التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٩

اعرف ذاتك أكثر – سادس و عشرين يوم إرادة

بداية الحكمة أن تعرف نفسك و من المعروف أن فهم الإنسان لنفسه يقيه من شر الصراع الداخلي و يمنحه قدرة  أفضل على اتخاذ قرارات صائبة و أيضاً  يصبح أكثر قدرة على ضبط ذاته و إدارة إرادته و مقاوماً للإغراءات، أيضاً يصبح قادراً على فهم الآخرين و تقبلهم على ما هم عليه. و لتعرف ذاتك أنصحك أن تفعل مقابلة مع نفسك، تخيل و كأنك غيرك و ضع اسئلة لنفسك و ابحث عن اجابات، ضع اسئلة صعبة تشمل جميع جوانب ذاتك تظن أنها سوف تساعدك على تحسين مستوى معرفتك بذاتك. ما نقاط قوتي؟   ما نقاط ضعفي؟ هل ممكن أن أصف نفسي بثلاث كلمات و بإيجاز؟ ما السمات و القدرات التي يجب عليّ أن امتلك مثلها؟ ما هي منطقتي العمياء؟ ما أهم المهارات التي يجب عليّ أن اكتسبها؟ (اذكر مهارتين على الأقل يجب أن تكتسبها خلال كل عام). أهم خبراتي التي اكتسبتها في الحياة؟ في أي الجوانب المهمة في الحياة يحتاجني الناس؟ إن الإنسان الذي لا يعرف نفسه لن يستطيع تقديم نفسه للعالم. و التفكير بمستوى أعلى من مستواك الحالي وسيلة ثانية لمعرفة الذات، و هذه الوسيلة تقتضي أن تتلبس عقل شخصية انسان أعلى منك في المستوى المهني أو الفكري أو المعرفي، و اج

أعد ولادة ذاتك – خامس و عشرين يوم إرادة

أبرز تحدي واجهته بعد نشري لكتابي الثالث (ميزة تنافسية شخصية) هو الاستمرارية في تقديم كتاب لاحق بنفس الجودة و أفضل، و فكرت في الالتحاق بدورة تدريبية عن التأليف، و فعلاً كان لها تأثير السحر بالنسبة لي، تعلمت تقنيات جديرة بالاستخدام. و تعلمت أن الموهبة تموت إذا أحس الانسان بالاكتفاء و رضى بمستواه. إن الشعور بالحاجة إلى التحسن و بذل جهد في ذلك كفيل بأن يعيد ولادة الإنسان من جديد، فالإنسان عندما يقرر أن يتحسن و يتغير إلى الأفضل و كأنه يجعلها تخضع إلى عملية ولادة جديدة، يتخلص بها من علائق ذاته القديمة و الغير نافعة، و يضيف لذاته قدرات و مهارات تجدد عهده بالنجاح. الصعوبة ليس في تحقيق انجاز عظيم في الحياة، و لكن في الاستمرارية في تقديم انجاز تلو الانجاز، و هذا التحدي يتطلب اخضاع النفس لعملية تطوير و تعليم مستمرة لا تتوقف. و خير نموذج للتطور المستمر نراه ماثلاً بشخصية الدكتور طارق السويدان، الذي يقدم في كل اطروحاته معرفة جديدة متناسبة مع الوضع، لم يركن إلى العلم الذي كسبه سابقاً، و المتابع له سوف يدرك ما أعنيه. و أتذكر أنه طلب مني تقديم دورة في مجال تخصصي و من ضمن المشاركين في الدورة متخ

احتفل بالإنجازات الصغيرة – رابع و عشرين يوم إرادة

  اذا حققت انجازاً و لو صغيراً كافئ نفسك لتطعمها مذاق الانتصار اللذيذ، و ليس بالضرورة أن تكون المكافأة مكلفة، قد يكون كوب قهوة أو تناول وجبة لذيذة. المكافآت تحفز النفس على تحقيق المزيد من الانجازات بل أكثر من ذلك، تصنع لك عادة تحقيق الانجازات و أحياناً ادمانها. الاحتفال البسيط بالإنجاز أكبر من مجرد تحقيق شعور جميل، إنه يعطي حافز مستقبلي لبناء عادة الانجاز و تعزيز الثقة بالنفس و تأكيد استحقاقية النجاح و تحفيز الذات للاستمرارية بتقديم مستوى أفضل و تحقيق نتائج أعلى. بذل الجهد مطلوب و النخبة دوماً يبذلون جهد مضاعف عن غيرهم و يعانوا كثيراً لإتقان ما يريدون، و يتجرعون ويلات الاخفاق المتكرر، و يتحملون كل ذلك رغبةً في الفوز و التفوق. يتطلب الأمر شجاعة و شجاعة فائقة تدفعك للمضي قدما دون تراجع و تجرع المواقف المريرة حتى تصل للمستوى الذي تريده. لذلك إذا حققت هدفاً أو تركت عادة سيئة احتفل بذاتك. يا رب.. وأنتَ الجميلُ الذي خلقْتَني جميلاً، وأردتَ لي أن أكونَ كما خلقْتَني؛ أبقِني على فطرتكَ بعيداً عن تشويه ذاتي.

