الزحمة و انعدام
الفرص و شحة الظروف و تعقيدات العيش في الحياة المعاصرة كل ذلك أظهر على ساحة الوجود
تحديات عديدة تعيق سعي الشاب في توفير مكونات الحياة الهانئة و تحقيق سلامة
العيش دون عوز و حاجة و ذل.
و فوق كل ذي علم
عليم، قول الله عز وجل في هذه الآية لا يصف درجات الناس في العلم فقط، و لكن يريد
ربنا تبارك وتعالى أن يعلمنا أن كل ما هو إنساني نسبي إذ إن فوق كل ذي صدق وذكاء
وورع وجمال وسخاء من هو أصدق وأذكى وأورع وأجمل وأسخى.
و هذا يشكل تحدي كبير
أمام شباب اليوم، فدائما البديل الأفضل متوفر و على عدة مستويات و بتكاليف قد تكون
أقل و عوائق أيسر و مزايا أكثر.
و قبل كل شيء عليك أن
تعيد صياغة مفهومك لفنون عرض الذات و تسويق القدرات التي لديك لتظهر للعيان بشكل
لائق، فإذا كنت تعتقد أن ذلك من وسائل الاحتيال و البخس بمكانة النفس فأنت تجهل
حقيقة الأمر و طبيعة الحياة في الوقت المعاصر. و احتمالية كبيرة أن تفوّت على نفسك
الكثير من الفرص الدسمة و المكاسب و المصالح.
بكل تأكيد لا يعني
الترويج للذات و عرض القدرات إهانة النفس و تقديمها كسلعة و تمارس لأجل ذلك رذائل
التملق و النفاق و المدح الكاذب و تضخيم قدراتك.
فلا شيء أغلى من
الكرامة و العزة و الفخر المستحق.
يمكن أن تعرض نفسك
دون أن تبخس نفسك و تقدمها كسلعة رخيصة و ذلك بعدة طرق و يمكن أن اضعها لك في بضع
جُمل:
لا تبالغ في عرض نفسك
و سرد صفاتها الحسنة و لا تبالغ أيضاً في تقدير حجم النتائج التي سوف تجنيها مقابل
قيامك بتسويق قدراتك و انجازاتك.
و دوماً هناك مساحة
مقبولة و مناسبة لترويج الذات و عندما يتخطاها الواحد منا فإنه سيعرض نفسه للإحراج
و تهم الغرور و الزهو.
و احرص أن لا تصف
نفسك بما ليس فيك، لا تخدع ذاتك و توهم غيرك بما لا تستحقه.
استغل الفرص السانحة
في غير موعدها و اقتنص خلال الأوقات المختلفة ادخال بعض الجمل التي تصف نقاط تفوقك
بشكل سريع، فيمكن أن يتضمن حديثك مع أحدهم على بعض الانجازات التي تقدمها و تضع
كلمات في سياق الحديث دون اخلال في النسق الكلي للحوار بينكم.
أتذكر و لا أنسى
حواري مع أول مدير لي عندما قال لي، محمد أنا إنسان و قدراتي محدودة إذا لم تعرفني
أنت بقدراتك و مهاراتك فكيف سأعرف.
تعليقات
إرسال تعليق