من السهل جداً أن
تنتكس و ترتبك عند مواجهتك لأحداث صعبة و مواقف مربكة، لكن كونك شاب يطمح لأن يكون
أفضل فلا بد أن تقدم نموذج بهي و تعزم على تحمل مسئولية ثباتك و تصبح أكثر قدرة
على تخطي هذه المواقف بحنكة و حصافة و رباطة جأش.
إذا وجه لك أحدهم نقد حاد
أمام جمع من الناس، يحمر وجهك يثقل لسانك، تتلاطم حروفك، ينظر الجميع لوجهك فيراك
منكسراً خجولا.
أو تتعرض لصدمة قاسية،
مفاجأة غير سارة فقدت فيها شيء عزيز أو حدث موقف خيب آمالك العريضة، تنهار قواك،
تشعر بخواء، تتلعثم شفتيك، ترتجف و تسقط سقوط مدوي.
حينها يدرك الإنسان حقيقته!
يا الله كم نحن ضعفاء!
يا الله كم نحن ضعفاء!
مواقف عابرة تهزنا و
تربك حضورنا.
و إليك هذه الخطوات
التي تساعد على تمكينك من الثبات عند الارتباك:
أولاً كن
دوماً بجانب الصواب و لا تكن صاحب عيوب بارزة
إن الانسان الذي
يرتكب خطأ يعيش مهزوزاً و يركبه قلق دائم و مجرد أن يذكر اسمه يرتبك، لأنه يعلم
بقرارة نفسه أنه صاحب خطأ و عيب و يخشى في أي لحظة أن ينكشف ما يواري.
إن المذنب يعيش بخوف
دائم و ترى في وجهه كآبة المحيا و أما صاحب الاستقامة و العمل الحسن فهو آمن مطمئن
و لا خوف عليه و لا هو يحزن.
و هكذا فإن التقصير و
اساءة العمل أحد أهم أسباب الارتباك.
ثانياً قُل
الصدق ... و لا تزيد على ذلك
لا تكذب على الناس و
قبل ذلك لا تكذب على نفسك، الكذاب ضعيف و أمره مفضوح طال الزمن أو قصر و مهما وارى
الحقائق فإن عينيه ستكشف الحقيقة يوماً ما. و أنت تحتاج للحقيقة لتضع خطوات ثابتة
لك في الحياة.
و الكذاب انسان ضعيف
و جبان و لولا ضعفه لما هرب من قول الحقيقة.
و إذا وقعت في خطأ و
ارتبكت و أردت أن تعالجه بالكذب فاعلم أنك تزيد الطين بلة و تجعل الأمور أكثر سوءً
و خراب.
ثالثاً
تخلص من الخوف حالاً
إذا ركبك خوف من حدوث
شيء تخشاه فإن أي اشارة لحدوث هذا الشيء يصيبك بالارتباك و العجز، مثلاً هناك
موظفة لديها هاجس غير عقلاني من احتمالية الاستغناء عنها من العمل، هذه المسكينة
بمجرد أن يناديها مديرها المباشر سوف ترتبك و تخاف مع عدم وجود أي داعي.
إن الخوف لا يمنعك من
الموت و لكن يمنعك من الحياة، و نصيحتي لك أن تهجم على خوفك قبل أن يثبطك و الشيء
الذي تخافه اعمله و ستجد ان الكثير من مخاوفك لا أصل و لا داعي لها.
رابعاً
كن ممتلئاَ
الإنسان الفارغ من
المعني هو الذي تتلطم به أمواج الحياة يمنة و يسرة دون رحمة، حيث أنه خاوي الروح و
خفيف الوجود و لا يحمل بداخله سوى بعض الغرائز التي تقود حركته في الحياة فترديه
خائباً.
هل سمعت وصف الناس
لهذا النوع من البشر (إنسان فارغ) نعم هو مفرغ من كل شيء إلا التفاهة.
إن الانسان الحصيف
الذي يحمل بداخله قيم و علم و يقضي أيامه بتعلم الشيء المفيد و فعل الخير هو إنسان
ثقيل المعنى أو بوصف آخر (رزين) أي ممتلئ بالحكمة و العلم.
خامساً
توازن في تعاملك مع حاجاتك
لم أرى ذليلاً مرتبكاً
مثل اللاهث خلف المتعة ، و انظروا وصف القرآن العظيم لحال هذا الانسان {وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ
الْكَلْبِ}.
إن الإنسان العزيز
الشامخ هو الذي يوازن في اشباع غرائزه و لا تذله شهوة و لا تهينه نزوة، أدب نفسه
فجنى احترام الناس. إرادته صلبة فلا يخضع لحاجة ملحة كانت أو غير ملحة إلا بحسب
منافعها و تناسبها مع قيمه و مصالح وجوده.
المرتبك شخص أهانته
نفسه و ذله هواه.
في الختام تأكد أن
القرار قرارك، قرر ان تعيش بكرامة و تواجه تقلبات الحياة بثبات و يمكنك ذلك من
خلال تجاوز الهزائم الذاتية و الشعور بالخوف جراء الأخطاء التي تقترفها و القصور
الذي تحدثه، و بحسن صلتك مع ربك سوف تستطيع تجاوز هذه المواقف بثبات.
تعليقات
إرسال تعليق