العناية بالاهتمامات – ثالث و عشرين يوم إرادة

أصبحت حياة الواحد منا اليوم متكدسة بالعديد من المهام و الشؤون و الأعمال المطلوب انجازها، مهام وظيفية، التزامات اجتماعية، واجبات منزلية، بريد الكتروني متكدس، رسائل وتس بالمئات، أصدقاء ينتظرون و أرحام تشعر تجاههم بالتقصير، و فوق كل ذلك تريد أن تخصص وقت للارتقاء بذاتك و تعلم مهارات جديدة و توسيع قاعدة الفهم من خلال قراءة الكتب أو الاستماع لمحاضرة. إن الازدحام و الاكتظاظ الذي تعاني منه حياتنا جعلنا مشتتين لا نستطيع أن نفي بحق كل ما علينا من مهام و مسؤوليات، و لم أرى بحياتي عامل مساعد على تنظيم الحياة و تطوير الذات مثل حسن ادارة الاهتمامات. الاهتمام مسروق و أدوات كثيرة و جهات عديدة اليوم تبذل النفيس للاستحواذ عليه، ودورك هنا أن تحتفظ باهتمام لتسلطه على الأمور الفارقة بحياتك، ركز على الأولويات المهمة بالنسبة لوجودك، ركز على عبادتك و والديك و أطفالك و زوجك، ركز على ذاتك و طورها و ركز على مصادر دخلك و أرحامك و اصدقائك المقربين. لم أرى ناجحاً إلا و هو متحكم باهتمامه بشكل منظم. و العناية بالاهتمام يعني التركيز على الأمور التي تستحق, و مع الوقت سوف تدرك أن الأمور التي تهتم بها سوف تؤثر

التمسك بالأحلام – ثاني و عشرين يوم إرادة

لن تتحرك إرادتك إذا لم يكن لك هدف صعب المنال تريد تحقيقه، إن التركيز على غاية جليلة بعيدة المدى تمنحك الدافعية لامتلاك الأدوات و المضي بالدروب الموصلة لها، تستيقن أن الهدف البعيد المدى لا يمكن تحقيقه إلا من خلال انجازات يومية صغيرة. قد تعمل سنين و سنين و تجتهد لتصل بعد التعب لغايتك، و خلال رحلة التحقيق هذه سوف تكتسب العديد من المهارات التي تؤهلك لاستحقاق تلك الغاية، فأعوام الدراسة التي تقضيها في فصول الجامعة تمنحك الكثير حتى تحصل في النهاية على درجة البكالوريوس أو الماجستير. و القيمة الحقيقية لتلك الجهود ليست في تلك الورقة (الشهادة) التي تنالها في النهاية، و لكن القيمة الحقيقة في الخبرات و المعارف التي اكتسبتها وجعلت منك انسان أفضل و أنضج و قادر على مواجهة تحديات الحياة باتزان و حصافة. أمامك الهدف و المعوقات و الأدوات و ذاتك، تمضي و كل يوم تتعلم شيء جديد في رحلة انجازك، تتعلم كيف تتجاوز العقبات و كيف تستخدم الأدوات و كيف تأقلم ذاتك لتصبح جدير بالهدف الذي تسعى إليه. تقول د. إيمان المعلمي: إياك أن يُفقِدك العالم ملامحك، صوتك الأصيل، نبضك الصادِق، رؤيتك الشفيفة، إياك أن يسرق من

رباطة الجأش في المواقف الصعبة – واحد و عشرين يوم إرادة

لن تستطيع البقاء في القمة إذا كنت غير مرتاح للتعامل مع الظروف الضاغطة و الصعبة، في الحقيقة أن القدرة على البقاء هادئاً و أنت تحت النار و الأمواج ميزة لا يتمتع بها إلا النخبة من البشر. يمكنك أن تتعلم عشق الضغوطات التي تقودك بدورها إلى أن تصبح أكثر مهارة و قدرة مما أنت عليه الآن، يمكنك ذلك إذا ادركت أن الدروب الشاقة هي الطريق الوحيد للتطور و التحسن. رباطة الجأش : هدوء النَّفس وثبات القلب ، سيطرة الشَّخص التامّة على قواه العقلية أو قدراته الحسِّيَّة أو مشاعره أو سلوكه وتصرّفاته. والجَأْش : النفْس أَو القلب. ادارة الضغوط سهل جداً إذا قمت بالتركيز على الثمار التي سوف تجنيها، و ركزت فقط على نجاحك أنت، فلا تؤثر على همتك نجاحات و اخفاقات الآخرين. أكبر عائق أمام نجاحك و تحسنك هو تركيزك على نجاحات و اخفاقات الآخرين و عمل مقارنات و مقاربات. المتسابقون في ماراثونات الجري لا يسمحون لأنفسهم النظر إلى ما يحققه الآخرين أثناء المسابقة، هم فقط يبذلوا جهدهم بأقصى ما لديهم من قدرة و يتركون الباقي. أصحاب الأداء العالي لا يسمحون لأنفسهم أن تنحرف في مسار المنافسة و التأثر بالظروف الخارجية، يرك

الجسارة صرامة القلب على الأهوال – عشرون يوم إرادة

أن يعمل الإنسان ما عليه فعله رغم المخاوف، و رغم النتائج المترتبة على أفعاله و التي قد تحوي على بعض المخاطر على مصالحه. تتجلى جسارة الإنسان بقول و فعل ما لا يعجب الكثير لكن من منطلق الأمانة و الحرص على فعل الشيء الصحيح. قد يجد الجسور معارضة شديدة لما يقوم به و لكنه   يتمسك بمواقفه لظنه و يقينه بصحتها و موافقتها للحق و العدل، أن تجابه كل الضغوط في سبيل احقاق الحق و الالتزام الأخلاقي أمام الحياة و الغير. الجسارة أن تفي للحق رغم المخاطر، و أن تنصاع له على حساب مصالحك و مصالح الأقربين، و تشعر بالرضا في الوقوف ضد كل من يتلاعب بحقوق الغير و تتحمل المشاكل التي قد يلحقها بك أهل الشر و تدافع الضغائن بطيب خاطر ما دمت في الصراط المستقيم. ستنام أعين الجبناء إذا انخفض عدد الشجعان في الحياة. و التاريخ يحكي عن الأبطال و أيضاً عن الخونة و الجبناء، و في المستقبل سوف تندم على الأمور الذي لم تفعلها بدافع الخوف. و أنت لو أردت أن تعيش مثلما يعش القطيع من حولك لاتخذت من الجبن صفة ملازمة لك في كل أمورك. يقول الجاحظ في الجسور: المقدم على المكاره و المهالك عند الحاجة إلى ذلك، و ثابت الجأش عند المخا

