التخطي إلى المحتوى الرئيسي

التحفيز ( صفات قيادية )


القائد الفعال تحفيزه ذاتي , لديه رغبة ملتهبة للقيادة . حركته تتسم بالطموح , الطاقة , الحماس , المبادرة و الإصرار . وجود أهداف لديه هو سر تحفيزه . إذا أردت أن تعرف أهم صفة في القائد فبكل تأكيد سوف تجد أنها التحفيز , الإنجاز هو الكلمة المفصلية لهذه الصفة , دائماً القادة ذو التحفيز العالي يحققون إنجازات تفوق التوقعات . الكثير من البشر يتحفزون من مصادر خارجية مثل راتب ضخم , مميزات منصب رفيع في شركة راقية . لكنك لن تجد قائد فعال يتحفز إلا برغبة دفينه في تحقيق إنجاز كبير يليق بقدراته.
و التحفيز لدى القادة نوعين داخلي و خارجي.
القائد ذو التحفيز الداخلي تجده :
مؤمن بأهمية العمل الذي يقوم به , يحب التعلم , يعشق تحدي المهام الصعبة , يُظهر طاقة خارقة في تأدية المهام بطريقة احسن , يسعى لإتقان العمل على الوجه الأمثل . تجده يرفض تقبل الامور على ما هي و يبحث دوماً عن الخيار البديل , دائماً يتساءل لماذا يتم اختيار طريقة أداء ما دام هناك طرق أخرى , متلهف لاكتشاف الجديد و العمل بطريقة مميزة و مبدعة.
معوقات التحفيز
تنقسم معوقات التحفيز إلى قسمين ( عاداتي و ظروفي ) غالباً ينكسر تحفيز الإنسان من وجود عادات سلبية تسلب طاقته و تشل حركته , و الظروف الخارجية أيضاً قد تكون من أكبر المعوقات التي تقتل التحفيز لدى الإنسان .

يقول الكاتب الشهير دانيل جولمان أنه يعرف رجل مالي يبدأ يومه و ينهيه و هو قابع على كرسيه أمام الإنترنت لمتابعة حركة بورصته أمام بورصة أربع شركات  اكثر من 16 ساعة مراقبة و متابعة..... السر يكمن في التحفيز. القائد ذو التحفيز العالي تجده يتابع باهتمام الإجراءات التفصيلية للأعمال من بدايتها حتى تظهر النتائج , و صاحب التحفيز المنخفض تجده غير مهتم بحركة الإجراءات و مهمل لنتائج النشاطات. تجد القائد المتحفز متفائل حتى و إن كانت النتائج في غير صالحه .

عناصر تقتل التحفيز لدى الآخرين :
1. النقد السلبي و الغير مستحق.
2. الإهانة بالعلن .
3. مكافأة المهمل و الغير كفؤ .
4. الفشل و الخوف منه .
5. النجاح الذي يؤدي لحالة من التقاعس.
6. عدم وضوح الرؤية.
7. عدم وجود اهداف قابلة للقياس .
8. عدم وجود أولويات .
9. الحديث السلبي مع الذات.
10. تدني مستوى التقدير الذاتي.
11. ثقافة المنظمة السلبية .
12. المعاملة الغير منصفة.
13. النفاق .
14. معايير العمل المتدنية.
15. التغيير المستمر.
16. المسؤولية دون صلاحيات و سلطة.

عناصر تزيد من مستوى التحفيز :
1. امنح التقدير المستحق.
2. احترم اراء و جهود الآخرين.
3. اجعل العمل ممتع و مثير.
4. انصت باهتمام.
5. ارمي التحديات .
6. ساعد الآخرين و لا تعمل ما يجب عليهم فعله.

الناس غالباً تعمل بدافع داخلي نابع من أعماقهم و من يستطيع تحريك دوافع الناس ليعملوا ما يريد يستحق فعلاً لقب القائد الفذ. و التحفيز الذاتي أهم و أفضل مفعولاً من التحفيز الخارجي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سلامة النية - أول يوم إرادة

