التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠١٨

ثلاثين يوم سعادة - رعاية الضمير

من الأمور التي تساعد على نهضة الأمم تقوية الوازع الداخلي لدى افراد المجتمع، إن الرهان على ضمير الإنسان ... رهان مثمر. و هذا هو البديل الأمثل لاستخدام القوة و أدوات القهر و التعذيب ليكف الناس عن ارتكاب المخالفات التي تهد بنيان المجتمعات.   الفلسفة الإسلامية في الإصلاح تقوم على الرهان على ما لدى الإنسان المسلم من وعي ومن رادع داخلي، ولهذا فإن توعية الناس وتربية حاسة الردع الذاتي لديهم (الضمير) من أهم ما يجب التعويل عليه في الارتقاء بالمجتمع المسلم. الضمير لا يتكون ولا ينضج تحت مطارق التهديد والوعيد ولا في أجواء القسر والضغط، وإنما يتكون وينمو في الأجواء الحرة حيث يولد الشعور بحرية الاختيار الشعور بالمسؤولية، ومن هنا كثرت النصوص التي تدل على استبعاد الإكراه عن دائرة الإيمان والتعبد والتدين عموما، وفي هذا يقول الرب تبارك وتعالى: ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) 1ويقول: ( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) (د. عبدالكريم بكار) إن القوانين تنظم حركة الانسان في الحياة فهي ليست غاية و لكن وسيلة لتنظيم مسيرة الانسان و اساليب عيشه و ليس

تاسع و عشرين يوم سعادة – المتعة الروحية

للناس مذاهب فيما يسعدهم و يمتعهم و لكن هناك أمور يشترك فيها جميع الناس خاصة إذا ارتبطت هذه الأمور بالروح: مستودع أسرار الخالق و ابداعه. و مما لا شك فيه أن للروح مسرات كما أن للجسد مسرات و لكن ما يمايز بين تلك المسرات هو أن مسرات الروح لها عمق في الاحساس و تتسم بالديمومة بينما مسرات الجسد مؤقتة و مشروطة الوجود، مثلاً أنت لا تشعر بلذة الطعام الا اثناء تناولك له و عند الانتهاء منه تزول اللذة، بينما متع الروح تتسم بالديمومة و الشعور الطويل بالرضا و الهناء و الاكتفاء. و من مصادر المتعة الروحية سلامة الضمير فإن الانسان الآثم كثير القلق و الخوف فهو يشعر أن هناك عاقبة أليمة للأخطاء التي ارتكبها و ما يزيد عذابه علاوة على ذلك الشعور بالقلق و الخوف هو أنه يجهل توقيت و شكل العقاب الذي يستحقه، و الزمن إن طال أو قصر فلابد أن يجني الانسان ثمار عمله ساءت أو حسنت. و من أهم مصادر المتع الروحية هو أن يسعى الانسان في ادخال السرور على قلوب الناس و السعي في تيسير مصالحهم و نوال حقوقهم، إن الانسان الذي يسعده السرور الذي أدخله بقلوب الناس بدعم مالي أو معنوي يجد من الحبور و البهجة الروحية أضعاف ما ي

