المزاج يعبر عن
الحالة الراهنة لنفسيتك، هل تتسم بالرضا و الراحة و الانبساط أو الضيق و البؤس و
الانقباض، و غالباً تؤثر أحداث الحياة الطارئة على حالة الإنسان و مزاجه، فلو حدث
شيء جميل – بوجهة نظرك – سوف تنبسط و ينشرح مزاجك و لو حصل حدث سيء – كذلك من وجهة
نظرك – سوف يتبدل حالك إلى الضيق و الانزعاج.
و الإنسان الحر هو
الذي يستطيع التحكم بمزاجه و لا يدع الظروف تتلاطم به كما تشيء.
و بكل تأكيد أن هناك صفات
شخصية تؤثر على الإنسان و على مزاجه ، فهناك من يرتاح عندما يكون وحيداً، و هناك
من يكون أكثر راحة بالانخراط مع الناس و مشاركتهم مناسباتهم، هناك من يحب الغرق في
التفاصيل الصغيرة و هناك من يفضل الأفكار الكبيرة. هناك من ينتشي عندما يمسك بكتاب
و يبدأ الغوص في أسباره، و هناك من يرتاح أكثر برفقة صديق و الثرثرة الطويلة.
فمن كان متطبع على
التشاؤم يرى في كل حدث مصيبة و سوء، و على عكسه المتفائل فإنه يترجم كل ما يحدث له
في الحياة بنظرة خيرة منشرحة.
و متقلب المزاج هو
إنسان يتأثر تأثر شديد بالأحداث الخارجية و كلام و تفسيرات الناس الذي حوله، فكلمة
تأخذه إلى أقصى اليمين و وشاية تأخذه إلى أقصى الشمال و ذلك بسبب عدم امتلاكه
لمعايير يحتكم إليها و افتقاره لملكة التحليل.
يجب على المرء منا أن
يمتلك إرادة قوية في مراغمة و مدافعة المزاج المعكر و أن لا يستسلم له و يحاول أن
يفكر بجدية بمسببات هذا التعكر و عدم الصفاء، و غالباً سيجد أسباباً تافهة تقف خلف
هذا المزاج الغير مريح.
و إني لأشفق على
الإنسان الذي تؤثر عليه كلمات الناس عليه، في حالة الثناء و الذم، و الأحرى
بالإنسان أن يعرف نفسه جيداً و أن لا يتأثر بثناء الناس و ذمهم، فكل إنسان يقول
رأيه بناءً على معطيات لديه قد تكون معلومات خاطئة أو معرفة ناقصة.
إن جزء كبير من
فاعلية و نشاط الإنسان في الحياة يصنعه المزاج المنشرح الراضي المتفائل.
اللهم هيئ لي في دربي
الرشاد والرفقة الصالحة، والقبول في العمل، والإخلاص في النيات إنك على كل شيء
قدير.
تعليقات
إرسال تعليق