المشاعر بنات الأفكار
كما يقال و لكن في كثير من الأحيان تعترينا مشاعر غريبة لا أصل لها في عقولنا تُحتِّم
علينا التصرف بطريقة تخالف منطق العقل و الفكر... ماذا يجري؟
تمتلك علاقة قوية و
جيدة مع بعض الأشخاص و تدرك مقدار اخلاصهم و حبهم لك و لكن تمر عليك مواقف تشعر
فيها بعدم ارتياح فيتحول تعاملك معهم من الإيجاب إلى السلب و تتوتر العلاقة و تحدث
نزاعات تهدد استمرارية ما يجمع بينكم.
و يقول العلم أن
الشعور إدراك بلا دليل.
و المشاعر تحاول أن تقول
لك شيئاً أنت لا تراه و لا تجد له أي دواعي، كأن توقف عن فعل كذا و افعل كذا دون
ادراك واضح لأسباب ذلك، فقد تدفعك مشاعرك للتوقف عن فعل شيء ما لشعورك بعدم
الارتياح أو فعل شيء ما لشعورك بدافع قوي لفعله.
إن للمشاعر سطوة على
الإنسان و انظر كيف تفعل مشاعر الحب و البغض بالإنسان و كيف تتحكم بتصرفاته. فقد
تدفعك مشاعر الحب إلى التضحية بكل شيء في حياتك من أجل من تحب و قد تجعلك مشاعر
البغض أن تقتل و تخسر دنياك.
و السؤال المهم هل
يستطيع الإنسان أن يتحكم في مشاعره؟
دعونا نجرب ذلك.
أولاً :
حدد نوع المشاعر التي تعتريك
يجب علينا قبل كل شيء
أن نجد مفردات دقيقة لوصف المشاعر التي تتغلل فينا فمن الآن و صاعداً إذا شعرت
بشيء فتوقف قليلاً و حاول تسميته بدقة، نعم ذلك ليس بالهين لكن تكرار المحاولة
سيجعلك أكثر قدرة على وصف مشاعرك.
و سأقدم لكم هنا
التصنيفات السبعة للمشاعر الانسانية :
الغضب – الحزن –
القلق – البغض – الحب – السعادة – الامتنان
و تحت كل تصنيف تندرج
الكثير من المشاعر التي قد تُشعلها الأحداث و المواقف المختلفة.
ثانياً: تعرف
على أسباب المشاعر التي تعتريك
إن المشاعر تنتج عن
الأحداث و المواقف التي تحدث لك و تنتج أيضاً من طريقة تفسيرك لهذه الأحداث.
إن المخزون الخبراتي الذي
تشكل في الزمن القديم ينحت في الدماغ رموز ذو معنى يستخدمها الدماغ لتفسير الحوادث
التي يجابها في المستقل، فعند حدوث أمر ما يلجأ العقل للتفتيش عن فهم هذا الموقف فتمده
الذاكرة بتلك التفسيرات المرمزة في الدماغ، و مثال على ذلك إذا مرّ أحمد بتجارب
قاسية في الماضي جراء وقوعه ضحية خداع كبير من أحد الاصدقاء الذي كان يدعي حبه و
يتملق له لمقاصد غير شريفة و اكتشف ذلك متأخراً, سنجد أحمد يفسر كل التجارب
الجديدة وفق مخزون الألم هذا و لو جد من يتودد له لشكك في نواياه.
و معرفة أسباب
المشاعر يفيد أيضاً في تخفيف حدة المشاكل مع من حولك، فقد تفسر تصرفات شريك عمرك
العدوانية على اساس أنها من دافع الغضب منك أو كرهك و قد يكون دافعها الحزن و
الشعور بالنقص، أو قد تفسر كثر اسئلته عن ما تفعله أنه من دافع الشك و عدم الثقة و
قد يكون من استشعاره بأنك لست له أو الخوف من فقدانك.. و هكذا إذا عرفت اسباب
المشاعر و تعاملت التعامل المناسب معها سيجنبك الكثير من المشاكل.
إذا حددت نوعية
المشاعر و أسبابها و وصفتها بدقة ستوفر على نفسك الكثير من الجهد و التعب في حل
الكثير من المشاكل التي تحدث لك مع نفسك و مع الآخرين من حولك.
ثالثاً:
عبر عن مشاعرك بوضوح
قمع المشاعر يؤدي إلى
نتائج عكسية على عكس ما يتوقع الجميع فذلك يجعلها تعمل ضدك لا في صالحك أو كما
تريد.
و لا يمكن لإنسان على
الإطلاق قتل مشاعره و ازالتها و لكن من النافع جداً أن يتمكن من ادارتها و توجيهها
بالشكل الصحيح و أن لا يجعلها تتحكم به فغالباً المشاعر متطرفة . و مشاعرك هي نظام
التوجيه الداخلي لك و تصبح أكثر فاعلية عندما لا تحاول محاربتها.
و التعبير عن المشاعر
بوضوح طريق جيد للتحكم فيها, فإذا أزعجك زميل و كتمت ذلك عنه و تكرر الازعاج
فسيتحول الانزعاج إلى بغض يصعب السيطرة عليه.
و إذا لم تستطع التعبير عن مشاعرك بالقول أو الفعل فحاول أن تكتبها ..
فكثيراً ما كان القلم خير منفس عن اغتياظ النفس و اثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين
يعبرون كثيراً عن مشاعرهم لديهم قدرة أكثر على فهمها و استيعابها و التحكم فيها.
و قبل أن أنتهي من
حديثي عن المشاعر أود أن أؤكد على فكرة مهمة أنك لو غضبت يوماً و اشتد غضبك و
خناقك مع أحدهم و إذا بك ترطم رجليك على الجدر و تكسرها أو ترمي هاتفك و يتهشم ...
لا تلم غير نفسك.
فأنت بإمكانك أن
تتحكم بمشاعرك و جعلها مجرد شعور و لا دخل للحياة أو الناس بتحول مشاعرك إلى سلوك و تصرف.
تعليقات
إرسال تعليق