ثامن و عشرين يوم سعادة – فصول القلب

  نتفاعل و تنشرح صدورنا حينما يبدأ احدنا بانتقاد الغير و ذكر نقائصه و نشتعل غضباً إذا قيل ذاك فينا ... نحن ظالمون في الهجاء نجحد حق غيرنا بذكر المحاسن و لا نتقن سوى كيل التهم على من لا يروق لنا .... نحب فنعدد محاسن الحبيب و فضائله و إذا بدر منه ما لا يوافق هوانا فيه انقلب مديحنا له إلى ذم قاسي يحيله إلى شيطان مارد بعد إن كان ملاك مقرب.... دائما الإنسان البعيد اقرب إلى ذكرنا الحسن من الشخص القريب الذي وقعت نظراتنا على أخطائه التي ولدها الاحتكاك المباشر و ذاك البعيد له أخطاء لكن لا نراها لبعده عن عيوننا... ذاتي مقدسة لا يقترب إليها إلا من كان مادحاً و الناقد سيجد سور يمنع وصوله إلى حديقة القلب... و قد يكون المادح كاره و الناقد محب... المناصب قد تمنحك شعور بالتضخم الذاتي الذي يفسد فيك معاني التواضع فتصبح متكبر منبوذ... الخواء الروحي يدفعك لاستمداد قيمة نفسك من المنصب أو السيارة أو جهاز تلفون فتصبح شيء لا أكثر... نرتدي ساعات ثمينة و الوقت لا قيمة له عندنا ... نرتدي نظارات لنحسن صورة ما نراه بعيوننا و لا نفكر أن نضع نظارات للقلوب لتحسين صورة الآخرين... نكافح جهلنا بالتفلسف و الثرثرة

سابع و عشرين يوم سعادة – حياة الروح

تجد روحك عندما تفقد التعلق بماديات الحياة , حياة الروح في السمو و العلو و التألق و الحب ,شهوات النفس نار تحرق شجيرات السعادة الحقيقية النابعة من المعنى لا من المادة ,تعيس من يرى أن الأشياء هي مصدر الهناء , مسكين من يقتني الأشياء ليستشعر قيمة ذاته , أنت ذات بروح و عقل و عاطفة و قلب, مؤسف أن تمتلك ساعة ثمينة و أنيقة و وقتك لا قيمة له ,مؤسف أن تستمد جمالك من ملبس غالي و أخلاقك قبيحة ,مؤسف أن تطلب الرفاهية من الأخذ و الاقتناء و الامتلاك... فالرفاهية هي استشعار الروح بمعنى ما تقوم به و إجلال ما تسعى له و جمال ما تضحي من أجله . عجيب أن تجد من يتباهى باقتناء أجمل و أغلى الأشياء و هو يفتقر لأجمل ما يزين الإنسان كالتواضع و البساطة . أنت إنسان فقط عندما تتشبع نفسك بمعاني الجمال و الخير و الحب ... فلا تسعى في التشبع من أشياء تجعلك إنسان بلا روح ... فقير جداً لا يمتلك إلا المال .

سادس و عشرين يوم سعادة – مجاعة روحية

يغضب بشدة لأتفه الأسباب .... يصرخ , يكسر , يرمي , يؤذي نفسه و الدمع جرار على خده ... تلقاه بابتسامة و يبتسم لك و تجده في حالة جيدة , و أثناء الحديث تتلفظ بكلمة تراها عادية و لكن تصيب قلبه كسهم فيثور و لا يهداً ... بركان هائج يتلاطم في أعماقه ... الغضب داء خبيث يصيب الإنسان المضطرب , ضجيج بالقلب شديد و فوضى في الذات و اضطرابات في الأعماق تحتاج فقط لمؤثر خارجي بسيط حتى تتفجر براكين الغضب . كما قال الرافعي من الحماقة أن ترتب العالم من حولك و تترك الفوضى في قلبك ... الفوضى هي أحد أسباب الغضب ... الغضب الذي تخسر معه الكثير و تؤذي نفسك أيضاً قبل الآخرين . عرفت بحياتي بشر جيدين يحققون نتائج متميزة , و بشر ممتازين عاجزون عن تحقيق نتائج جيدة , الذات المنكسرة الموجوعة التي تفتقر للشعور بأهمية كيانها و قيمة وجودها ... هذه الذات تظل على الهامش تخشى النور و الظهور لأنها تخشى على انكساراتها أن تظهر و تخشى على جروحها أن تبرز ... الجميع لديه إخفاقات و انتكاسات و لست وحدك في ذلك ... لكنك بالغت في ردة فعلك في التعامل مع هذه الإخفاقات الحتمية .. تنظر لها كواقع لا يزول ... جزء من الوجود الحتمي ... جز