عقد القلب على إمضاء الأمر – تاسع عشر يوم إرادة

عجيب أمر القلب إذا تعلق بشيء و إني لأغبط الرجل قلبه معلق بالمعالي، تبدأ عمل و لا تتركه إلا و قد انتهيت منه، تستمر برغم كل العقبات و العوائق، تصر على تحقيق المطلوب مهما كلف الأمر من مشقة و تعب، تثابر و تثابر حتى تصل و تضرب نموذج راقي للإصرار. قلما رأيت في حياتي متفوقين يستسلمون أمام أول تحدي يجابهوه، و الحياة كلها تحديات و في كل سير عوائق مختلفة و متجددة تتطلب تجديد للإرادة. تحشد قواك لتحقق ما تريد مواجهاً عوائق الزمن و الاحباط و الإرهاق و التعب النفسي و الاغراءات للتنازل و عمل شيء أسهل و أكثر متعة. قبل كل مواجهة عوائق الحياة عليك أولاً أن تتخلص من فضلات الذات: الكسل، التردد، الانهزامية، الاستسلام السريع، فقدان الهمة و الاهتمام، تفضيل الطرق السهلة، اختيار الحلول السريعة، الرغبة بتوفير الوقت و الجهد، التذبذب و العجز عن تقديم تضحيات لصناعة تفوق يستحق الاشادة. سمة متسمة بالطموح تركب النفس فلا ترضى بالفتات و لا تتنازل عن ما تريد معجونة بالإصرار و العزيمة، تشربت معاني الآية العظيمة {لا أَبْرَحُ حتى أَبْلُغَ}. يا من بلغ أمرك و جعلت لكل شيء قدرا، قدر لي الخير حيثما وليت وجهي، و ألهم

عابر حياة – ثامن عشر يوم إرادة

  استيقظت اليوم على خبر وفاة أحدهم، كان شاباً في مقتبل العمر بصحة وافرة و فجأة امتلك اسباب الرحيل، و شعرت أن الإنسان يحتاج إلى تأكيدات يومية تثبت زوال هذه الحياة، و تثبت لنا حقيقة وجودنا المؤقت على هذا المسار الزمني الطويل كما أظن.   غداً أموت و مالي أنكر هذه الحقيقة بكل ما أوتيت من حياة رغم يقين نفسي بها، نغرق في دوامة مفرغة من المشاغل التي تجعل عقولنا تذهل عن حقيقة الحياة التي نعيش فيها. بداية الحكمة أن يعرف الأنسان حقيقته و تنتهي الحكمة على أعتاب الآخرة، و أي حكمة لدى من لا يظن حتى ظناً أن لهذه الحياة و ما فيها صانع و أن لهذه الحياة المليئة بالظلم فصل آخر توضع فيه الموازين بالقسط و يجازى كل إنسان بما عمل. ما الذي يجعل حياتنا أفضل أليس يقيننا بأنها زائلة، أليس إيماننا بأن هناك رب سوف يحاسب و يقاضي و يعدل في حكمه، و له القوة المطلقة على كل شيء و هو فوق كل ذلك عليم خبير بأدق التفاصيل و أصغرها، أليس وجود هذا الإله رادع لكل جبار و طاغية، ماذا لو وجد هذا الإله العظيم القوي في قلوب كل الناس و استشعروا أنه سوف يحاسبهم على ما فعلوه، هل ستكون تصرفاتهم مشينة كما هي الآن. لو تمكن الخوف م

كيف تتخلص من التردد – سابع عشر يوم إرادة

نحن نهدر الكثير من الوقت و الجهد عندما نخوص صراع التردد، هل هذا العمل الصحيح؟ هل هذا العمل يستحق العناء و المشقة؟ هل سأنجح إذا فعلت كذا و كذا؟ هذا التداول المرهق للأفكار يلهي النفس و يسرق الوقت و يستنزف الطاقة. أنت تعرف أن عليك فعل شيء ماء و لكن الموانع تجعلك تدخل في دوامة لا متناهية من التردد، و هل هذا التردد دافعه الدراسة الواعية للخيارات التي بحوزتك أم أنك تلعب لعبة رخيصة مع الكسل و الخوف. إن التردد عادة ملازمة للفاشلين. عليك أن تتخلص فوراً من عادة التردد حتى لا تفوت عمرك و أنت في حيرة و تقاعس، و حتى تتخلص من هذه العادة البائسة عليك أولاً أن تضع وقت محدد لمراودة الفكرة لك، إذا كنت تفكر بالذهاب لحضور محاضرة معرفية مهمة و متردد بينها و بين خروجة ممتعة مع صديق لك، اجعل لنفسك 10 دقائق كفترة للتفكير في الأمر و اتخاذ قرار حاسم بعده. لا تقضي وقت طويل في التردد و مراودة الأفكار. و بعد أن تتخذ القرار نفذه بالتزام و جدية و انضباط. دوافع التردد كثيرة و على رأس القائمة يأتي الكسل ثم يليه الخوف، الانسان كائن اقتصادي بطبعه يفضل بذل أقل جهد و يحب التوفير جداً على مستويات راحته و اضطجاعه