و نبدأ رحلتنا في الحديث عن الإرادة بالحديث عن إصلاح النية التي بصلاحها تصلح الإرادة و بفسادها تفسد. لو دخل الإنسان فندقاً و رأى كأساً ممتلئ و ظنه خمراً و نوى شربه و بعد ان شربه اكتشف انه ماء كتب له بنيته أثم شرب الخمر. و العكس صحيح. و النية أكثر ما يجب على المسلم أن يعمل على تصويبها لتصبح خالصة، فالعمل دون نية خالصة عناء و هباء: وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا. قل لمن لا يخلص: لا تتعب. يقول الله في الأثر: عبدي طلبت منك قلبك، و وهبت لك كلك، عبدي كلٌ يريدك له، و أنا أريدك لك. الله يعاملنا بما وقر في قلوبنا، و النية مقرها القلب، و القلب لا يتقيد و لا تكتمل السيطرة عليه، و لذلك سُمّي قلباً لأنه يتقلب. و يقول الرافعي: إنّ الله لا يُعامل إلا بالنية ولا يُكتب في سجل الحسنات إلا الأرقام القلبية . و النية: التوجه الروحي و الحضور القلبي عند مباشرة أي عمل، و ليست النية طلباً للأجر، و لكن طلباً للمرضاة و القرب. النية استحضار القلب في اللحظة الآنية، وخلاصة ما يميز أصحاب النوايا: عمل ما يجب بحب. قال الله تعالى: (منكم من يريد الد

محركات الإرادة – ثامن يوم إرادة

تتحرك الإرادة في حالة وجود قضية يؤمن بها صاحب الإرادة، أو في حالة وجود مواعيد لإتمام المهام أو الأهداف، أو أن يحيط الإنسان نفسه بأصحاب إرادة فذة. ثلاثية تحرك الإرادة و تلهبها. أن تعيش لقضية يعني أن تبذل الغالي و الرخيص في سبيلها، تشغل فؤادك و لبك و قلبك و تملئ عليك وقتك عملاً و هماً و أملاً و تخطيطاً و تدبيراً و رسم للمستقبل، قضيتنا نحن المسلمين تتمثل في نشر التوحيد للناس، من خلال تمثيل الدين على أحسن وجه، و أن نكون نماذج جذابة لمن يرانا و يتعامل معنا، قضيتنا أن يسود السلام العالم بنشر قيم الدين السمحة، قضيتنا أن نخفف معاناة الناس و نحسن جودة حياتهم من خلال تعاليم الدين التي توصي كل إنسان على أخيه الإنسان أن لا يظلمه و لا يبغي عليه و لا يخونه و لا يغشه و لا يكذب عليه، قضيتنا أن ينتشر الحق و تتحقق العدالة و يحظى كل إنسان بحريته التي كفلها له الدين و الله. و كيف تتحرك إرادة من لا قضية له. و العيش ضمن خطط عمل قصيرة و طويلة المدى و وضع أهداف مزمنة لتحقيقها، يضغط على الإنسان لتتحرك إرادته في استثمار وقته و جهده و طاقته في أداء ما عليه من مهام موصلة لأهدافه، إن العيش من غير هدف يعني

سجن الهوية

  سجن الهوية عندما كنت صغيراً تعلقت كثيراً برياضة كرة القدم، خصصت لها الوقت الطويل والجهد الكبير، حتى أني في ذات مرة رأيت أرض واسعة مفتوحة فيها العديد من الأحجار والنفايات والأشواك، فقمت بتجهيزها وتنظيفها لأيام طويلة لتصبح مناسبة للعب مباراة كرة قدم لفريق كامل، أصبحت هذه الأرض ملعباً لفترة وجيزة لبعض الشباب ولم أستطع أن ألعب فيها إلا مباراة واحدة، اليوم هذه الأرض الشاسعة تحوي بيتاً واسعاً وفخماً. كنت أفكر بكرة القدم وأشعر بها وأحلم بارتداء أحذية وملابس المشاهير من اللاعبين آنذاك مثل مارادونا وروماريو ورونالدوا والكابتن ماجد والكابتن رابح، إلا أنني بالحقيقة لم أكن أُحسن ممارسة كرة القدم، ومرات قليلة هي التي لعبت فيها مباريات كاملة، والذكرى الوحيدة المتبقية لي منها هي الركلة الشديدة التي تلقيتها على وجهي من أحد الشباب الذي مصادفةً رأيته قبل يومين بينما أنا أنفذ برنامج تدريبي في أحد الأماكن المخصصة لرعاية المناسبات.. ذكرت هذه القصة بعد رؤيتي لذلك الشخص وأنا أمارس مهنة التدريب. كان هناك سؤال واحد منعني من غض الطرف عن ممارسة الرياضة التي كنت فاشل فيها؛ السؤال هو "إذا لم أكن لاع