فخ
التميز
التميز ليس هدفاً بحد ذاته، ولكنه
وسيلة مهمة لتجد لك مكانة في عالم مكتظ بالأشياء العادية، والعديد من البشر توهموا
تميزهم وفرادتهم وسعوا للوصول إلى مكانة غير مستحقة فتعذبوا من تعثرهم وعدم حصولهم
على ما يظنونه حق مهدور اكتسبه أصحاب الحظوظ.
من وجهة نظري أي تميز لا تقف خلفه
قيمّ كبرى ولا تقوده من الأمام أهداف عظمى ولا يحيط به علم نافع هو عبارة عن فخ
يجني منه أصحابه خسائر كبرى لا يدركونها إلا بعد فوات الأوان. دعوني أتحدث عن هذا
التميز المفخخ.
الناس بإتقانهم للأشياء في أربعة
مربعات:
المربع الأول: فعل الشيء الخاطئ
بطريقة سيئة.
المربع الثاني: فعل الشيء الخاطئ
بطريقة جيدة.
المربع الثالث: فعل الشيء الصحيح
بطريقة سيئة.
المربع الرابع: فعل الشيء الصحيح
بطريقة جيدة.
بكل تأكيد جميعنا نريد أن نكون في المربع
الرابع: فعل الشيء الصحيح بطريقة جيدة، لكن السؤال هنا: ما أخطر مربع يمكن أن تكون
فيه؟ قد يجيب البعض (المربع الأول: فعل الشيء الخاطئ بطريقة سيئة) لكن في الواقع،
المربع الأخطر هو المربع رقم 2: فعل الشيء الخاطئ بطريقة جيدة!
لماذا؟
لأنه فخ للتميز المضلل، ولأنك تحقق
نجاحاً وإنجازاً بأشياء خاطئة وتظنها صحيحة (كالذي حصد مشاهدات كبيرة في قناة
اليوتيوب وهو يقدم محتوى تافه وسخيف).
لو سُئلت كيف يمكن للإنسان أن يتخلص
من فخ التميز ويظل في المربع الرابع ولا ينزلق إلى المربع الثاني لأجبت:
بالعلم والتمسك بالقيم. العلم سوف
يصوب معلوماتنا ومعرفتنا بشكل مستديم ويكسيها بالدقة والصحة، والقيم ستجعلنا نتمسك
ونلتزم بالقيام بالأشياء الصحيحة دوماً وأبداً.
تعليقات
إرسال تعليق