الالتزام و أثره في الحياة – سادس عشر يوم سعادة

يشير الالتزام إلى التحكم الذي تمارسه على نفسك، أي السيطرة إلى حد ما على عواطفك و سلوكياتك و تصرفاتك و أفكارك و بالتالي تنظم و ترتب حياتك. و ذلك يعني تجنب التجاوزات الغير صحية و الغير صحيحة لكل شيء و التي يمكن أن تؤدي إلى عواقب سلبية على ذاتك و حياتك. عندما تكون ملتزم، يمكنك التحكم في دوافعك و حوافزك الذاتية للانغماس في أي نشاط غير صحي أو غير بناء يمكن أن يؤثر على أداءك أو انتاجيتك، و بالتالي تلتزم بشكل أفضل بمهامك و مسيرتك. الالتزام هو القدرة على التحكم في أي نبضة ضارة أو غير ضرورية، و التغلب على التسويف و الكسل و الوصل إلى حسم الأمور من خلال اتخاذ قرار سريع. ثم يتبع كل ذلك المثابرة حتى يتماثل لك النجاح. و يمكن أن نرى الالتزام على أنه التغلب على المقاومة الداخلية المتمثلة بالهوى و العواطف و مقاومة العقل لاتخاذ اجراءات. نحن نحتاج قوة الإرادة لكي نبدأ و نحتاج إلى الالتزام لكي نستمر بما بدأنا به. قوة الإرادة تجعلك تبدأ و الالتزام و الانضباط يضمنان لك الاستمرارية حتى النهاية. يمنحك الالتزام القدرة على التحمل في كل ما تفعله. تحمل الصعوبات بشتى أنواعها. و يعينك على رفض الاشباع العاجل

التعامل مع البدايات المحرجة – خامس عشر يوم إرادة

و لأن البدايات دائماً صعبة يجنح الإنسان إلى التأجيل و التسويف كهروب من عواقب البدايات المتمثلة بالشعور بعدم الراحة و القلق، و قد يصل الأمر أحياناً إلى الشعور بألم حقيقي عند التفكير ببدايات المهام.   عندما تفكر بقراءة كتاب بعد أن تكمل مهامك الوظيفية أو الدراسية سوف تشعر بألم حقيقي، عندما تفكر أن تذهب إلى ممارسة الرياضة مساءً تشعر بألم حقيقي، عندما تفكر في الشروع في المذاكرة تشعر بألم حقيقي، أنا لا أمزح دراسات عديدة أكدت هذه الحقيقة من خلال وضع جهاز استشعار على أدمغة مجموعة من البشر و طلب منهم أن يفكروا بالقيام بأداء مهمة مزعجة وجدوا أن منطقة الألم في دماغ المشاركين في الدراسة أنارت. لذلك لا تنزعج من الألم الذي يصيبك أثناء تفكيرك في تأدية الأمور الواجبة و النافعة فهذا الألم دليل على أنك إنسان طبيعي. و بناءً على ذلك أيضاً لا عجب أن يقع العديد من الناس بإثم التسويف و التأجيل مراراً و تكراراً و ذلك لأنه لا يوجد إنسان يحب الشعور بالألم. و المهمة هنا هو أن تصنع لك إرادة قاهرة تغلب هذا الألم و تعينك على تخطي حواجز البدايات المحرجة. أن تصل بنفسك إلى المرحلة التي تفكر فيها بالمهام الصعبة

ملكة الانضباط الذاتي – رابع عشر يوم إرادة

  عندما نرى إنسان منظم ذاتياً و مسيطر إلى حد ما على تصرفاته نقول في أنفسنا ليتنا نمتلك مثل إرادته و انضباطه الذاتي، و نشعر و كأنه ولد بهذه الميزة و الخصائص، و لكن العلم يؤكد لنا أن الانضباط الذاتي وليد التعليم و التمرس و ليس هبة لازمت ولادتك. و العديد من الناس كما هو واضح لا يعرفون كيف يطورون من هذه الميزة، و تشير العديد من الدراسات إلى أن الافتقار للانضباط الذاتي أحد أهم عوائق تحقيق الحياة الطيبة. و كما يؤكد العلم أن الطريقة الوحيدة لتطوير ملكة الانضباط الذاتي هو من خلال الممارسات المقصودة و المستمرة، و لهذه الممارسات صعوبتها و تأخذ وقتها و لها ثمنها فلا شيء في الحياة مجاناً. و كمدخل لتطوير ملكة الانضباط الذاتي على الإنسان أن يتعرف على نقاط ضعفه جيداً، قد يعاني المرء من ضعف في مقاومة الاغراءات التي تفاجئه، أو يستسلم للضغوط الخارجية سريعاً و لا يستطيع أن يقاوم ما تفرضه الظروف عليه، أو قد يكون قصوره في جهله و عدم ادراكه للخطوات اللازمة للتغير و التحسين أو طيبته الزائدة فلا يستطيع أن يوازن بين واجباته و طلبات الناس، في الأخير على الإنسان أن يدرك ما هي نقاط ضعفه التي تعيق وصوله إ

