لا يختلف اثنان على حاجة إنسان العصر الحديث إلى مهارات الإلقاء الفعالة والعرض والتقديم المقنع، بغض النظر عن منصبه ومهنته التي يشغلها، فالحديث المرتب والمؤثر كفيل بأن يجلب لك اهتمام الناس النادر في حياة اليوم. وكلنا نعلم أن المتحدث الجيد مؤثر أينما حل.
سأذكر لك اليوم أخطاء شائعة يقع بها
منفذو العروض التقديمية حتى المتمكنين والخبراء منهم، وعيك بهذه الأخطاء سوف
يساعدك على تفاديها، وقد تأكدت من خلال تجاربي الممتدة في العروض بأن تفاديها يجعل
عرضك أكثر تميزاً وتأثيراً.
الخطأ الأول: عدم الاستعداد
لو نظرت إلى أشهر المتحدثين في
حاضرنا وماضينا لربما ظننت أن خطاباتهم قُدمت بلا مجهود في الاستعداد، لكن في
الواقع، استغرق كل حديث مؤثر أياماً أو أسابيع من التحضير وأحياناً شهور. يقال أن
لوثر كينج صاحب الخطاب الملهم "لدي حلم" استعد للحديث أسابيع طويلة ورآه
البعض قبل أن يصعد إلى المنبر وهو يكتب ويشطب على الورقة.
التحضير الدقيق أمر ضروري فهو يساعدك
على إدارة أعصابك وتوترك من العرض التقديمي، عندما تعرف المادة التي ستقدمها وتتمكن
منها، فليس من الوارد أن تشعر بالتوتر، وستحاضر بكل ثقة.
الخطأ الثاني: تجاهل الجمهور
هذا الخطأ شائع حتى عند كبار
المتحدثين، وهو أن تتحدث عن الشيء الذي يهمك ولا يهم الجمهور، فتذكر المعلومات التي
تعجبك والمفاهيم التي تبهرك وقد تكون لا تتلاءم مع احتياجات واهتمامات ومستويات من
تتحدث إليهم.
ومن احترام وتقدير الجمهور هو أن
تبلغهم عن ماذا سوف تحدثهم، وهل ستتوقف للاستراحة ومتى، وما إذا كنت ستجيب عن
الأسئلة أثناء العرض، أو في النهاية، دعهم يتعرفون على الشكل العام للعرض الذي ستقدمه،
ومن المهم أيضاً تحديد المدة التي ستقضيها بالحديث.
إن تقديم هذه "التوضيحات"
مقدماً سيمنح جمهورك فكرة واضحة عما يمكن توقعه، حتى يتمكنوا من الاسترخاء
والتركيز على عرضك التقديمي.
ذكرت اليوم خطأين شائعين وسأكمل
الحديث عن بقية الأخطاء في المدونات القادمة إن شاء الله.
تعليقات
إرسال تعليق