التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الحاجة إلى الرشاقة في نظام تقييم الأداء

 

الحاجة إلى الرشاقة في نظام تقييم الأداء

 عندما يكون الابتكار السريع مصدراً للميزة التنافسية، كما هو الحال الآن في العديد من الشركات، فهذا يعني أن الاحتياجات المستقبلية تتغير باستمرار.

ولأن معظم الشركات لا تريد أن يستمر الموظفون في فعل نفس الأشياء، فليس من المنطقي التمسك بنظام تم إنشاؤه بشكل أساسي لتقييم ومساءلة الأشخاص عن الممارسات السابقة.

تعتبر المشاريع التي تتبناها الشركات - حتى المشاريع الكبيرة - قصيرة الأجل وتميل إلى التغيير باستمرار، لذلك لا يمكن تحديد أهداف ومهام الموظفين قبل بداية العام بدقة كبيرة وتظل مناسبة حتى نهايته.

في جنرال إلكتريك، كانت استراتيجية العمل الجديدة القائمة على الابتكار هي السبب الأكبر وراء قيام الشركة مؤخراً بإلغاء التقييمات الفردية والمراجعات السنوية. ليتماشى نهجها الجديد لإدارة الأداء مع منصة (Fast Works – الأعمال السريعة) لإنشاء المنتجات وتقديمها إلى السوق، والتي تقترض كثيراً من التقنيات الرشيقة.

من هذا المنطلق كلفت الشركة المدراء لإجراء مناقشة موجزة ومركزة مع المرؤوسين، والهدف هو تـأسيس لعملية التواصل العميق والمتكرر مع الموظفين (تسميها جنيرال الكتريك "نقاط الاتصال") وذلك بالتركيز على إعادة النظر في سؤالين أساسيين:

ما الذي أفعله ويجب أن أحافظ على فعله؟ وما الذي أفعله ويجب أن أغيره؟

وفي المنهجية الحالية في تقييم الأداء في جنرال إلكتريك تم استبدال الأهداف السنوية بـ "الأولويات" الأكثر أهمية. حيث أطلقت الشركة لأول مرة محاولة تجريبية، مع حوالي 87000 موظف في عام 2015، قبل اعتماد التغييرات على جميع موظفي الشركة. وهذا ما صنع تحولاً عظيماً في أداء موظفي الشركة خلال الفترة الماضية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سلامة النية - أول يوم إرادة

و نبدأ رحلتنا في الحديث عن الإرادة بالحديث عن إصلاح النية التي بصلاحها تصلح الإرادة و بفسادها تفسد. لو دخل الإنسان فندقاً و رأى كأساً ممتلئ و ظنه خمراً و نوى شربه و بعد ان شربه اكتشف انه ماء كتب له بنيته أثم شرب الخمر. و العكس صحيح. و النية أكثر ما يجب على المسلم أن يعمل على تصويبها لتصبح خالصة، فالعمل دون نية خالصة عناء و هباء: وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا. قل لمن لا يخلص: لا تتعب. يقول الله في الأثر: عبدي طلبت منك قلبك، و وهبت لك كلك، عبدي كلٌ يريدك له، و أنا أريدك لك. الله يعاملنا بما وقر في قلوبنا، و النية مقرها القلب، و القلب لا يتقيد و لا تكتمل السيطرة عليه، و لذلك سُمّي قلباً لأنه يتقلب. و يقول الرافعي: إنّ الله لا يُعامل إلا بالنية ولا يُكتب في سجل الحسنات إلا الأرقام القلبية . و النية: التوجه الروحي و الحضور القلبي عند مباشرة أي عمل، و ليست النية طلباً للأجر، و لكن طلباً للمرضاة و القرب. النية استحضار القلب في اللحظة الآنية، وخلاصة ما يميز أصحاب النوايا: عمل ما يجب بحب. قال الله تعالى: (منكم من يريد الد

محركات الإرادة – ثامن يوم إرادة

تتحرك الإرادة في حالة وجود قضية يؤمن بها صاحب الإرادة، أو في حالة وجود مواعيد لإتمام المهام أو الأهداف، أو أن يحيط الإنسان نفسه بأصحاب إرادة فذة. ثلاثية تحرك الإرادة و تلهبها. أن تعيش لقضية يعني أن تبذل الغالي و الرخيص في سبيلها، تشغل فؤادك و لبك و قلبك و تملئ عليك وقتك عملاً و هماً و أملاً و تخطيطاً و تدبيراً و رسم للمستقبل، قضيتنا نحن المسلمين تتمثل في نشر التوحيد للناس، من خلال تمثيل الدين على أحسن وجه، و أن نكون نماذج جذابة لمن يرانا و يتعامل معنا، قضيتنا أن يسود السلام العالم بنشر قيم الدين السمحة، قضيتنا أن نخفف معاناة الناس و نحسن جودة حياتهم من خلال تعاليم الدين التي توصي كل إنسان على أخيه الإنسان أن لا يظلمه و لا يبغي عليه و لا يخونه و لا يغشه و لا يكذب عليه، قضيتنا أن ينتشر الحق و تتحقق العدالة و يحظى كل إنسان بحريته التي كفلها له الدين و الله. و كيف تتحرك إرادة من لا قضية له. و العيش ضمن خطط عمل قصيرة و طويلة المدى و وضع أهداف مزمنة لتحقيقها، يضغط على الإنسان لتتحرك إرادته في استثمار وقته و جهده و طاقته في أداء ما عليه من مهام موصلة لأهدافه، إن العيش من غير هدف يعني

سجن الهوية

  سجن الهوية عندما كنت صغيراً تعلقت كثيراً برياضة كرة القدم، خصصت لها الوقت الطويل والجهد الكبير، حتى أني في ذات مرة رأيت أرض واسعة مفتوحة فيها العديد من الأحجار والنفايات والأشواك، فقمت بتجهيزها وتنظيفها لأيام طويلة لتصبح مناسبة للعب مباراة كرة قدم لفريق كامل، أصبحت هذه الأرض ملعباً لفترة وجيزة لبعض الشباب ولم أستطع أن ألعب فيها إلا مباراة واحدة، اليوم هذه الأرض الشاسعة تحوي بيتاً واسعاً وفخماً. كنت أفكر بكرة القدم وأشعر بها وأحلم بارتداء أحذية وملابس المشاهير من اللاعبين آنذاك مثل مارادونا وروماريو ورونالدوا والكابتن ماجد والكابتن رابح، إلا أنني بالحقيقة لم أكن أُحسن ممارسة كرة القدم، ومرات قليلة هي التي لعبت فيها مباريات كاملة، والذكرى الوحيدة المتبقية لي منها هي الركلة الشديدة التي تلقيتها على وجهي من أحد الشباب الذي مصادفةً رأيته قبل يومين بينما أنا أنفذ برنامج تدريبي في أحد الأماكن المخصصة لرعاية المناسبات.. ذكرت هذه القصة بعد رؤيتي لذلك الشخص وأنا أمارس مهنة التدريب. كان هناك سؤال واحد منعني من غض الطرف عن ممارسة الرياضة التي كنت فاشل فيها؛ السؤال هو "إذا لم أكن لاع