موارد التوفيق- ثالث عشر يوم إرادة

التوفيق أن ييسر الله لك طريق الخير و يسد طريق الشر في وجهك، و إذا وفقك الله في أمر ما جعله صائباً موافقاً للمراد و لاءمه على قدر الكفاية، و يأتي التوفيق من الله على قدر ثلاثة أمور : همتك في طلب الشيء، تعبك في تحصيله، سلامة نيتك في السعي . و كما في الآية التي تؤكد ذلك (إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا ( فالله لا يخذل إلا من يستحق الخذلان فهو العليم الحكيم، و في الحقيقة أن الإنسان هو من يخذل نفسه. و في الحديث النبوي الشريف (أما أهل السعادة، فيُسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فيُسرون لعمل أهل الشقاوة) و قدر ربط الله تيسير اليسر (أي طريق الخير و الفلاح) للإنسان الذي أعطى و اتقى و صدق بالحسنى، و ربط التيسير بالعسر (أي تيسير طريق العسر) لمن بخل و استغنى و كذب بالحسنى، و في هذه الحالة يستحق الإنسان خذلانه. و التوفيق كما قال ابن القيم: ألَّا يكلك الله إلى نفسك، وأن الخذلان هو أن يخلِّي بينك وبين نفسك. و ينظر الله لقلوب عباده فإن رأى سلامة في القصد و صفاء في النية مدهم بعونه و توفيقه و تيسيره، و كم رأيت ناس بصدق نواياهم مع محاولاتهم في تقديم اعمال حسنة على مستوى قدراتهم حص

مشوشات الإرادة – ثاني عشر يوم إرادة

قوة الإرادة في واحد من أهم معانيها أن يعمل الإنسان ما يجب عليه فعله حتى و إن كان هذا العمل غير محبب للنفس، و أن يترك ما يجب عليه تركه حتى و إن كان هذا العمل محبب للنفس. كثيراً ما يشبه علماء النفس الإرادة الإنسانية بالعضلة، تقوى و تضعف و يؤثر عليها التعب و ينميها التمرين و التدريب و الممارسة المستمرة. يقول إمامنا ابن قيم الجوزية: “الحب و الإرادة أصل كل فعل و مبدؤه, و البغض و الكراهة أصل كل ترك و مبدؤه, و هاتان القوتان في القلب أصل سعادة العبد و شقاوته” فإن أكثر باعث على الفعل هو الحب، و أكثر مانع عن الفعل هو البغض، و المشكلة إن تكون عاطفة الإنسان معطوبة فيحب ما يهلكه و يبغض ما ينفعه، يجب عليه هنا إعادة صياغة تركيبته العاطفية لتستقيم إرادته. و بهذا فإن أول مشوشات الإرادة العاطفة المغشوشة، و علاجها بتحسين جودة و تلقي معلومات سليمة و الحرص على ضبطها و ليس كبتها، فكبت المشاعر أحد أكبر موهنات الإرادة. و الحزن الشديد و التشاؤم يهلك الإرادة و يقتل العزيمة، و الحزن و التشاؤم من منشئات العاطفة المغشوشة. و من مشوشات الإرادة إرهاق الذات باتخاذ قرارات يومية عديدة و كثيرة في أمور غير مهمة

إعداد الذات للحظات القادمة – إحدى عشر يوم إرادة

اللحظات القادمة هي اللحظات الأكثر أهمية في حياتنا و تساهم بشكل رئيسي في تشكيل الظروف التي نعيشها، و تعتبر هذه اللحظات غير مدركة و غير واضحة و يصعب الاستعداد لها كونها من المستقبل المجهول. من المتعارف عليه أن لكل حدث مكونات نجاح خاصة، و اسلوب تصرف ناجح مع حدث معين لا يعني تناسبه مع حدث آخر، الكثير منا يسعى لأن يستفيد من تجاربه السابقة و يحاول إعادة تطبيق ما جربه و نجهل أن الوقت يأتي بظروف و مناسبات و متغيرات جديدة قد لا يتناسب معها التعامل السابق، لذا أول نصيحة أقدمها لك أن تتعامل مع كل حدث جديد بعقلية جديدة، حاول أن تكتشف الطريقة الأنسب للحدث القادم للتعامل معه بتفوق.   الوقت مستبد، يستهلك الخيارات التي بحوزتنا كما يستهلك أعمارنا. فيصبح التقاعس هو الخيار المتاح. عندما نجهل ما الخطوة القادمة فإن التوقف و الانتظار هو العمل الوحيد الذي سوف نقوم به. لكن علمتنا الحياة أن الذين ينحازون لعمل أي شيء هم الذين سوف يؤثرون على نتائج الأحداث. و التحرك لفعل شيء ما يصنع فرص جديدة و يفتح أفاق للأمل، لا تطيل الوقوف و الانتظار، بادر و اعمل شيئاً. إن الإنسان يعيش في ابتلاء دائم   إن كان منعم أو محرو

غنائم العزلة – عاشر يوم إرادة

صوت ما بداخلي يحثني دوماً على اعتزال كل شيء لأختلي بنفسي وحيداً و أدخل في رحلة صمت طويلة ترتب لي ذاتي و تُسكت لي الضوضاء التي تجول في الروح. النصيحة الخالدة التي سوف أهديها لمن أحب اليوم (انغمس في عزلتك كلما سنحت لك الفرصة في هذا العالم المليء بالتشويش و الدوشة). التكنولوجيا اليوم استباحت خصوصية الإنسان و حريته في استقطاع وقت ذهبي لذاته لينعزل عن كل شيء مرتبط به و يتصل فقط بأعماق ذاته و يستمع لصوت الروح الباكي، في الثانية الواحدة تصلنا اشعارات عديدة تستفز الذهن ليترك ما يشغله و ينتبه فقط لما وصله من خلال الجهاز الصغير. هذه الضوضاء توهن الروح و تقتل الإرادة و نظل على مدار الساعات الطويلة مشتتين و مرتبكين بقوى خائرة و عقول مرهقة. تعرض الإنسان لهجمات معلوماتية وفيرة على مدار الوقت يخفض معدل الذكاء من 5 إلى 15 بالمائة كما تشير بعض الدراسات.   و تؤكد أيضاً أن الأداء ينخفض بنسبة تصل حتى 50% عندما يركز المرء على مهمتين ذهنيتين في الوقت ذاته. و كثرة مشتتات الانتباه تؤدي إلى خفض قدرة الدما y على استبعاد الأمور التي لا علاقة لها بالعمل أو الغير متصلة بالمهام التي بين يدي الإنسان. و ع

