً لإتقان ما يريدون، و يتجرعون ويلات الاخفاق المتكرر، و يتحملون كل ذلك رغبةً في الفوز و التفوق. يتطلب الأمر شجاعة و شجاعة فائقة تدفعك للمضي قدما دون تراجع و تجرع المواقف المريرة حتى تصل للمستوى الذي تريده. لذلك إذا حققت هدفاً أو تركت عادة سيئة احتفل بذاتك. يا رب.. وأنتَ الجميلُ الذي خلقْتَني جميلاً، وأردتَ لي أن أكونَ كما خلقْتَني؛ أبقِني على فطرتكَ بعيداً عن تشويه ذاتي.

العناية بالاهتمامات – ثالث و عشرين يوم إرادة

أصبحت حياة الواحد منا اليوم متكدسة بالعديد من المهام و الشؤون و الأعمال المطلوب انجازها، مهام وظيفية، التزامات اجتماعية، واجبات منزلية، بريد الكتروني متكدس، رسائل وتس بالمئات، أصدقاء ينتظرون و أرحام تشعر تجاههم بالتقصير، و فوق كل ذلك تريد أن تخصص وقت للارتقاء بذاتك و تعلم مهارات جديدة و توسيع قاعدة الفهم من خلال قراءة الكتب أو الاستماع لمحاضرة. إن الازدحام و الاكتظاظ الذي تعاني منه حياتنا جعلنا مشتتين لا نستطيع أن نفي بحق كل ما علينا من مهام و مسؤوليات، و لم أرى بحياتي عامل مساعد على تنظيم الحياة و تطوير الذات مثل حسن ادارة الاهتمامات. الاهتمام مسروق و أدوات كثيرة و جهات عديدة اليوم تبذل النفيس للاستحواذ عليه، ودورك هنا أن تحتفظ باهتمام لتسلطه على الأمور الفارقة بحياتك، ركز على الأولويات المهمة بالنسبة لوجودك، ركز على عبادتك و والديك و أطفالك و زوجك، ركز على ذاتك و طورها و ركز على مصادر دخلك و أرحامك و اصدقائك المقربين. لم أرى ناجحاً إلا و هو متحكم باهتمامه بشكل منظم. و العناية بالاهتمام يعني التركيز على الأمور التي تستحق, و مع الوقت سوف تدرك أن الأمور التي تهتم بها سوف تؤثر

التمسك بالأحلام – ثاني و عشرين يوم إرادة

لن تتحرك إرادتك إذا لم يكن لك هدف صعب المنال تريد تحقيقه، إن التركيز على غاية جليلة بعيدة المدى تمنحك الدافعية لامتلاك الأدوات و المضي بالدروب الموصلة لها، تستيقن أن الهدف البعيد المدى لا يمكن تحقيقه إلا من خلال انجازات يومية صغيرة. قد تعمل سنين و سنين و تجتهد لتصل بعد التعب لغايتك، و خلال رحلة التحقيق هذه سوف تكتسب العديد من المهارات التي تؤهلك لاستحقاق تلك الغاية، فأعوام الدراسة التي تقضيها في فصول الجامعة تمنحك الكثير حتى تحصل في النهاية على درجة البكالوريوس أو الماجستير. و القيمة الحقيقية لتلك الجهود ليست في تلك الورقة (الشهادة) التي تنالها في النهاية، و لكن القيمة الحقيقة في الخبرات و المعارف التي اكتسبتها وجعلت منك انسان أفضل و أنضج و قادر على مواجهة تحديات الحياة باتزان و حصافة. أمامك الهدف و المعوقات و الأدوات و ذاتك، تمضي و كل يوم تتعلم شيء جديد في رحلة انجازك، تتعلم كيف تتجاوز العقبات و كيف تستخدم الأدوات و كيف تأقلم ذاتك لتصبح جدير بالهدف الذي تسعى إليه. تقول د. إيمان المعلمي: إياك أن يُفقِدك العالم ملامحك، صوتك الأصيل، نبضك الصادِق، رؤيتك الشفيفة، إياك أن يسرق من

