التخطي إلى المحتوى الرئيسي

كيف تُلجم كارهيك


كقادة للأفكار أنفقنا جهد و عمر كبير لصقل مهاراتنا، ساعات طويلة قضيناها في القراءة و التعلم و التدرب من أجل تطوير ذواتنا لنكون أهلاً لنشر الفكر القويم إلى غيرنا، رغم أننا نقدم النصح لغيرنا دوماً ، لا يعني ذلك بأننا خبراء ولا حاجة لدينا للتعلم.
نحن نخطئ و نصيب و هناك عدسات كبيرة يرى من خلالها الناس حياتنا، بل تسعى شرائح إلى اكتشاف اخطاءنا و إن كانت صغيرة و إن لم يجدوا منها شيء تفننوا بصناعة معايب ليلصقوها بنا إثماً و عدواناً و بافتراءات محضة لا تمت لنا بأي صلة لا من قريب و لا من بعيد.
إذا عجز حاسدينا عن تـأخيرنا أو تثبيطنا أو برهنة فشلنا، لجأوا لوسيلة قذرة و هي تشوية سمعتنا.
و دائماً نضع لأنفسنا تساؤلات عند تلقي هجمات مثل تلك، و نقول هل الحل الأمثل أن نسكت و كأن شيئاً لم يقال، أم علينا الدفاع و تقديم الرد الشافي.
نعترف بأن هناك حاجة للمعالجات و هناك حاجة للتجاهل حتى نستطيع أن نستمر بالعطاء و أحياناً نشعر أن السكوت سوف يؤدي إلى ضرر مفتعل، هنا سوف نضع بعض الطرق الفعالة لتلجيم الكارهين:
1.      تعاطف معهم.
قد تتعجب من تقديم نصيحة مثل هذه، لكن فعلاً أنسب شعور يمكن أن نحمله للكارهين هو الرحمة و الشفقة، فهم بعد أن عجزوا أن يكونوا مثلنا عادونا و حملوا الضغائن و الكره لنا. مساكين.
تعاطف معهم فهم بحالة من التعب النفسي الغير محتمل. و أنت كن كبيراً بتعاطفك و ادفع بالتي هي أحسن لعل العداوة تتحول لمودة.
2.      تقبل عدائهم
عليك أن تتقبل فكرة أن يكون لديك كارهين و أعداء، هذا التقبل سوف يزيح عنك مؤنة مبادلة العداء و الضغينة، إن الحساد طموحهم كبير و همتهم ضعيفة لذلك هم لا يكلفوا أنفسهم لصناعة فرصهم وكل ما يسعوا لفعله هو تخريب فرص غيرهم، ارضاءً لطموحهم و استجابة لكسلهم.  
3.      خذ نقدهم على محمل الجد
صحيح أنه ليس عليك الانصات لكل منتقد، لكن عليك التفكير في الرسائل التي يحاولوا أن يوصلوها إليك، قد تجد بعض الحقائق الكاشفة لجوانب القصور فيك من خلال التهم التي يرمونك بها, إن الاستماع لوجهات النظر المعاكسة لرأيك تثريك و تجعلك أكثر و أوسع إدراكاً. و قد يضع أحدهم حقيقة تبصرك بحقائق عن نفسك أنت تجهلها. استمع فمن يدري، شخص ما من الجانب الآخر قد يزودك بتفاصيل حيوية تحتاجها، خذ النقد كفرصة للنمو.
4.      ارسم حدودك بعناية
لا تعطي ظهرك دوماً لكارهيك و لا تبارزهم في مناطقهم حاول أن تسحبهم لأرضك (حيث مكامن قوتك) و تصارعهم دون أن تنهك نفسك، حاول أن تكون بارزاً معروفاً بمجال ما و أي إنسان يشادك به تغلبه.
5.      كن حاضراً و لا تغيب
لا تغيب عن عيون الناس، كن حاضراً بإنجازاتك، بتألق، بكتاب جديد، مقالة مثيرة، محاضرة نافعة، كن حاضراً دوماً بالعطاء. اجعل انجازاتك أهم الردود التي تلجم بها من يعاديك.
اجعل لك أثراً بالعطاء.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سلامة النية - أول يوم إرادة