التسامي – تاسع يوم إرادة

قيل قديماً: حب الهوينا يُكسب الذلّ, وحب الكفاية مفتاح العجز. و الهوينا الحركة الثقيلة و الرتم البطيء، و الكفاية الاكتفاء و الرضا بالوضع الراهن وعدم الرغبة في الارتقاء. التسامي أن يكون لديك همة عالية تناطح بها ظروف الحياة الصعبة و تصنع لك حياة ترضاها لطموحك و أحلامك. و مشكلة بعض الشباب المسلم اليوم أنه يعيش حياته سبهللة لا ناجح في الدنيا و لا فالح في عمل آخرة، و قد يكون أسباب ذلك ضعف الهمة و تواضعها و الرضا بالحياة العادية و الاكتفاء بالسلامة و الراحة على تقديم عمل مؤثر يساهم في نهضة الأمة و تحسين حياة الناس. المسلم مكلف بخلافة و تعمير و للأسف نرى اليوم همه تحول لهم بهائمي يدور حول ما يأكل و ما يلبس و ما يشرب، و أقصى إنجاز يحققه الشاب أن يتخرج من الجامعة أو يتزوج. و قال الإمام الشافعي: إني لأبغض الرجل أراه مشغول في أمر لا ينفعه في دينه ولا في دنياه. و اليوم نرى العجب العجاب في حياة الكثير من الشباب الذي يقضي نفائس وقته في رقاد و لهو و عبث و قليل من التعليم البسيط،و يجهل الشاب في مقتبل عمره أن وقته أثمن ما يملك. كيف أكون عالي الهمة و احقق التسامي: أولاً بالتعليم الذاتي

محركات الإرادة – ثامن يوم إرادة

تتحرك الإرادة في حالة وجود قضية يؤمن بها صاحب الإرادة، أو في حالة وجود مواعيد لإتمام المهام أو الأهداف، أو أن يحيط الإنسان نفسه بأصحاب إرادة فذة. ثلاثية تحرك الإرادة و تلهبها. أن تعيش لقضية يعني أن تبذل الغالي و الرخيص في سبيلها، تشغل فؤادك و لبك و قلبك و تملئ عليك وقتك عملاً و هماً و أملاً و تخطيطاً و تدبيراً و رسم للمستقبل، قضيتنا نحن المسلمين تتمثل في نشر التوحيد للناس، من خلال تمثيل الدين على أحسن وجه، و أن نكون نماذج جذابة لمن يرانا و يتعامل معنا، قضيتنا أن يسود السلام العالم بنشر قيم الدين السمحة، قضيتنا أن نخفف معاناة الناس و نحسن جودة حياتهم من خلال تعاليم الدين التي توصي كل إنسان على أخيه الإنسان أن لا يظلمه و لا يبغي عليه و لا يخونه و لا يغشه و لا يكذب عليه، قضيتنا أن ينتشر الحق و تتحقق العدالة و يحظى كل إنسان بحريته التي كفلها له الدين و الله. و كيف تتحرك إرادة من لا قضية له. و العيش ضمن خطط عمل قصيرة و طويلة المدى و وضع أهداف مزمنة لتحقيقها، يضغط على الإنسان لتتحرك إرادته في استثمار وقته و جهده و طاقته في أداء ما عليه من مهام موصلة لأهدافه، إن العيش من غير هدف يعني

معركة المراغمة – سابع يوم إرادة

يسعى الشيطان في معركته مع الإنسان إلى تدمير قوى إرادته و هذه المعركة سماها إمامنا ابن قيم الجوزية: معركة المراغمة، و الذي يسعى فيها الشيطان ليمرغ أنف الإنسان في التراب بعدة جولات أو ينتصر الإنسان في المعركة و يمرغ أنف الشيطان في التراب. أول جولة في المعركة يخوضها الشيطان ليرغم أنف الإنسان في التراب في دفعه للشرك بالله أو الكفر به أو من خلال تعظيم أشياء أخرى في قلبه غير الله، و   تسمى جولة صفاء التوحيد، و الجولة الثانية تتمثل في إدخال البدع في الدين و خاصة البدع التي تمس العقيدة، الجولة الثالثة و تسمى جولة الكبائر و الكبائر نوعين: النوع الأول هو ترك ما اجتمع عليه علماء الأمة من فروض كالصلاة والصيام الزكاة، النوع الثاني: فعل ما اجتمع عليه علماء الأمة أنها من الكبائر و المتمثلة بالسبع الموبقات.   و ينتصر الشيطان على الإنسان و يمرغ أنفه إذا ترك المسلم الصلاة أو حتى بعض الصلوات منها كصلاة الفجر، تأخير أو ترك الصلاة حتى يخرج وقتها عمداً كبيرة من الكبائر. فإذا انتصر المسلم بهذه الجولة لا يتركه الشيطان، يأتي إليه بالجولة الرابعة و هي جولة الإكثار من الصغائر. و الصغائر مهما كثرت يغفرها الل