رباطة الجأش في المواقف الصعبة – واحد و عشرين يوم إرادة

لن تستطيع البقاء في القمة إذا كنت غير مرتاح للتعامل مع الظروف الضاغطة و الصعبة، في الحقيقة أن القدرة على البقاء هادئاً و أنت تحت النار و الأمواج ميزة لا يتمتع بها إلا النخبة من البشر. يمكنك أن تتعلم عشق الضغوطات التي تقودك بدورها إلى أن تصبح أكثر مهارة و قدرة مما أنت عليه الآن، يمكنك ذلك إذا ادركت أن الدروب الشاقة هي الطريق الوحيد للتطور و التحسن. رباطة الجأش : هدوء النَّفس وثبات القلب ، سيطرة الشَّخص التامّة على قواه العقلية أو قدراته الحسِّيَّة أو مشاعره أو سلوكه وتصرّفاته. والجَأْش : النفْس أَو القلب. ادارة الضغوط سهل جداً إذا قمت بالتركيز على الثمار التي سوف تجنيها، و ركزت فقط على نجاحك أنت، فلا تؤثر على همتك نجاحات و اخفاقات الآخرين. أكبر عائق أمام نجاحك و تحسنك هو تركيزك على نجاحات و اخفاقات الآخرين و عمل مقارنات و مقاربات. المتسابقون في ماراثونات الجري لا يسمحون لأنفسهم النظر إلى ما يحققه الآخرين أثناء المسابقة، هم فقط يبذلوا جهدهم بأقصى ما لديهم من قدرة و يتركون الباقي. أصحاب الأداء العالي لا يسمحون لأنفسهم أن تنحرف في مسار المنافسة و التأثر بالظروف الخارجية، يرك

الجسارة صرامة القلب على الأهوال – عشرون يوم إرادة

أن يعمل الإنسان ما عليه فعله رغم المخاوف، و رغم النتائج المترتبة على أفعاله و التي قد تحوي على بعض المخاطر على مصالحه. تتجلى جسارة الإنسان بقول و فعل ما لا يعجب الكثير لكن من منطلق الأمانة و الحرص على فعل الشيء الصحيح. قد يجد الجسور معارضة شديدة لما يقوم به و لكنه   يتمسك بمواقفه لظنه و يقينه بصحتها و موافقتها للحق و العدل، أن تجابه كل الضغوط في سبيل احقاق الحق و الالتزام الأخلاقي أمام الحياة و الغير. الجسارة أن تفي للحق رغم المخاطر، و أن تنصاع له على حساب مصالحك و مصالح الأقربين، و تشعر بالرضا في الوقوف ضد كل من يتلاعب بحقوق الغير و تتحمل المشاكل التي قد يلحقها بك أهل الشر و تدافع الضغائن بطيب خاطر ما دمت في الصراط المستقيم. ستنام أعين الجبناء إذا انخفض عدد الشجعان في الحياة. و التاريخ يحكي عن الأبطال و أيضاً عن الخونة و الجبناء، و في المستقبل سوف تندم على الأمور الذي لم تفعلها بدافع الخوف. و أنت لو أردت أن تعيش مثلما يعش القطيع من حولك لاتخذت من الجبن صفة ملازمة لك في كل أمورك. يقول الجاحظ في الجسور: المقدم على المكاره و المهالك عند الحاجة إلى ذلك، و ثابت الجأش عند المخا

