ذُهُول كان الشتاء في أوج صقيعه، والأرض في أبهى تبرجها، فقد تجملت وتزينت وتهيأت للاحتفال بانصراف عام وقدوم عام، إنه اليوم الأول من سنة جديدة، يومٌ ملتبس بين عامين، ومازال الناس على قيد الحلم بالقادم الجميل، هكذا كانت الأمنيات، زاهية وباهية. الناس عند حلول عام جديد، يتخذون قرارات يعجزون في الغالب عن تنفيذها، رغم العهود التي يقطعونها لأنفسهم والحماس الكبير على إنجازها. وكأنهم قبيل كل سنة جديدة في حاجة إلى من يثبت لهم أن المستحيل ممكن، رغم أنهم يدركون تمام الإدراك أن هذا الزمان ما عاد فيه حتى الممكن ممكناً. وعلى الرغم مما يحدث لهم كل عام إلا أن الأمل كان وَاسِعاً بحلول العام الجديد، وذلك يتضح لنا من خلال التهاني التي يتبادلونها فيما بينهم، وتلك الإضاءات التي زينت البنايات الشاهقة، والألوان المبهجة التي انبثقت من الألعاب النارية في سماء المدينة التي غدت بعد ساعات فقط خاليةً على عروشها. جميع الناس تنتظر الأيام الأولى من السنة الجديدة بلهفة وشمق وفرح غامر، وهذه إحدى عجائب الإنسان، فكيف له أن يحتفي بانقضاء سنة من رصيد عمره، وتصبح الأعوام مجرد أرقام منسابة من سجل الوجود. ومن هنا تحديد