و نبدأ رحلتنا في الحديث عن الإرادة بالحديث عن إصلاح النية التي بصلاحها تصلح الإرادة و بفسادها تفسد. لو دخل الإنسان فندقاً و رأى كأساً ممتلئ و ظنه خمراً و نوى شربه و بعد ان شربه اكتشف انه ماء كتب له بنيته أثم شرب الخمر. و العكس صحيح. و النية أكثر ما يجب على المسلم أن يعمل على تصويبها لتصبح خالصة، فالعمل دون نية خالصة عناء و هباء: وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا. قل لمن لا يخلص: لا تتعب. يقول الله في الأثر: عبدي طلبت منك قلبك، و وهبت لك كلك، عبدي كلٌ يريدك له، و أنا أريدك لك. الله يعاملنا بما وقر في قلوبنا، و النية مقرها القلب، و القلب لا يتقيد و لا تكتمل السيطرة عليه، و لذلك سُمّي قلباً لأنه يتقلب. و يقول الرافعي: إنّ الله لا يُعامل إلا بالنية ولا يُكتب في سجل الحسنات إلا الأرقام القلبية . و النية: التوجه الروحي و الحضور القلبي عند مباشرة أي عمل، و ليست النية طلباً للأجر، و لكن طلباً للمرضاة و القرب. النية استحضار القلب في اللحظة الآنية، وخلاصة ما يميز أصحاب النوايا: عمل ما يجب بحب. قال الله تعالى: (منكم من يريد الد

محركات الإرادة – ثامن يوم إرادة

تتحرك الإرادة في حالة وجود قضية يؤمن بها صاحب الإرادة، أو في حالة وجود مواعيد لإتمام المهام أو الأهداف، أو أن يحيط الإنسان نفسه بأصحاب إرادة فذة. ثلاثية تحرك الإرادة و تلهبها. أن تعيش لقضية يعني أن تبذل الغالي و الرخيص في سبيلها، تشغل فؤادك و لبك و قلبك و تملئ عليك وقتك عملاً و هماً و أملاً و تخطيطاً و تدبيراً و رسم للمستقبل، قضيتنا نحن المسلمين تتمثل في نشر التوحيد للناس، من خلال تمثيل الدين على أحسن وجه، و أن نكون نماذج جذابة لمن يرانا و يتعامل معنا، قضيتنا أن يسود السلام العالم بنشر قيم الدين السمحة، قضيتنا أن نخفف معاناة الناس و نحسن جودة حياتهم من خلال تعاليم الدين التي توصي كل إنسان على أخيه الإنسان أن لا يظلمه و لا يبغي عليه و لا يخونه و لا يغشه و لا يكذب عليه، قضيتنا أن ينتشر الحق و تتحقق العدالة و يحظى كل إنسان بحريته التي كفلها له الدين و الله. و كيف تتحرك إرادة من لا قضية له. و العيش ضمن خطط عمل قصيرة و طويلة المدى و وضع أهداف مزمنة لتحقيقها، يضغط على الإنسان لتتحرك إرادته في استثمار وقته و جهده و طاقته في أداء ما عليه من مهام موصلة لأهدافه، إن العيش من غير هدف يعني

سجن الهوية

  سجن الهوية عندما كنت صغيراً تعلقت كثيراً برياضة كرة القدم، خصصت لها الوقت الطويل والجهد الكبير، حتى أني في ذات مرة رأيت أرض واسعة مفتوحة فيها العديد من الأحجار والنفايات والأشواك، فقمت بتجهيزها وتنظيفها لأيام طويلة لتصبح مناسبة للعب مباراة كرة قدم لفريق كامل، أصبحت هذه الأرض ملعباً لفترة وجيزة لبعض الشباب ولم أستطع أن ألعب فيها إلا مباراة واحدة، اليوم هذه الأرض الشاسعة تحوي بيتاً واسعاً وفخماً. كنت أفكر بكرة القدم وأشعر بها وأحلم بارتداء أحذية وملابس المشاهير من اللاعبين آنذاك مثل مارادونا وروماريو ورونالدوا والكابتن ماجد والكابتن رابح، إلا أنني بالحقيقة لم أكن أُحسن ممارسة كرة القدم، ومرات قليلة هي التي لعبت فيها مباريات كاملة، والذكرى الوحيدة المتبقية لي منها هي الركلة الشديدة التي تلقيتها على وجهي من أحد الشباب الذي مصادفةً رأيته قبل يومين بينما أنا أنفذ برنامج تدريبي في أحد الأماكن المخصصة لرعاية المناسبات.. ذكرت هذه القصة بعد رؤيتي لذلك الشخص وأنا أمارس مهنة التدريب. كان هناك سؤال واحد منعني من غض الطرف عن ممارسة الرياضة التي كنت فاشل فيها؛ السؤال هو "إذا لم أكن لاع