التخطي إلى المحتوى الرئيسي

كيف تتعامل مع المقاطعات المتكررة

تخيل نفسك في اجتماع وبينما تتحدث تتم مقاطعتك، تتقبل الأمر مبدئياً، ولكن بعد ذلك بقليل، تتكلم وتتعرض للمقاطعة مرة أخرى. إذا استمرت تلك الفظاظة فمن المرجح أن نمضي في أحد الاتجاهين، إما نصمت أو ننفجر. الإحباط مفهوم ومقبول، ولكن كما يمكن لك أن تتخيل، ردود الأفعال تلك ليستا جيدة، إليك ما يجب فعله.

بادئ ذي بدء من الجيد أن تتراجع وتسأل نفسك، لماذا تتم مقاطعتي؟

أحياناً لأنك تتعامل مع شخصيات فظة تفتقر للذوق وآداب الحديث، لا يستمعوا للمتحدث ولا يهتمون بما يقوله، لكن في الحقيقة أن بعض المقاطعات هي علامة على الاهتمام والمشاركة، خاصة إذا كانت المقاطعة لطلب المزيد من التفاصيل أو وضع الأسئلة التوضيحية، وتعتبر هذه علامة جدية على الاهتمام بالموضوع والرغبة في معرفة المزيد.

شيء آخر أيضاً، يجب أن تنظر إليه هو ما إذا كانت المقاطعة من شخص واحد أو الكثير من الناس، إذا كان الزملاء على سبيل المثال جميعهم يقاطعون المتحدث فاعرف أن هناك خلل ما في ثقافة شركتك، ولا تعتبر ذلك إهانة شخصية، تحتاج إلى وضع المقاطعات دوماً في السياق لتعرف كيف تتعامل معها.

إذا كانت المقاطعة من شخص واحد حاول أن تخصص جلسة معه لفهم أسباب مقاطعته الدائمة فقد يفتقر فعلاً لمهارات التحدث وإدارة النقاشات. قد تقول له: "أحمد، أنا أعرف أنك حريص على فعالية اجتماعاتنا، لكن لاحظت أنه عندما أتحدث كنت تقاطعني كثيراً، حدث ذلك في آخر ثلاثة اجتماعات مشتركة، وهذا جعل من الصعب عليّ إيصال فكرتي، أنا متأكد أن هذا ليس عن قصد، ولكني أتساءل إن كانت هناك طريقة يمكننا من خلالها تحسين إدارة نقاشتنا".

إذا كانت المقاطعة هي متأصلة في ثقافة الشركة، قد تضطر إلى الذهاب لمديرك وطرح المشكلة عليه، وتقترح أن تحددوا "مراقب مقاطعة" في كل الاجتماعات لضبط إيقاع النقاش.

المقاطعات أمر مزعج خاصة عندما تتكرر، وبدلاً من الانفجار أو الانغلاق استخدم الاستراتيجيات المذكورة أعلاه للوصول لحل مناسب للتعامل معها.

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سلامة النية - أول يوم إرادة

و نبدأ رحلتنا في الحديث عن الإرادة بالحديث عن إصلاح النية التي بصلاحها تصلح الإرادة و بفسادها تفسد. لو دخل الإنسان فندقاً و رأى كأساً ممتلئ و ظنه خمراً و نوى شربه و بعد ان شربه اكتشف انه ماء كتب له بنيته أثم شرب الخمر. و العكس صحيح. و النية أكثر ما يجب على المسلم أن يعمل على تصويبها لتصبح خالصة، فالعمل دون نية خالصة عناء و هباء: وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا. قل لمن لا يخلص: لا تتعب. يقول الله في الأثر: عبدي طلبت منك قلبك، و وهبت لك كلك، عبدي كلٌ يريدك له، و أنا أريدك لك. الله يعاملنا بما وقر في قلوبنا، و النية مقرها القلب، و القلب لا يتقيد و لا تكتمل السيطرة عليه، و لذلك سُمّي قلباً لأنه يتقلب. و يقول الرافعي: إنّ الله لا يُعامل إلا بالنية ولا يُكتب في سجل الحسنات إلا الأرقام القلبية . و النية: التوجه الروحي و الحضور القلبي عند مباشرة أي عمل، و ليست النية طلباً للأجر، و لكن طلباً للمرضاة و القرب. النية استحضار القلب في اللحظة الآنية، وخلاصة ما يميز أصحاب النوايا: عمل ما يجب بحب. قال الله تعالى: (منكم من يريد الد