فن مقاومة المغريات – سادس يوم إرادة

إدمان مقلق، فكرة خيانة، تسوية غير منصفة، الطمع لغير حق، الحنين لمتعة مضرة. يأتي الإغراء بهيئات عديدة، و يقود إلى معركة نفسية شرسة " للانتصار عليك" ليهزم أرواحنا التي لديها هدف واحد، أن تمضي في المسار القويم. متى تكون الاغراءات مذمومة؟ في حالتين: عندما تقودك لحرام أو ضرر، و عندما تعيقك عن هدف. فالاغراءات بوابة للحرام. و دائماً تستمد الاغراءات قوتها من نقاط ضعفنا، تخترقنا في أشد جوانبنا ضعفاً. و في الحقيقة أننا كلما منحنا الاغراءات نصيب من تفكيرنا و تركيزنا جعلناها أكثر خطورة، لذلك يجب علينا أن نتعلم كيف نتعرف على الاغراء و دفعه خارج دائرة اهتمامنا. و معظم الاغراءات تعتبر مداخل لمحرمات كبيرة، و تستدرجنا من خلال المتع الصغيرة المحببة للنفس. مقاومة الاغراءات عمل يومي يجب أن يؤديه الإنسان صاحب الطموح دون تهاون و يتمثل في الخطوات التالية: 1.كن صادقاً مع الله: في أوقات الإغراء لا تناقش المسألة. كلما خضنا صراعاً مع المغريات، اقتربنا أكثر من ارتكاب الخطيئة. اهرب من الإغراء بمجرد أن تدركه. 2.اعرف انك في صراع دائم: يعيش الإنسان اليوم في دوامة صراعات، صراع مع رغبات النفس

المثابرة و القدرة على التحمل – خامس يوم إرادة

إن الإنسان يستطيع أن يطيق كل التعب و المشقة إن كانت غايته تتماثل أمام عينيه و وعيه، و الرياضي الذي يتلذذ بألم تمرين عضلاته يدرك أن هذا الألم يعقبه نمو فيها مما يؤدي إلى قوة أكثر و شكل أجمل، و عندما يُسلّم المريض نفسه لطبيب بيده مشرط يدرك أن هذا الألم يعقبه عافية و سلامة. و المثابرة تعني القدرة على الاستمرار في العمل على الرغم من الصعوبات و المعوقات و الظروف الغير ملائمة و لهذا فإن المثابرة تعبر دائما عن روح الإصرار والصمود وصلابة الإرادة، وإن من يتمتع بهذه الصفات شخص تصعب هزيمته. د. عبد الكريم بكار. إن للحياة طريقين: طريق الأمان و طريق المخاطر. و غالباً الطريق الآمن لا يحوي على الكثير من الفرص لأن له مسار واحد يأخذ لمراسي الأمان، بينما طريق المخاطر محفوف بالفرص و الوفرة و التعب أيضاً. يصبح للمثابرة معنى إذا كان لدى الإنسان غاية يسعى إليها، إن وجود الغاية تساعدك على بذل أقصى ما لديك من جهود و نقود لتصل للنهاية المرجوة. يحكي فيكتور هوجو في كتابه الشهير (الإنسان يبحث عن معنى) عن تجربته مع زملاءه داخل سجون النازية أنه خلال تلك الفترة تمكن مع مجموعة قليلة من المسجونين من تجاوز مح

الانضباط الذاتي– رابع يوم إرادة

الانضباط الذاتي: القدرة على التحكم في المشاعر و التغلب على نقاط الضعف، و القدرة على الاستمرارية في فعل ما يعتقد صواباً و حقاً رغم اغراءات و ضغوطات التخلي عن الفعل. و دقق في هذه الكلمتين: أن تفعل ما تعتقد بصوابه، لا ما يغريك و لا ما يدفعك إليه الهوى أو ضغط الناس و اغراءات الطريق. الانضباط أن تستمر بعمل ما يجب عليك عمله دون هوادة و تراخي، الكثير من الناس لا يكملون الأعمال التي يقومون بها و لا يستمرون حتى تمام الانجاز. عند مباشرة الأعمال نحن نحتاج قوة الإرادة لنبدأ، و للاستمرار في إتمام الأعمال نحن نحتاج   للانضباط و الالتزام حتى لا نترك العمل ناقصاً. عدم إتمام الاعمال حتى تمامها مشكلة يعاني منها الكثير و أنا منهم، ربما لأننا نفقد في منتصف المشوار الحماس الذي كان في البدايات، أو لأننا وجدنا عملاً أكثر أهمية و أكثر نفعية و جاذبية، أو لأننا نبحث عن المثالية، أو لأننا نملك نفوس عجولة إذا لم يتماثل لها الانجاز من البدايات فتمل نفوسنا و تهمل. لو استشعر الإنسان حجم المسؤولية التي في عاتقه و منحها حقها من الاهتمام و الهم و الرعاية لخجل من نفسه أن يتركها دون أن يؤدي واجبه معها، صحيح أن

