تمر بالإنسان حالات
خمول و انقطاع عن فعل الخير و الأعمال المحببة للذات و التي تجلب منافع و فوائد
للحياة و الآخرة و ذلك قد يكون بسبب مرض يصيب الجسد أو تلف يهتك بالروح، و في
الحقيقة ان الطموح لا يعيقه مرض الجسد بقدر ما يعطله إنهاك الروح. إن الروح إذا
انُهكت عطلت قدرات الإنسان و جعلته بائس حائر معطل عن تقديم شيء. و من هنا تبدأ
موارد التعاسة بالتوافد على فؤاد الإنسان و يصبح كئيباً حزيناً و يبدأ يشعر بالعجز
أكثر و أكثر، حتى يصبح الاستيقاظ مبكراً من الأماني الذي يتمنى تحقيقها.
و لتجاوز فترات
الخمول هذه علينا أن نبدأ بتوصيف المرض و ذكر أسبابه و تقديم حلول تعين على تخطي
هذه
المرحلة بأسرع وقت ممكن.
و المشكلة من وجهة
نظري لها ثلاثة أسباب:
غياب وجود أهداف في
حياتك و وجود عادات سلبية ذاتية أصابتك
بالضعف و أخيراً مرورك بتجارب سلبية كثيرة في حياتك و الاستسلام للإخفاق.
دعني أولاً أن أدعوك
لعدم القلق إذا كنت ممن تعرض لوعكة الخمول هذه، فطبيعي أن يمر الإنسان في فترات
عديدة من حياته بخمول يعطل ذاته، لكن يبقى الأهم مع إدراكنا لطبيعة الحياة أنه لا
يجب أن تطول فترات الخمول هذه و إلا ضاع عمر الإنسان هباء و اعتادت النفس عليه و
اصبحت خاملة هاملة على الدوام.
ثانياً لا بد أن تضع
لك حد أدنى من السلبية تصل إليه في فترات الخمول و لا يصح مهما كان أن تتخطيه، و
الحد الأدنى هذا يتمثل في:
عدم ترك فريضة، عدم ارتكاب
كبيرة، عدم اكتساب عادة مدمرة للصحة الجسدية و العافية النفسية، و عدم اهمال مصادر
الدخل المادية التي تقتات منها.
و هذا يعني أن لا تتهاون
بالمساس بالضرورات المتمثلة بالدين و النفس و الحياة.
ثالثاً ضع لك أهداف
صغيرة و عاجلة و ابذل ما بوسعك لتحقيقها حتى و إن كانت بسيطة من وجهة نظرك، كأن
تستيقظ ليلاً لصلاة القيام و الدعاء، أو أن تحضر دورة تدريبية في أحد مراكز
التدريب أو مواقع التدريب الالكترونية، أو أن تصوم يوم تطوعاً، أو أن ترسم لوحة،
أو تصل رحمك، أو أن تنجز معاملات تود من
فترة أن تنجزها.
المهم أن تضع هدف و
تحققه و تشعر بلذة الإنجاز، فهذا الشعور كفيل بإخراجك من قوقعة التقاعس.
رابعاً لا بد أن يكون
لك مساهمة اجتماعية تخدم بها الناس في محيطك، المساهمة هذه قد تكون مشاركة في
أعمال تطوعية مع منظمات إنسانية أو مبادرات شبابية، أو نشر فيديو تعليمي في تخصصك
على اليوتيوب، أو تأليف مقالة قصيرة تنفع غيرك، المهم أن يكون لك حضور فعال في
المجتمع الذي أنت جزء منه.
خامساً اختر أمنية من
أمنياتك القديمة و حولها إلى هدف و قسم هذا الهدف إلى أهداف صغيرة (أي ضع له خطة
قصيرة و طويلة المدى) و ضع له خارطة طريق لتحقيقه، مثلاً من أمانيك الجميلة أن
تحصل على شهادة الماجستير، و أنت الآن مصاب بوعكة خمول، ابدأ بالنظر إلى التخصصات
المتاحة و المواد الذي تدرس في كل تخصص، و ادخل على المواقع التي تعينك على اختيار
تخصصك المناسب مثل موقع (اكتشاف)، أو احضر دورات على موقع مثل ادراك أو رواق أو أكاديمية
عمران في هذا التخصص لتتعرف عليه عن قرب، ثم ابدأ بالسؤال عن الأماكن التي ممكن أن
تدرس فيها في منطقتك أو من خلال نظام الدراسة عن بعد.
و في الختام أود أن
أقول لك، أن التعاسة تأتي إليك في اللحظات التي وجدت فيها وقت فائض لتضع على نفسك
السؤال التالي:
هل أنا خامل؟.
تعليقات
إرسال تعليق