محركات الإرادة – ثامن يوم إرادة

تتحرك الإرادة في حالة وجود قضية يؤمن بها صاحب الإرادة، أو في حالة وجود مواعيد لإتمام المهام أو الأهداف، أو أن يحيط الإنسان نفسه بأصحاب إرادة فذة. ثلاثية تحرك الإرادة و تلهبها. أن تعيش لقضية يعني أن تبذل الغالي و الرخيص في سبيلها، تشغل فؤادك و لبك و قلبك و تملئ عليك وقتك عملاً و هماً و أملاً و تخطيطاً و تدبيراً و رسم للمستقبل، قضيتنا نحن المسلمين تتمثل في نشر التوحيد للناس، من خلال تمثيل الدين على أحسن وجه، و أن نكون نماذج جذابة لمن يرانا و يتعامل معنا، قضيتنا أن يسود السلام العالم بنشر قيم الدين السمحة، قضيتنا أن نخفف معاناة الناس و نحسن جودة حياتهم من خلال تعاليم الدين التي توصي كل إنسان على أخيه الإنسان أن لا يظلمه و لا يبغي عليه و لا يخونه و لا يغشه و لا يكذب عليه، قضيتنا أن ينتشر الحق و تتحقق العدالة و يحظى كل إنسان بحريته التي كفلها له الدين و الله. و كيف تتحرك إرادة من لا قضية له. و العيش ضمن خطط عمل قصيرة و طويلة المدى و وضع أهداف مزمنة لتحقيقها، يضغط على الإنسان لتتحرك إرادته في استثمار وقته و جهده و طاقته في أداء ما عليه من مهام موصلة لأهدافه، إن العيش من غير هدف يعني

سجن الهوية

  سجن الهوية عندما كنت صغيراً تعلقت كثيراً برياضة كرة القدم، خصصت لها الوقت الطويل والجهد الكبير، حتى أني في ذات مرة رأيت أرض واسعة مفتوحة فيها العديد من الأحجار والنفايات والأشواك، فقمت بتجهيزها وتنظيفها لأيام طويلة لتصبح مناسبة للعب مباراة كرة قدم لفريق كامل، أصبحت هذه الأرض ملعباً لفترة وجيزة لبعض الشباب ولم أستطع أن ألعب فيها إلا مباراة واحدة، اليوم هذه الأرض الشاسعة تحوي بيتاً واسعاً وفخماً. كنت أفكر بكرة القدم وأشعر بها وأحلم بارتداء أحذية وملابس المشاهير من اللاعبين آنذاك مثل مارادونا وروماريو ورونالدوا والكابتن ماجد والكابتن رابح، إلا أنني بالحقيقة لم أكن أُحسن ممارسة كرة القدم، ومرات قليلة هي التي لعبت فيها مباريات كاملة، والذكرى الوحيدة المتبقية لي منها هي الركلة الشديدة التي تلقيتها على وجهي من أحد الشباب الذي مصادفةً رأيته قبل يومين بينما أنا أنفذ برنامج تدريبي في أحد الأماكن المخصصة لرعاية المناسبات.. ذكرت هذه القصة بعد رؤيتي لذلك الشخص وأنا أمارس مهنة التدريب. كان هناك سؤال واحد منعني من غض الطرف عن ممارسة الرياضة التي كنت فاشل فيها؛ السؤال هو "إذا لم أكن لاع