خامس و عشرين يوم سعادة – تعاسة روح

الحياة لها طرائق تقود إما للسعادة و إما للتعاسة و كل إنسان يسلك الطريق الذي يختار و يصل للمرسى الذي صوب خطواته نحوه , السعادة غاية البشر و التعاسة ما يخشاها الجميع و حركة البشر و افعالهم دائما تحدث بدافع الرغبة في السعادة و تجنب التعاسة و خالق السعادة و التعاسة قد رسم لكل منهما طريق ... عشت و لم أجد أتعس من ذلك الذي يبحث عن السعادة بالحرث في أرض الشهوات و الأهواء والانقياد للرغبات الدنية و الاستسلام لدوافع النفس بالظفر و النوال من زينة الحياة دون النظر لصوابية الغرف الغير مشروع من نبع غير سليم و غير نظيف . و من طبيعة الذنوب انها تجلب بعضها بعضاً و ان الذنب يقود لذنب آخر , الخائن دواعي استمراره في الخيانة تجبره على الكذب , و السارق حتى يسرق لابد عليه أن يخدع , و الفاسد حتى يُثمر فساده يجنح للظلم , حتى يجد الانسان نفسه و قد جره ذنبه لارتكاب ذنوب اخرى و الدوران في حلقة مفرغة من الذنوب لا نهاية لها . و مأساة الإنسان مع الذنوب تأتي من الشعور بالعار حيث يجد نفسه منهار أمام مقاومة تيار الإغراءات و جواذب الشهوات فيسقط سقوطاً لا صوت له و لا يشعر بسقوطه إلا عند ارتطامه في القاع . تظل تج

رابع و عشرين يوم سعادة – فرحة روح

هنيئاً لروح ونت فسجدت فذرفت دموعها في وجه الأرض شاكية لربها ما تعانيه فأتاها الفرج من الرحمن بلا منة أو حرمان , خيبات البشر و خيانتهم كفيلة لجعل الأرض قطعة جهنم صغرى الجميع فيها معذب و لكن اللطيف خلق برحمته بشر أطهار أنقياء أصفياء يجملُون الأرض بطيب أرواحهم و صدق قلوبهم و عطر وجودهم الأنيق و الخفيف و الشهي , و تفرح الروح البريئة المطيعة لبارئها المتقية لحدوده المقيمة لأوامره المتصالحة مع سنن الكون و مع ضمير الوجود لا تغش , لا تكذب , لا تخدع , لا تخون , لا تظلم , لا تتلاعب, تصدق فتجني الثقة , تفي فتجني الحب و تتعاطف فتجني الألفة . و البسمة فنون ( التي هي علامة للفرح ) لها ثلاث مصادر , بسمة الروح تدل على الرضا , بسمة القلب تدل على الحب و القبول و بسمة العقل و تدل على المكر و الدهاء , و لكل نوع من تلك البسمات رسم محدد و يتم إدراك انواعها بحسب المصدر الذي تخرج منه .و الضحك هو فرح الروح و انبهار العقل و دهشة القلب و يتم التعبير عنه بموسيقى صوتيه تلامس الأعماق و تحث المحاطين برغبة مماثلة , و التفاهم بين المتأنسين و انسجامهم اكبر دافع للضحك , و لا أقبح من ذلك الصوت المزعج الذي يصدره متصن

ثالث و عشرين يوم سعادة - وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ

و ذكرني يا قلبي فإن الذكرى تنفع المؤمنين ذكرني لعلي أخرج من ظلمات الذنب إلى أنوار الحب و الطاعة ذكرني فإني ذو لبٍ و إن لي قلب يعي و ينبض بحب الدين و باعثه ذكرني يا قلبي بأخرتي و مآلي و عاقبتي فإن العاقبة للتقوى ذكرن بالموت لعلي أشكر و أذكر و استغفر فإني لم أكن شيئاً مذكورا ذكرني بالبعث و يوم يحشر الناس ضحى و تراهم سكارى و ما هم بسكارى و لكن عذاب الله شديد ذكرني بالحساب فإن الله على كل شيء حسيب و هو على كل عملي مطلع و رقيب ذكرني فإني أحسبُ أني سأدخل الجنة دون افتتان يفرق بين المجاهدين و الخائرين ذكرني بكتاب الله و آياته فإنه نور للمتقين لا ريب فيه  ذكرني لعلي أتقي ناراً وقودها الناس و الحجارة يخلد فيها الكافرون الظالمون ذكرني بأيام الله فإني انسان ينسى و المؤمنين يذكرون خالقهم و قلوبهم وجلة مرتجفة تخشى و تحب. ذكرني يا قلبي لعلي أقتبس من نور الرحمن و من لا يجعل الله له نور فماله من نور و هو نور على نور ذكرني فلا يوجد من هو أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها لأن على قلبه أكنة تربك فهمه و وعيه ذكرني بأيام الله حتى لا يأتيني منادي الإيمان و أنا في غفلة معرض لاهي

اثنين و عشرين يوم سعادة – الحركة بركة.

لا ينبغي أن نجعل من شهر العبادة ذريعة للقصور المهني و الإنتاجي و تدمير العلاقات المهنية , شرّع الله تعالى الصيام لتنقية الروح و تصفية الإنسان من وطأة الطعام المباح فيغدو خفيفاً ليزيد نشاطه و يتصفى جسده من الدهون و قلبه من الذنوب و الضغائن المشكلة ليست في الصيام نفسه كما هي في إدراك الصائم و فهمه للصيام , اثبتت الدراسات الطبية ان حركة الصائم و نشاطه صباحاً تزيد من قدرة الجسم على حرق الدهون و تصفيته من السموم . إن للحركة والعمل والنشاط أثناء الصيام في الأشخاص الأصحاء فوائد عظيمة.. جسدية (فسيولوجية) وعقلية وروحية، فمن الفوائد الجسدية أن الصيام الإسلامي يساعد على التخلص من سموم الجسم وتحريك و حرق المخزون الدهني، إضافة إلى تنشيط عمل بعض الوظائف التي قد تكون خاملة طوال العام، كما يحقق الراحة لبعض أعضاء الجسم التي تعمل طوال العام بدون راحة مثل الجهاز الهضمي المعدة والأمعاء. والنوم والكسل والخمول أثناء النهار تعطل هذه الفوائد وتعطي الجسم إشارات خاطئة تؤدي إلى استهلاك الطاقات في صناعة البروتينات بدلا من إبقائها في صورة قابلة للاستعمال السريع ومتاحة للصائم للاستفادة بها أثناء صيامه، كما

واحد و عشرين يوم سعادة – عوامل التذبذب

30 يوم سعادة إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (142) مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَٰلِكَ لَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَلَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا. أمس في صلاة التهجد شدّ انتباهي الآية التي تصف حال المنافقين، و اكثر ما استثار اهتمامي هو الوصف الدقيق لهم. المنافقين أكثر الناس خداعاً لأنهم يظهرون اشياء على خلاف ما بدواخلهم بهدف التضليل و تحقيق بعض المصالح بهذا الخداع. و يظنون أنهم قادرين على خداع الله و هم في الحقيقة يخدعون أنفسهم. و الناس طال الوقت أو قصر فإنهم يكتشفون الحقيقة فالحقائق تظهر على صفحات الوجه و فلتات اللسان. و المنافق لن يستطيع خداع كل الناس طول الوقت. يزخرفون قولهم ليعموا الناس عن سوء افعالهم. يعملون العمل رياءً فيذهب جهدهم هباء فعملهم بلا اخلاص، يتعبون على الفاضي. يقومون للصلاة متثاقلين فلا يرتجون منها سوى مشاهدة الناس لهم. و هم في الحقيقة لا هم مؤمنين كمل و لا مشركين صُرح بين ذلك و بين، و