حسن الاختيار – ثالث يوم الإرادة

أنت تختار في لحظة واحدة، لكن عواقب الاختيار يتجاوز العمر. أن ترفض الإهانة و تنتصر لكرامتك أو تهين نفسك في سبيل القليل من المال؟ النوم في الوقت المحدد و الاستيقاظ نشيطاً مبكراً أو السهر و الخمول في النهار؟ أن تقضي وقتك الفائض في القراءة أو حضور دورات تدريبية أو مشاهدة التلفاز و ارتشاف كوب قهوة مع الأصدقاء؟ أن تستسلم للصعوبات و ترضخ لضغوطات السلامة أو   ترفض التنازل و تكافح من أجل أن تنال ما تستحق؟ أن ترضى لنفسك الإسلام أو تسلمها لمسالك الضلال؟ اختيار شريك حياة سيء قد يدمر حياتك و آخرتك، و اختيار تخصص جامعي و وظيفي سيء يدمر مستقبلك المهني. لا يستغرق الأمر سوى لحظة قصيرة لاختيار الشيء الصحيح و الذي يؤثر على مستقبلك إيجاباً أو اختيار الشيء الخطأ و تعرض نفسك و مستقبلك للخطر. يبدو أنه اختيار تافه اليوم و لكن يمكن أن يكون له تأثير كبير و مستمر على مستقبلك. في كل مرة تواجه فيها خياران قد تراهما عاديان و ليس لهما أي تأثير في اللحظة الراهنة لكن عليك أن تتذكر أنه يمكن لهما أن يؤثرا على محطات مهمة في حياتك المستقبلية. لا أنسى و أنا في عمر 16 سنة وسوس لي أحدهم لإصدار بطاقة شخصية و ودفع

قوة الإرادة – ثاني يوم إرادة

قوة الإرادة تعني أن تعيش الحياة بالأسلوب الصعب: اتخاذ المسار الأصعب في دروبها و مقاومة الإغراءات و الاشباع الفوري، من أجل الحصول و الوصول إلى الغايات الأجمل و الأكمل في نهاية المسار. (وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً). تقرر هذه الآية حقيقة تغيب عن بعض البشر و التي مفادها أنه لا يمكنك إنجاز أي عمل إلا بتوافر إرادة قوية تدفعك و بقوة إليه، و بالطبع إلى جانب الإرادة يتطلب وجود قدرة أيضاً. و لكن أيهما أعظم أهمية؟ فكر في شخص ضعيف الإرادة، عندما يواجه تحدي اختيار عمل ثقيل لكنه نافع و عمل خفيف لكنه تافه، على الفور سوف يفضل التفاهة دون أدنى شك. لن يجنح هذا الإنسان لفعل الأشياء الصعبة لأن إرادته خائرة و قيمه الأساسية في الحياة تتمحور حول الشعور بالراحة. و تحدث د. عبد الكريم بكار عن الإرادة بوصف جميل: زماننا زمان الرفاهية والخيارات المتعددة في كل مجال، وهو أيضاً زمان التعب والانضباط الذاتي ، وفي خضم كل هذا نجد من يحقق العديد من المنجزات مع قلة إمكاناته، كما أننا نجد من يملك الكثير من الفرص لكنه في وضعيته العامة أقل من إنسان عادي، وهذا في نظري يعود إلى شيء جوهري

سلامة النية - أول يوم إرادة

و نبدأ رحلتنا في الحديث عن الإرادة بالحديث عن إصلاح النية التي بصلاحها تصلح الإرادة و بفسادها تفسد. لو دخل الإنسان فندقاً و رأى كأساً ممتلئ و ظنه خمراً و نوى شربه و بعد ان شربه اكتشف انه ماء كتب له بنيته أثم شرب الخمر. و العكس صحيح. و النية أكثر ما يجب على المسلم أن يعمل على تصويبها لتصبح خالصة، فالعمل دون نية خالصة عناء و هباء: وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا. قل لمن لا يخلص: لا تتعب. يقول الله في الأثر: عبدي طلبت منك قلبك، و وهبت لك كلك، عبدي كلٌ يريدك له، و أنا أريدك لك. الله يعاملنا بما وقر في قلوبنا، و النية مقرها القلب، و القلب لا يتقيد و لا تكتمل السيطرة عليه، و لذلك سُمّي قلباً لأنه يتقلب. و يقول الرافعي: إنّ الله لا يُعامل إلا بالنية ولا يُكتب في سجل الحسنات إلا الأرقام القلبية . و النية: التوجه الروحي و الحضور القلبي عند مباشرة أي عمل، و ليست النية طلباً للأجر، و لكن طلباً للمرضاة و القرب. النية استحضار القلب في اللحظة الآنية، وخلاصة ما يميز أصحاب النوايا: عمل ما يجب بحب. قال الله تعالى: (منكم من يريد الد

مهارات الإدراك العاطفي 2

مهارة التنظيم الذاتي العنصر الثاني لمهارة الإدراك العاطفي يسمى التنظيم الذاتي و الذي يعني إدارة المثيرات العاطفية بحيث تصل فيها لمرحلة التحرر من طغيان المشاعر عليك، و تبدأ عملية التحرر هذه من خلال التحكم بالمحادثات الخفية التي تجري في أجواء ذاتك و تعصف بمزاجك و رأيك. و التنظيم الذاتي يهدف إلى تحريرك من سطوة المشاعر عليك أو تخفيف أثرها السلبي على تصرفاتك و سلوكك. الشاب القادر على تحقيق تنظيمه الذاتي يصبح أكثر قدرة على تقديم تصرف أحصف و أعمق و أكثر حكمة و عقلانية، و يحظى بثقة و احترام من يتعامل معهم، و يصبح أكثر قدرة على موائمة التغيير الذي يحدث و يتكرر في مسار هذا العصر الحديث. تصبح روحه عصرية و قيادية. إن أهم ما يميز المنظم ذاتياً النزعة القوية للتفكير و الارتياح للغموض و التغيير و يتحلى بالنزاهة و القدرة على قول لا لكل محاولات الاندفاع و التهور. مهارة التعاطف العنصر الثالث لمهارة الإدراك العاطفي التعاطف، و لا يعني التعاطف أن تتماشى مع رغبات الناس و تحقق لهم مشتهاهم أو تحاول ارضائهم بفعل ما يريدون، و على خلاف ما هو متعارف لدى الناس عن التعاطف نجد أن أفضل تعريف له هو: