التخطي إلى المحتوى الرئيسي

خطط لمهنتك صح

خطط لمهنتك صح

أي موظف يمر بأربعة مراحل مهنية، مرحلة الاستكشاف، مرحلة التأسيس، مرحلة التجديد، مرحلة الانحدار.

مرحلة الاستكشاف

 المرحلة الأولى في التطور الوظيفي هي مرحلة الاستكشاف، والتي تحدث في بداية الحياة المهنية وتتميز بالتحليل الذاتي واستكشاف أنواع مختلفة من الوظائف المتاحة. يتراوح عمر الأفراد في هذه المرحلة بشكل عام ما بين 15 و25 عاماً ويشاركون في نوع من التدريب الرسمي، مثل التعليم الجامعي أو المهني.

أنصح الشباب هنا بالتأكد من حسن اختيارهم للتخصص الذي سيقضون باقي عمرهم به، في المجتمعات الغربية يتم اختيار التخصص في عمر مبكر، لكن في دولنا العربية في الغالب يختار الشاب تخصصه قبل أو بعد الجامعة، وهذا الخطاب موجه للشاب العربي، لذا في مرحلة الاستكشاف أنصحه وقبل اجتياز التجربة الجامعية أن يسعى لمقابلة بعض المتخصصين في المجالات المهنية المختلفة، ويُعد أسئلته مسبقاً لمناقشتهم حول التخصص ومستقبله، بعد هذه المقابلات يبدأ في البحث عن الكتب التخصصية في هذا المجال وقراءتها لاستكشافه أكثر، ويفضل أن يطلب الشاب تجربة خوض تدريب قصير لمدة شهر لمعرفة التخصص تطبيقياً.

مرحلة التأسيس

والمرحلة الثانية في التطور الوظيفي هي مرحلة التأسيس، حيث يبدأ الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و45 عامًا في أن يصبحوا أكثر إنتاجية، يصبح الإنسان في ذروة الأداء. في هذه المرحلة احرص على شيئين، أولاً المسارعة باكتساب المهارات القيادية حتى تتقلد منصباً رفيعاً، ثانياً ادخر مالاً لمستقبلك خاصة لعمر ما بعد التقاعد. هنا تبدأ في تنفيذ وتطبيق ما تعلمته خلال مرحلة الاستكشاف. في هذه المرحلة والمرحلة السابقة أيضاً احرص ألا تظل في منصب واحد أكثر من 5 سنوات على أعلى تقدير، فبعد الخمس سنوات أنت تفقد سنين وجهد ولا تكتسب خبرة.

مرحلة التجديد

المرحلة الثالثة في التطور الوظيفي هي مرحلة التجديد. في هذه المرحلة، يُظهر الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و65 عامًا زيادة في الأداء (النمو الوظيفي)، واستقرار في الأداء (الحفاظ على المسار الوظيفي)، أو انخفاض في الأداء (الركود الوظيفي). تحتاج هنا أن تجدد من حياتك المهنية لتعيد رسم مسار حياتك المهنية من جديد لتتلاءم مع ظروفك البيولوجية الجديدة، كيف تجدد حياتك المهنية، بأن تمارس نشاط مهني جديد، أو تخوض غمار العمل الريادي فكثير من الدراسات تثبت نجاح المشاريع الريادية التي أنشأها أصحابها في هذا العمر.

مرحلة الانحدار

بعد 65 عام تتناقص إنتاجية الإنسان، وسيجد نفسه إما متقاعد أو شبه متقاعد أو قريب من التقاعد، ويصف الدكتور طارق السويدان الإنسان الذي يصل لهذا العمر ولا يمتلك قضية يعيش من أجلها أو نشاطات يسخر لها عمر بأنه (مُت قاعد).

الناس الذين عاشوا المراحل السابقة في سعي للحصول على المال فقط يصابون بهذه المرحلة بعجز حقيقي، لأنهم يفقدون قدرتهم على الإنتاجية التي تتطلبها معظم المهن، أصحاب القضايا والرسالة الكبرى في الحياة والذين جمعوا بين المعرفة والخبرة يستطيعون أن يقدموا قيمة في هذه المراحل للحياة والأحياء، يتحول الإنسان إلى مستشار أو محاضر أو مؤلف، فصاحب الرسالة لا يموت.

يتفق كل خبراء وعلماء الإدارة على أن الصياغة الدقيقة والتنفيذ الدقيق للتكتيكات المناسبة يمكن أن يعزز نجاح المهنة، لذا كان التخطيط المبكر هو أول خطوة التي يجب اتخاذها في بناء مسيرتك المهنية.

البعض يخطط لمساره المهني بأن يصل إلى مستوى وظيفي عالي بعد تقلده تسلسل مهني محدد، بأن يتوظف كمحاسب ويظل يترقى حتى يصل لوظيفة مدير مالي أو رئيس تنفيذي للمالية، والبعض يتنقل بشكل عشوائي على عدد متنوع من التخصصات المهنية ليكتسب خبرة متنوعة، أيهما أفضل؟ الإنسان يحدد بنفسه أيهما أفضل بالنسبة له، دراسات تؤكد أن النجاح الغير مسبوق في المناصب القيادية يتطلب خبرة متنوعة، لكن ننصح ألا يضيع الإنسان عمره بالتنقل العشوائي بين التخصصات فيفقد مسار النمو.

