لا يمكن أن تكون أفضل من قدراتك!
الإنسان مجموعة متكاملة من الأفكار والإرادة
والإمكانات والقدرات، الأفكار تشكل الصورة النهائية للمعرفة والعلم (المعرفة عامة
ومشتتة، والعلم دقيق ومخصص)، والإرادة تشكل الدوافع الرئيسية للفعل وإحداث العمل،
الإمكانات هي الأدوات المتوفرة للإنجاز، والقدرة هي الحول والقوة التي تجعل
الإنسان مستطيعاً للإنجاز.
إذا حصلت على معلومات وافية عن كيفية
قيادة الطائرة من خلال كتاب أو محاضرة امتدت لساعات طويلة، هنا أنت لديك أفكار
الطريقة الصحيحة لقيادتها. وبعد أن امتلكت الأفكار قررت ورغبت بقيادة الطائرة (هنا
تشكلت الإرادة). والآن ذهبت للمطار واخترت طائرة صغيرة ونظفتها وتأكدت من
المهندسين من جاهزيتها وتعبئتها بالمحروقات، ورسمت خط مسارك خلال الرحلة واخترت أفضل
الأماكن ورتبت مع برج المراقبة ونسقت معهم أجمل خط سير يمر عبر المدن الجميلة
والطبيعة الخلابة، وأخذت معك كل الأدوات اللازمة لهذه الرحلة الشيقة (هنا وفرت
الإمكانات).
صعدت الطائرة وذهبت لغرفة القيادة وشرعت
بالإقلاع وإذا بالطائرة تهتز وتضطرب وهي ما زالت على الأرض.
رغم توفر الإمكانات والفكرة والإرادة
التامة إلا أنه تنقصك القدرة المتمثلة (بالمهارة والخبرة) لتقود الطائرة، إذا حملت
فكراً كبيراً ودقيقاً عن أمر ما لكنك لم تجربه من قبل ولم تمارسه سوف يكون أدائك
هزيلاً، لكن مع الممارسة والتجربة الحصيفة سوف تصبح خبيراً في المجال.
دائماً التجارب الأولى هزيلة، وأن
تجرب ولديك الفكرة والإرادة والإمكانات خير لك من أن تجرب وأنت تفتقد للأساسات
التي تجعلك قادراً وخبيراً بعد الممارسة والتجارب.
تعليقات
إرسال تعليق