التخطي إلى المحتوى الرئيسي

و لكن الله يدري 2


و لكن الله يدري 2
اتصل بي صديق في حاجة مالية له فتعذرت بحجة ظروف قاهرة و أرسلني مدير المؤسسة للذهاب للبنك و سحب مبلغ مالي و احضاره للمكتب و بينما أنا خارج من باب البنك و النقود بيدي إذ يصادفني صديقي بابتسامة عتاب و لوم.
و لكن الله يدري
  كانت الحمى تعصف بسجده المنهك اتصل به العديد و لم يجب أحد، إلا أمه القلقة من أول النهار اضطر أن يجيبها و بعد أن وجدوا رقمه مشغول بمكالمة أخرى أقسموا الأيمان المغلظة أن لن يعاودا الاتصال به.
و لكن الله يدري
كان لا يحفظ الأسماء جيداً و يجد صعوبة بتركيب الأسماء مع الوجوه التي يراها، أرُسلت له قائمة بالحضور و ناقشهم و وضع اسمع عبد المعين بدلاً من عبد العليم للحضور، اتهموه بأنه يحابي و يجامل.
و لكن الله يدري
يرى بحدود قدرته البشرية و ترى أنت بحدود قدرتك أيضاً، تضغطك الظروف بمشاغلها و لا تستطيع أن تعي كل ما يجري، هو مقصر و مجحف و مقصر، لماذا لأنه لا يرى ما ترى و يجهل ما تدري.
و لكن الله يدري
المشاغل تنهال عليه من كل صوب و طُلب منه أن يختار مشاركين للحفل عصف ذهنه و استذكر من يحضر، حضر الجميع إلا فلان، لقد كان قاصداً أن يستبعده يا له من حقود.
و لكن الله يدري
يرى نفسه المستحق للإشادة و التكريم و الحفاوة و إن لم يكن كذلك بنظرك فأنت ظالم و مجحف و عدو للنجاح.
و لكن الله يدري
كان مولع بمشاهدة المباريات مع رفاقه الدائمين و أثر ذلك على تحصيله العلمي و خدمة أهله قرر أن يقلع عن هذا الادمان المهلك، أتى صديقه من السفر و اتصلوا به تعال نشاهد سوية اعتذر ،و اتهموه بالتهرب من الصديق الضيف.
و لكن الله يدري
طلبوا منه تقرير عاجل و اعتذر عن تجهيزه بحجة المرض نام و اتصلت به أخيه المهاجر على برنامج الواتس ليحل له مشكلته قضا الليل معه مفكراً بالحلول، رصد زميله مدى اتصاله ليلاً و اتهموه بالتهرب من العمل.
و لكن الله يدري .. فلا تبرر.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سلامة النية - أول يوم إرادة

و نبدأ رحلتنا في الحديث عن الإرادة بالحديث عن إصلاح النية التي بصلاحها تصلح الإرادة و بفسادها تفسد. لو دخل الإنسان فندقاً و رأى كأساً ممتلئ و ظنه خمراً و نوى شربه و بعد ان شربه اكتشف انه ماء كتب له بنيته أثم شرب الخمر. و العكس صحيح. و النية أكثر ما يجب على المسلم أن يعمل على تصويبها لتصبح خالصة، فالعمل دون نية خالصة عناء و هباء: وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا. قل لمن لا يخلص: لا تتعب. يقول الله في الأثر: عبدي طلبت منك قلبك، و وهبت لك كلك، عبدي كلٌ يريدك له، و أنا أريدك لك. الله يعاملنا بما وقر في قلوبنا، و النية مقرها القلب، و القلب لا يتقيد و لا تكتمل السيطرة عليه، و لذلك سُمّي قلباً لأنه يتقلب. و يقول الرافعي: إنّ الله لا يُعامل إلا بالنية ولا يُكتب في سجل الحسنات إلا الأرقام القلبية . و النية: التوجه الروحي و الحضور القلبي عند مباشرة أي عمل، و ليست النية طلباً للأجر، و لكن طلباً للمرضاة و القرب. النية استحضار القلب في اللحظة الآنية، وخلاصة ما يميز أصحاب النوايا: عمل ما يجب بحب. قال الله تعالى: (منكم من يريد الد

محركات الإرادة – ثامن يوم إرادة

تتحرك الإرادة في حالة وجود قضية يؤمن بها صاحب الإرادة، أو في حالة وجود مواعيد لإتمام المهام أو الأهداف، أو أن يحيط الإنسان نفسه بأصحاب إرادة فذة. ثلاثية تحرك الإرادة و تلهبها. أن تعيش لقضية يعني أن تبذل الغالي و الرخيص في سبيلها، تشغل فؤادك و لبك و قلبك و تملئ عليك وقتك عملاً و هماً و أملاً و تخطيطاً و تدبيراً و رسم للمستقبل، قضيتنا نحن المسلمين تتمثل في نشر التوحيد للناس، من خلال تمثيل الدين على أحسن وجه، و أن نكون نماذج جذابة لمن يرانا و يتعامل معنا، قضيتنا أن يسود السلام العالم بنشر قيم الدين السمحة، قضيتنا أن نخفف معاناة الناس و نحسن جودة حياتهم من خلال تعاليم الدين التي توصي كل إنسان على أخيه الإنسان أن لا يظلمه و لا يبغي عليه و لا يخونه و لا يغشه و لا يكذب عليه، قضيتنا أن ينتشر الحق و تتحقق العدالة و يحظى كل إنسان بحريته التي كفلها له الدين و الله. و كيف تتحرك إرادة من لا قضية له. و العيش ضمن خطط عمل قصيرة و طويلة المدى و وضع أهداف مزمنة لتحقيقها، يضغط على الإنسان لتتحرك إرادته في استثمار وقته و جهده و طاقته في أداء ما عليه من مهام موصلة لأهدافه، إن العيش من غير هدف يعني

سجن الهوية

  سجن الهوية عندما كنت صغيراً تعلقت كثيراً برياضة كرة القدم، خصصت لها الوقت الطويل والجهد الكبير، حتى أني في ذات مرة رأيت أرض واسعة مفتوحة فيها العديد من الأحجار والنفايات والأشواك، فقمت بتجهيزها وتنظيفها لأيام طويلة لتصبح مناسبة للعب مباراة كرة قدم لفريق كامل، أصبحت هذه الأرض ملعباً لفترة وجيزة لبعض الشباب ولم أستطع أن ألعب فيها إلا مباراة واحدة، اليوم هذه الأرض الشاسعة تحوي بيتاً واسعاً وفخماً. كنت أفكر بكرة القدم وأشعر بها وأحلم بارتداء أحذية وملابس المشاهير من اللاعبين آنذاك مثل مارادونا وروماريو ورونالدوا والكابتن ماجد والكابتن رابح، إلا أنني بالحقيقة لم أكن أُحسن ممارسة كرة القدم، ومرات قليلة هي التي لعبت فيها مباريات كاملة، والذكرى الوحيدة المتبقية لي منها هي الركلة الشديدة التي تلقيتها على وجهي من أحد الشباب الذي مصادفةً رأيته قبل يومين بينما أنا أنفذ برنامج تدريبي في أحد الأماكن المخصصة لرعاية المناسبات.. ذكرت هذه القصة بعد رؤيتي لذلك الشخص وأنا أمارس مهنة التدريب. كان هناك سؤال واحد منعني من غض الطرف عن ممارسة الرياضة التي كنت فاشل فيها؛ السؤال هو "إذا لم أكن لاع