ما يجب أن تعرفه أن عملية التخطيط المهني هي عملية مستمرة، تبدأ بالمراحل الأولى من الحياة المهنية وتستمر طوال المسيرة المهنية. وأختم بهذه النصيحة، تخيل نفسك كعميل تجاري وأنت تتحمل مسؤولية تطوير اسمك التجاري في السوق المهني، خطط لمهنتك جيداً، ثم اشتغل على تسويق ذاتك. وفقك الله. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سلامة النية - أول يوم إرادة

و نبدأ رحلتنا في الحديث عن الإرادة بالحديث عن إصلاح النية التي بصلاحها تصلح الإرادة و بفسادها تفسد. لو دخل الإنسان فندقاً و رأى كأساً ممتلئ و ظنه خمراً و نوى شربه و بعد ان شربه اكتشف انه ماء كتب له بنيته أثم شرب الخمر. و العكس صحيح. و النية أكثر ما يجب على المسلم أن يعمل على تصويبها لتصبح خالصة، فالعمل دون نية خالصة عناء و هباء: وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا. قل لمن لا يخلص: لا تتعب. يقول الله في الأثر: عبدي طلبت منك قلبك، و وهبت لك كلك، عبدي كلٌ يريدك له، و أنا أريدك لك. الله يعاملنا بما وقر في قلوبنا، و النية مقرها القلب، و القلب لا يتقيد و لا تكتمل السيطرة عليه، و لذلك سُمّي قلباً لأنه يتقلب. و يقول الرافعي: إنّ الله لا يُعامل إلا بالنية ولا يُكتب في سجل الحسنات إلا الأرقام القلبية . و النية: التوجه الروحي و الحضور القلبي عند مباشرة أي عمل، و ليست النية طلباً للأجر، و لكن طلباً للمرضاة و القرب. النية استحضار القلب في اللحظة الآنية، وخلاصة ما يميز أصحاب النوايا: عمل ما يجب بحب. قال الله تعالى: (منكم من يريد الد

محركات الإرادة – ثامن يوم إرادة

تتحرك الإرادة في حالة وجود قضية يؤمن بها صاحب الإرادة، أو في حالة وجود مواعيد لإتمام المهام أو الأهداف، أو أن يحيط الإنسان نفسه بأصحاب إرادة فذة. ثلاثية تحرك الإرادة و تلهبها. أن تعيش لقضية يعني أن تبذل الغالي و الرخيص في سبيلها، تشغل فؤادك و لبك و قلبك و تملئ عليك وقتك عملاً و هماً و أملاً و تخطيطاً و تدبيراً و رسم للمستقبل، قضيتنا نحن المسلمين تتمثل في نشر التوحيد للناس، من خلال تمثيل الدين على أحسن وجه، و أن نكون نماذج جذابة لمن يرانا و يتعامل معنا، قضيتنا أن يسود السلام العالم بنشر قيم الدين السمحة، قضيتنا أن نخفف معاناة الناس و نحسن جودة حياتهم من خلال تعاليم الدين التي توصي كل إنسان على أخيه الإنسان أن لا يظلمه و لا يبغي عليه و لا يخونه و لا يغشه و لا يكذب عليه، قضيتنا أن ينتشر الحق و تتحقق العدالة و يحظى كل إنسان بحريته التي كفلها له الدين و الله. و كيف تتحرك إرادة من لا قضية له. و العيش ضمن خطط عمل قصيرة و طويلة المدى و وضع أهداف مزمنة لتحقيقها، يضغط على الإنسان لتتحرك إرادته في استثمار وقته و جهده و طاقته في أداء ما عليه من مهام موصلة لأهدافه، إن العيش من غير هدف يعني

سجن الهوية

  سجن الهوية عندما كنت صغيراً تعلقت كثيراً برياضة كرة القدم، خصصت لها الوقت الطويل والجهد الكبير، حتى أني في ذات مرة رأيت أرض واسعة مفتوحة فيها العديد من الأحجار والنفايات والأشواك، فقمت بتجهيزها وتنظيفها لأيام طويلة لتصبح مناسبة للعب مباراة كرة قدم لفريق كامل، أصبحت هذه الأرض ملعباً لفترة وجيزة لبعض الشباب ولم أستطع أن ألعب فيها إلا مباراة واحدة، اليوم هذه الأرض الشاسعة تحوي بيتاً واسعاً وفخماً. كنت أفكر بكرة القدم وأشعر بها وأحلم بارتداء أحذية وملابس المشاهير من اللاعبين آنذاك مثل مارادونا وروماريو ورونالدوا والكابتن ماجد والكابتن رابح، إلا أنني بالحقيقة لم أكن أُحسن ممارسة كرة القدم، ومرات قليلة هي التي لعبت فيها مباريات كاملة، والذكرى الوحيدة المتبقية لي منها هي الركلة الشديدة التي تلقيتها على وجهي من أحد الشباب الذي مصادفةً رأيته قبل يومين بينما أنا أنفذ برنامج تدريبي في أحد الأماكن المخصصة لرعاية المناسبات.. ذكرت هذه القصة بعد رؤيتي لذلك الشخص وأنا أمارس مهنة التدريب. كان هناك سؤال واحد منعني من غض الطرف عن ممارسة الرياضة التي كنت فاشل فيها؛ السؤال هو "إذا لم أكن لاع