عشرين يوم سعادة – شاقني رمضان

و بعد مرور عشرين يوم على رمضان أجدني أتلظى بنار الشوق لتلك الأيام السالفة التي قضيناها بروحانية و صفاء و سعادة. شاقني أول يوم سحور حول والديّ يوم ما كنت اسألهم عن ماهية رمضان هل هو إنسان يأتينا زائراً حاملاً هداياه أم ماذا  بُني إنه شهر . شاقتني لهفة الناس من حولي لرؤية الهلال ... أبي ماذا يعني هلال رمضان ! انظر انه هناك في السماء شاقتني تلك السعادة في أول ليلة سمح لنا أهلنا فيها للسهر نقاسمهم فرحة استقبال هذا القادم الذي لا نعرفه و تلك الوجبة التي أكلناها بميقات جديد شاقني صوت ذلك الأذان الذي لم أعتاد على سماعه .. أذان الفجر الذي كان دوماً يصدح و أنا غارق في نومي شاقتني أول تمرة أضعها بفمي عندما صدع صوت المدفع مرافقاً للأذان و تدافع من حولي على الطعام شاقني ذلك الانقلاب العظيم في روتين الحياة، ذلك الانقلاب الوحيد الذي يجلب الحال الأفضل و يعدل السلوك للأجمل شاقتني تلك الدوشة التي تستيقظ فجأة في ليل الناس الساكن شاقني صوت أطفال حارتي و هم يلعبون مهللين بصوت سعيد شاقتني تلك الصلاة ... أول صلاة تراويح يوم ما بكيت لا من خشوع و لكن من دهشة شاقني ذلك السجود الطوي

تاسع عشر يوم سعادة – تحسين جودة الحياة

إن المتأمل في الحياة التي نعيشها يدرك أنها قائمة على خمسة أركان: العافية و السلامة – المورد المالي – العلاقات مع البشر – توفر شروط الاستمرارية – النمو و الشعور بالوجود و كل إنسان معرض للابتلاء مادام يحيا على وجه هذه الأرض (هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيّكم أحسن عملاً) فكل ما في الحياة من خير و شر و نعيم و بؤس ابتلاء (ليبلوكم بالخير والشرّ فتنة) . و دعونا نركز قليلاً لدقة التفصيل هنا : الله يمد الانسان بالإمكانات و القدرات التي تؤهله لتأدية دوره الوجودي و لن يحاسب الله الانسان الذي تعرض من البلاء ما لا يطيق، و هذا نادراً ما يحدث و هناك بحدود سبع آيات في القرآن تؤكد على أن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها. فغالباً يمنح الله عباده كل الادوات التي تمكنهم من تجاوز هذا الابتلاء و بتفوق، فما الذي يحدث ؟ الذي يحدث أن سوء استخدام الموارد و القصور في بذل الوسع و الطاقة هو الذي يتسبب بحدوث الانتكاسات و الاخفاقات، و لو أن الإنسان بذل ما بوسعه فإنه قادر على النجاح في البلاء و بامتياز أيضاً . و أعدى أعداء الانسان الهوى و الجهل، فلو أن الانسان وعى جيداً فكرة أن الحياة الدنيا فانية

