بُنَيّ ليت الجروح تكتب على الورق لقدمت لك تجاربي على طبق من حروف لتستسيغها و تأخذ حكمتك دون معاناة. بُنَيّ كنت في يومِ من الأيام مثلك نفس العمر و الهموم و الشغف و الطموح، كنتُ طفلاً أحلم كما تحلم و أبكي لما تبكي، و ها هي الحياة تمضي و أصبحت كهل لديه الكثير من التجارب و القليل من الحكمة و هنا تكمن مأساة الإنسان في كل زمان، أن يعيش تجارب كثيرة هدامة و غير هامة. بُنَيّ خذ عني فإني شفيق عليك و قلبي حريص بالحب فليت كلماتي تخترق حجب عقلك و تستوطن فؤادك فتكتسب خبرات دون تعب تصوّب حركتك في الحياة. بُنَيّ إن الحياة الثرية هي الحياة الصعبة التي تكابد فيها الوقت بفعل الأمور الغير محببة للنفس، اللعب أمر محبب و لكنه غير نافع، النوم يحتاجه الجسم بمقدار و كثرته مرض، الطعام لقيمات ليشتد صلبك و ليس للمتعة، الجنس للتكاثر و ليس للتلذذ، المال لتصريف أمور الحياة و ليس غاية و مقصد، إن أولى خطوات العظمة هي في إكراه النفس للانخراط في الأعمال الشاقة حتى تصبح محببة و مستساغة للذات. بُنَيّ اضغط على نفسك لمفارقة هواها، إن الرجل الحقيقي هو الذي قاد هواه و ضبط شهواته و لم أرى ذليلاً مثل