عقد القلب على إمضاء الأمر – تاسع عشر يوم إرادة

عجيب أمر القلب إذا تعلق بشيء و إني لأغبط الرجل قلبه معلق بالمعالي، تبدأ عمل و لا تتركه إلا و قد انتهيت منه، تستمر برغم كل العقبات و العوائق، تصر على تحقيق المطلوب مهما كلف الأمر من مشقة و تعب، تثابر و تثابر حتى تصل و تضرب نموذج راقي للإصرار. قلما رأيت في حياتي متفوقين يستسلمون أمام أول تحدي يجابهوه، و الحياة كلها تحديات و في كل سير عوائق مختلفة و متجددة تتطلب تجديد للإرادة. تحشد قواك لتحقق ما تريد مواجهاً عوائق الزمن و الاحباط و الإرهاق و التعب النفسي و الاغراءات للتنازل و عمل شيء أسهل و أكثر متعة. قبل كل مواجهة عوائق الحياة عليك أولاً أن تتخلص من فضلات الذات: الكسل، التردد، الانهزامية، الاستسلام السريع، فقدان الهمة و الاهتمام، تفضيل الطرق السهلة، اختيار الحلول السريعة، الرغبة بتوفير الوقت و الجهد، التذبذب و العجز عن تقديم تضحيات لصناعة تفوق يستحق الاشادة. سمة متسمة بالطموح تركب النفس فلا ترضى بالفتات و لا تتنازل عن ما تريد معجونة بالإصرار و العزيمة، تشربت معاني الآية العظيمة {لا أَبْرَحُ حتى أَبْلُغَ}. يا من بلغ أمرك و جعلت لكل شيء قدرا، قدر لي الخير حيثما وليت وجهي، و ألهم

عابر حياة – ثامن عشر يوم إرادة

  استيقظت اليوم على خبر وفاة أحدهم، كان شاباً في مقتبل العمر بصحة وافرة و فجأة امتلك اسباب الرحيل، و شعرت أن الإنسان يحتاج إلى تأكيدات يومية تثبت زوال هذه الحياة، و تثبت لنا حقيقة وجودنا المؤقت على هذا المسار الزمني الطويل كما أظن.   غداً أموت و مالي أنكر هذه الحقيقة بكل ما أوتيت من حياة رغم يقين نفسي بها، نغرق في دوامة مفرغة من المشاغل التي تجعل عقولنا تذهل عن حقيقة الحياة التي نعيش فيها. بداية الحكمة أن يعرف الأنسان حقيقته و تنتهي الحكمة على أعتاب الآخرة، و أي حكمة لدى من لا يظن حتى ظناً أن لهذه الحياة و ما فيها صانع و أن لهذه الحياة المليئة بالظلم فصل آخر توضع فيه الموازين بالقسط و يجازى كل إنسان بما عمل. ما الذي يجعل حياتنا أفضل أليس يقيننا بأنها زائلة، أليس إيماننا بأن هناك رب سوف يحاسب و يقاضي و يعدل في حكمه، و له القوة المطلقة على كل شيء و هو فوق كل ذلك عليم خبير بأدق التفاصيل و أصغرها، أليس وجود هذا الإله رادع لكل جبار و طاغية، ماذا لو وجد هذا الإله العظيم القوي في قلوب كل الناس و استشعروا أنه سوف يحاسبهم على ما فعلوه، هل ستكون تصرفاتهم مشينة كما هي الآن. لو تمكن الخوف م

كيف تتخلص من التردد – سابع عشر يوم إرادة

نحن نهدر الكثير من الوقت و الجهد عندما نخوص صراع التردد، هل هذا العمل الصحيح؟ هل هذا العمل يستحق العناء و المشقة؟ هل سأنجح إذا فعلت كذا و كذا؟ هذا التداول المرهق للأفكار يلهي النفس و يسرق الوقت و يستنزف الطاقة. أنت تعرف أن عليك فعل شيء ماء و لكن الموانع تجعلك تدخل في دوامة لا متناهية من التردد، و هل هذا التردد دافعه الدراسة الواعية للخيارات التي بحوزتك أم أنك تلعب لعبة رخيصة مع الكسل و الخوف. إن التردد عادة ملازمة للفاشلين. عليك أن تتخلص فوراً من عادة التردد حتى لا تفوت عمرك و أنت في حيرة و تقاعس، و حتى تتخلص من هذه العادة البائسة عليك أولاً أن تضع وقت محدد لمراودة الفكرة لك، إذا كنت تفكر بالذهاب لحضور محاضرة معرفية مهمة و متردد بينها و بين خروجة ممتعة مع صديق لك، اجعل لنفسك 10 دقائق كفترة للتفكير في الأمر و اتخاذ قرار حاسم بعده. لا تقضي وقت طويل في التردد و مراودة الأفكار. و بعد أن تتخذ القرار نفذه بالتزام و جدية و انضباط. دوافع التردد كثيرة و على رأس القائمة يأتي الكسل ثم يليه الخوف، الانسان كائن اقتصادي بطبعه يفضل بذل أقل جهد و يحب التوفير جداً على مستويات راحته و اضطجاعه

الالتزام و أثره في الحياة – سادس عشر يوم سعادة

يشير الالتزام إلى التحكم الذي تمارسه على نفسك، أي السيطرة إلى حد ما على عواطفك و سلوكياتك و تصرفاتك و أفكارك و بالتالي تنظم و ترتب حياتك. و ذلك يعني تجنب التجاوزات الغير صحية و الغير صحيحة لكل شيء و التي يمكن أن تؤدي إلى عواقب سلبية على ذاتك و حياتك. عندما تكون ملتزم، يمكنك التحكم في دوافعك و حوافزك الذاتية للانغماس في أي نشاط غير صحي أو غير بناء يمكن أن يؤثر على أداءك أو انتاجيتك، و بالتالي تلتزم بشكل أفضل بمهامك و مسيرتك. الالتزام هو القدرة على التحكم في أي نبضة ضارة أو غير ضرورية، و التغلب على التسويف و الكسل و الوصل إلى حسم الأمور من خلال اتخاذ قرار سريع. ثم يتبع كل ذلك المثابرة حتى يتماثل لك النجاح. و يمكن أن نرى الالتزام على أنه التغلب على المقاومة الداخلية المتمثلة بالهوى و العواطف و مقاومة العقل لاتخاذ اجراءات. نحن نحتاج قوة الإرادة لكي نبدأ و نحتاج إلى الالتزام لكي نستمر بما بدأنا به. قوة الإرادة تجعلك تبدأ و الالتزام و الانضباط يضمنان لك الاستمرارية حتى النهاية. يمنحك الالتزام القدرة على التحمل في كل ما تفعله. تحمل الصعوبات بشتى أنواعها. و يعينك على رفض الاشباع العاجل

التعامل مع البدايات المحرجة – خامس عشر يوم إرادة

و لأن البدايات دائماً صعبة يجنح الإنسان إلى التأجيل و التسويف كهروب من عواقب البدايات المتمثلة بالشعور بعدم الراحة و القلق، و قد يصل الأمر أحياناً إلى الشعور بألم حقيقي عند التفكير ببدايات المهام.   عندما تفكر بقراءة كتاب بعد أن تكمل مهامك الوظيفية أو الدراسية سوف تشعر بألم حقيقي، عندما تفكر أن تذهب إلى ممارسة الرياضة مساءً تشعر بألم حقيقي، عندما تفكر في الشروع في المذاكرة تشعر بألم حقيقي، أنا لا أمزح دراسات عديدة أكدت هذه الحقيقة من خلال وضع جهاز استشعار على أدمغة مجموعة من البشر و طلب منهم أن يفكروا بالقيام بأداء مهمة مزعجة وجدوا أن منطقة الألم في دماغ المشاركين في الدراسة أنارت. لذلك لا تنزعج من الألم الذي يصيبك أثناء تفكيرك في تأدية الأمور الواجبة و النافعة فهذا الألم دليل على أنك إنسان طبيعي. و بناءً على ذلك أيضاً لا عجب أن يقع العديد من الناس بإثم التسويف و التأجيل مراراً و تكراراً و ذلك لأنه لا يوجد إنسان يحب الشعور بالألم. و المهمة هنا هو أن تصنع لك إرادة قاهرة تغلب هذا الألم و تعينك على تخطي حواجز البدايات المحرجة. أن تصل بنفسك إلى المرحلة التي تفكر فيها بالمهام الصعبة

ملكة الانضباط الذاتي – رابع عشر يوم إرادة

  عندما نرى إنسان منظم ذاتياً و مسيطر إلى حد ما على تصرفاته نقول في أنفسنا ليتنا نمتلك مثل إرادته و انضباطه الذاتي، و نشعر و كأنه ولد بهذه الميزة و الخصائص، و لكن العلم يؤكد لنا أن الانضباط الذاتي وليد التعليم و التمرس و ليس هبة لازمت ولادتك. و العديد من الناس كما هو واضح لا يعرفون كيف يطورون من هذه الميزة، و تشير العديد من الدراسات إلى أن الافتقار للانضباط الذاتي أحد أهم عوائق تحقيق الحياة الطيبة. و كما يؤكد العلم أن الطريقة الوحيدة لتطوير ملكة الانضباط الذاتي هو من خلال الممارسات المقصودة و المستمرة، و لهذه الممارسات صعوبتها و تأخذ وقتها و لها ثمنها فلا شيء في الحياة مجاناً. و كمدخل لتطوير ملكة الانضباط الذاتي على الإنسان أن يتعرف على نقاط ضعفه جيداً، قد يعاني المرء من ضعف في مقاومة الاغراءات التي تفاجئه، أو يستسلم للضغوط الخارجية سريعاً و لا يستطيع أن يقاوم ما تفرضه الظروف عليه، أو قد يكون قصوره في جهله و عدم ادراكه للخطوات اللازمة للتغير و التحسين أو طيبته الزائدة فلا يستطيع أن يوازن بين واجباته و طلبات الناس، في الأخير على الإنسان أن يدرك ما هي نقاط ضعفه التي تعيق وصوله إ

موارد التوفيق- ثالث عشر يوم إرادة

التوفيق أن ييسر الله لك طريق الخير و يسد طريق الشر في وجهك، و إذا وفقك الله في أمر ما جعله صائباً موافقاً للمراد و لاءمه على قدر الكفاية، و يأتي التوفيق من الله على قدر ثلاثة أمور : همتك في طلب الشيء، تعبك في تحصيله، سلامة نيتك في السعي . و كما في الآية التي تؤكد ذلك (إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا ( فالله لا يخذل إلا من يستحق الخذلان فهو العليم الحكيم، و في الحقيقة أن الإنسان هو من يخذل نفسه. و في الحديث النبوي الشريف (أما أهل السعادة، فيُسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فيُسرون لعمل أهل الشقاوة) و قدر ربط الله تيسير اليسر (أي طريق الخير و الفلاح) للإنسان الذي أعطى و اتقى و صدق بالحسنى، و ربط التيسير بالعسر (أي تيسير طريق العسر) لمن بخل و استغنى و كذب بالحسنى، و في هذه الحالة يستحق الإنسان خذلانه. و التوفيق كما قال ابن القيم: ألَّا يكلك الله إلى نفسك، وأن الخذلان هو أن يخلِّي بينك وبين نفسك. و ينظر الله لقلوب عباده فإن رأى سلامة في القصد و صفاء في النية مدهم بعونه و توفيقه و تيسيره، و كم رأيت ناس بصدق نواياهم مع محاولاتهم في تقديم اعمال حسنة على مستوى قدراتهم حص

مشوشات الإرادة – ثاني عشر يوم إرادة

قوة الإرادة في واحد من أهم معانيها أن يعمل الإنسان ما يجب عليه فعله حتى و إن كان هذا العمل غير محبب للنفس، و أن يترك ما يجب عليه تركه حتى و إن كان هذا العمل محبب للنفس. كثيراً ما يشبه علماء النفس الإرادة الإنسانية بالعضلة، تقوى و تضعف و يؤثر عليها التعب و ينميها التمرين و التدريب و الممارسة المستمرة. يقول إمامنا ابن قيم الجوزية: “الحب و الإرادة أصل كل فعل و مبدؤه, و البغض و الكراهة أصل كل ترك و مبدؤه, و هاتان القوتان في القلب أصل سعادة العبد و شقاوته” فإن أكثر باعث على الفعل هو الحب، و أكثر مانع عن الفعل هو البغض، و المشكلة إن تكون عاطفة الإنسان معطوبة فيحب ما يهلكه و يبغض ما ينفعه، يجب عليه هنا إعادة صياغة تركيبته العاطفية لتستقيم إرادته. و بهذا فإن أول مشوشات الإرادة العاطفة المغشوشة، و علاجها بتحسين جودة و تلقي معلومات سليمة و الحرص على ضبطها و ليس كبتها، فكبت المشاعر أحد أكبر موهنات الإرادة. و الحزن الشديد و التشاؤم يهلك الإرادة و يقتل العزيمة، و الحزن و التشاؤم من منشئات العاطفة المغشوشة. و من مشوشات الإرادة إرهاق الذات باتخاذ قرارات يومية عديدة و كثيرة في أمور غير مهمة

إعداد الذات للحظات القادمة – إحدى عشر يوم إرادة

اللحظات القادمة هي اللحظات الأكثر أهمية في حياتنا و تساهم بشكل رئيسي في تشكيل الظروف التي نعيشها، و تعتبر هذه اللحظات غير مدركة و غير واضحة و يصعب الاستعداد لها كونها من المستقبل المجهول. من المتعارف عليه أن لكل حدث مكونات نجاح خاصة، و اسلوب تصرف ناجح مع حدث معين لا يعني تناسبه مع حدث آخر، الكثير منا يسعى لأن يستفيد من تجاربه السابقة و يحاول إعادة تطبيق ما جربه و نجهل أن الوقت يأتي بظروف و مناسبات و متغيرات جديدة قد لا يتناسب معها التعامل السابق، لذا أول نصيحة أقدمها لك أن تتعامل مع كل حدث جديد بعقلية جديدة، حاول أن تكتشف الطريقة الأنسب للحدث القادم للتعامل معه بتفوق.   الوقت مستبد، يستهلك الخيارات التي بحوزتنا كما يستهلك أعمارنا. فيصبح التقاعس هو الخيار المتاح. عندما نجهل ما الخطوة القادمة فإن التوقف و الانتظار هو العمل الوحيد الذي سوف نقوم به. لكن علمتنا الحياة أن الذين ينحازون لعمل أي شيء هم الذين سوف يؤثرون على نتائج الأحداث. و التحرك لفعل شيء ما يصنع فرص جديدة و يفتح أفاق للأمل، لا تطيل الوقوف و الانتظار، بادر و اعمل شيئاً. إن الإنسان يعيش في ابتلاء دائم   إن كان منعم أو محرو

غنائم العزلة – عاشر يوم إرادة

صوت ما بداخلي يحثني دوماً على اعتزال كل شيء لأختلي بنفسي وحيداً و أدخل في رحلة صمت طويلة ترتب لي ذاتي و تُسكت لي الضوضاء التي تجول في الروح. النصيحة الخالدة التي سوف أهديها لمن أحب اليوم (انغمس في عزلتك كلما سنحت لك الفرصة في هذا العالم المليء بالتشويش و الدوشة). التكنولوجيا اليوم استباحت خصوصية الإنسان و حريته في استقطاع وقت ذهبي لذاته لينعزل عن كل شيء مرتبط به و يتصل فقط بأعماق ذاته و يستمع لصوت الروح الباكي، في الثانية الواحدة تصلنا اشعارات عديدة تستفز الذهن ليترك ما يشغله و ينتبه فقط لما وصله من خلال الجهاز الصغير. هذه الضوضاء توهن الروح و تقتل الإرادة و نظل على مدار الساعات الطويلة مشتتين و مرتبكين بقوى خائرة و عقول مرهقة. تعرض الإنسان لهجمات معلوماتية وفيرة على مدار الوقت يخفض معدل الذكاء من 5 إلى 15 بالمائة كما تشير بعض الدراسات.   و تؤكد أيضاً أن الأداء ينخفض بنسبة تصل حتى 50% عندما يركز المرء على مهمتين ذهنيتين في الوقت ذاته. و كثرة مشتتات الانتباه تؤدي إلى خفض قدرة الدما y على استبعاد الأمور التي لا علاقة لها بالعمل أو الغير متصلة بالمهام التي بين يدي الإنسان. و ع

التسامي – تاسع يوم إرادة

قيل قديماً: حب الهوينا يُكسب الذلّ, وحب الكفاية مفتاح العجز. و الهوينا الحركة الثقيلة و الرتم البطيء، و الكفاية الاكتفاء و الرضا بالوضع الراهن وعدم الرغبة في الارتقاء. التسامي أن يكون لديك همة عالية تناطح بها ظروف الحياة الصعبة و تصنع لك حياة ترضاها لطموحك و أحلامك. و مشكلة بعض الشباب المسلم اليوم أنه يعيش حياته سبهللة لا ناجح في الدنيا و لا فالح في عمل آخرة، و قد يكون أسباب ذلك ضعف الهمة و تواضعها و الرضا بالحياة العادية و الاكتفاء بالسلامة و الراحة على تقديم عمل مؤثر يساهم في نهضة الأمة و تحسين حياة الناس. المسلم مكلف بخلافة و تعمير و للأسف نرى اليوم همه تحول لهم بهائمي يدور حول ما يأكل و ما يلبس و ما يشرب، و أقصى إنجاز يحققه الشاب أن يتخرج من الجامعة أو يتزوج. و قال الإمام الشافعي: إني لأبغض الرجل أراه مشغول في أمر لا ينفعه في دينه ولا في دنياه. و اليوم نرى العجب العجاب في حياة الكثير من الشباب الذي يقضي نفائس وقته في رقاد و لهو و عبث و قليل من التعليم البسيط،و يجهل الشاب في مقتبل عمره أن وقته أثمن ما يملك. كيف أكون عالي الهمة و احقق التسامي: أولاً بالتعليم الذاتي

محركات الإرادة – ثامن يوم إرادة

تتحرك الإرادة في حالة وجود قضية يؤمن بها صاحب الإرادة، أو في حالة وجود مواعيد لإتمام المهام أو الأهداف، أو أن يحيط الإنسان نفسه بأصحاب إرادة فذة. ثلاثية تحرك الإرادة و تلهبها. أن تعيش لقضية يعني أن تبذل الغالي و الرخيص في سبيلها، تشغل فؤادك و لبك و قلبك و تملئ عليك وقتك عملاً و هماً و أملاً و تخطيطاً و تدبيراً و رسم للمستقبل، قضيتنا نحن المسلمين تتمثل في نشر التوحيد للناس، من خلال تمثيل الدين على أحسن وجه، و أن نكون نماذج جذابة لمن يرانا و يتعامل معنا، قضيتنا أن يسود السلام العالم بنشر قيم الدين السمحة، قضيتنا أن نخفف معاناة الناس و نحسن جودة حياتهم من خلال تعاليم الدين التي توصي كل إنسان على أخيه الإنسان أن لا يظلمه و لا يبغي عليه و لا يخونه و لا يغشه و لا يكذب عليه، قضيتنا أن ينتشر الحق و تتحقق العدالة و يحظى كل إنسان بحريته التي كفلها له الدين و الله. و كيف تتحرك إرادة من لا قضية له. و العيش ضمن خطط عمل قصيرة و طويلة المدى و وضع أهداف مزمنة لتحقيقها، يضغط على الإنسان لتتحرك إرادته في استثمار وقته و جهده و طاقته في أداء ما عليه من مهام موصلة لأهدافه، إن العيش من غير هدف يعني

معركة المراغمة – سابع يوم إرادة

يسعى الشيطان في معركته مع الإنسان إلى تدمير قوى إرادته و هذه المعركة سماها إمامنا ابن قيم الجوزية: معركة المراغمة، و الذي يسعى فيها الشيطان ليمرغ أنف الإنسان في التراب بعدة جولات أو ينتصر الإنسان في المعركة و يمرغ أنف الشيطان في التراب. أول جولة في المعركة يخوضها الشيطان ليرغم أنف الإنسان في التراب في دفعه للشرك بالله أو الكفر به أو من خلال تعظيم أشياء أخرى في قلبه غير الله، و   تسمى جولة صفاء التوحيد، و الجولة الثانية تتمثل في إدخال البدع في الدين و خاصة البدع التي تمس العقيدة، الجولة الثالثة و تسمى جولة الكبائر و الكبائر نوعين: النوع الأول هو ترك ما اجتمع عليه علماء الأمة من فروض كالصلاة والصيام الزكاة، النوع الثاني: فعل ما اجتمع عليه علماء الأمة أنها من الكبائر و المتمثلة بالسبع الموبقات.   و ينتصر الشيطان على الإنسان و يمرغ أنفه إذا ترك المسلم الصلاة أو حتى بعض الصلوات منها كصلاة الفجر، تأخير أو ترك الصلاة حتى يخرج وقتها عمداً كبيرة من الكبائر. فإذا انتصر المسلم بهذه الجولة لا يتركه الشيطان، يأتي إليه بالجولة الرابعة و هي جولة الإكثار من الصغائر. و الصغائر مهما كثرت يغفرها الل

فن مقاومة المغريات – سادس يوم إرادة

إدمان مقلق، فكرة خيانة، تسوية غير منصفة، الطمع لغير حق، الحنين لمتعة مضرة. يأتي الإغراء بهيئات عديدة، و يقود إلى معركة نفسية شرسة " للانتصار عليك" ليهزم أرواحنا التي لديها هدف واحد، أن تمضي في المسار القويم. متى تكون الاغراءات مذمومة؟ في حالتين: عندما تقودك لحرام أو ضرر، و عندما تعيقك عن هدف. فالاغراءات بوابة للحرام. و دائماً تستمد الاغراءات قوتها من نقاط ضعفنا، تخترقنا في أشد جوانبنا ضعفاً. و في الحقيقة أننا كلما منحنا الاغراءات نصيب من تفكيرنا و تركيزنا جعلناها أكثر خطورة، لذلك يجب علينا أن نتعلم كيف نتعرف على الاغراء و دفعه خارج دائرة اهتمامنا. و معظم الاغراءات تعتبر مداخل لمحرمات كبيرة، و تستدرجنا من خلال المتع الصغيرة المحببة للنفس. مقاومة الاغراءات عمل يومي يجب أن يؤديه الإنسان صاحب الطموح دون تهاون و يتمثل في الخطوات التالية: 1.كن صادقاً مع الله: في أوقات الإغراء لا تناقش المسألة. كلما خضنا صراعاً مع المغريات، اقتربنا أكثر من ارتكاب الخطيئة. اهرب من الإغراء بمجرد أن تدركه. 2.اعرف انك في صراع دائم: يعيش الإنسان اليوم في دوامة صراعات، صراع مع رغبات النفس