ثامن عشر يوم سعادة – رعاية المشاعر

المشاعر تمثل الحالة النفسية التي تعتريك من سعادة و بؤس و فرح و حزن، و العجيب أن العلم يؤكد أن الظروف الخارجية و الأحداث لا تشكل لنا مشاعرنا بقدر ما يؤثر فيها وجداننا، و هذا يؤكد على حقيقة أنك أنت المسئول الأول و الأخير عن سعادتك و تعاستك. وجرب أن ترتهن مشاعرك لأحداث خارجية مثلاً تحدث نفسك سوف أكون سعيد في حال حصلت على الشيء الفلاني و قد تحصل أنت على هذا الشيء و لا يعتريك أي شعور سعادة. لهذا نقول أن المشاعر لا تكون أبداً نتيجة لظروف خارجية و لكن لوجدان داخلي و نوازع الروح الخفية. فلو أحاطت بك الكروب و المدلهمات و النكبات و الأزمات و المصائب و النوائب فإنه بإمكانك أن تشعر بالهناء ! نعم يمكنك ذلك. المشاعر جزء من ذاتك بحلوها و مرها و لديك القدرة على السيطرة عليها في حالة واحدة فقط، إذا استعطت ان تسيطر على حالتك الذهنية و بمسمى آخر (المزاج). المشاعر السلبية قد تجتاحك نتيجة لمرورك بتجربة ما و تتعلم منها لكن إن تحولت هذه المشاعر لتصنع حالتك الذهنية بشكل سلبي فأنت هنا في مشكلة. مثلاً قد يجرحك موقف ما من زميلك و تغضب منه و هذا شيء طبيعي لكن أن يتحول هذا السلوك إلى حالة من العدائية

سابع عشر يوم سعادة - النعيم المنسي

العافية من النعم المنسية و التي لا ندرك قيمتها إلا بعد فقدانها و تعني الصحة التامة و عدم وجود خلل في الوظائف الطبيعية للجسد. وتعني أيضاً البقاء على حد الاعتدال. و لقد ورد عن الرسول صلى الله عليه و سلم في حديثه عن العافية: (ما سُئِلَ الله شيئًا أحب إليه من أن يُسأل العافية) و قال أيضاً: (سلوا الله العفو والعافية؛ فإن أحدًا لم يعط بعد اليقين خيرًا من العافية.) و العافية ليست مقتصرة على أسقام البدن فالروح تمرض و ان مرضت و اشتد مرضها أثرت بذلك على الجسد، و غالباً الجسد يستجيب بطريقة عجيبة لألآم الروح. و يعرف الدكتور وليد فتيحي (فك الله أسره) العافية بأنها لا تعني غياب الأمراض والأعراض، بل هي تحقيق أعلى حالات المعافاة الجسدية والعقلية والروحية والنفسية التي يمكن الوصول إليها. و لعافية بدنك أحسن طعامك و توازن به و خير ما قيل في ذلك ان تأكل الأكل الحي(الطازج) و أن تترك الأكل الميت (المبرد و المعلب و المصنع). و لعافية عقلك حارب جهلك و هواك و الخرافات من خلال التزود بالعلم الصحيح و المعرفة الجيدة. و لعافية قلبك لا تجعله عرضة للفتن و تحمله و تحمل نفسك ما لا تطيق. و لعافي

سادس عشر يوم سعادة (أمانيك الجميلة)

لو عاش الانسان كما يتمنى سوف يهلك، سيحل هلاكه و دماره! فالإنسان على غالب الأحول كائن معجون بالعديد من الجواذب التي تربكه، مركب من عقل و عاطفة و غريزة و شهوات، و له في حياته احتياجات و رغبات.. و لا حد لنهمه و شراهته. و لا يكتفي الانسان من إرواء غرائزه و إن ما في الدنيا كلها كافي لإشباع حاجات جميع البشر و لا يكفي لإشباع جشع انسان واحد .. و لو وهب للإنسان وادي من ذهب لتمنى أن يكون له واديان. خلق الله الحياة الدنيا بتوازنات عظيمة تضبط حركة الكون و الموجودات، و قدّر العطاء بحكمة بديعة لا يعلمها إلا هو، و لو أتيحت للإنسان كل مسالك القوة و الاستحواذ لطغي و بغى و لكم رأينا صور من الطغيان الفاحش نتجت عن أناس امتلكوا القوة و النفوذ و سرعان ما انقلبت هذه القوة نكالاً عليهم. (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ) و رأينا كثيراً العديد من الناس تمنوا أشياء بكل ما امتلكوا من طموح و همة و عند نوالهم لواقع هذه الأماني اكتشفوا أن فيها الكثير من  المضار التي أفسدت عليهم حياتهم و زادت من موارد تعاستهم. و هذا ما ادركه الناس بعد هلاك قارون الثري (وَأَصْبَ