الحياة رحلة تحمل في طياتها العديد من المتغيرات و من هذه المتغيرات وجود الظروف الغامضة و التي غالباً ما نفقد معها القدرة على التصرف و الشعور بالتحكم و السيطرة و تتخبط عندها ردود أفعالنا فنجاوز الصواب و نجانب السداد.
ودوماً نواجه الظروف هذه بمعلومات ناقصة و أدوات
قاصرة و تحدث مفاجئات و أمور غير متوقعة فنقف عاجزين لا ندري ماذا يمكننا فعله و
نسلم أنفسنا لانتظار حدوث شيء يغير جهلنا بماهية الغموض.
و علمتني الحياة أن الظروف الغامضة
الصعبة تصقل المهارات النفسية لصاحبها و ترفع من مستوى ابداعه بشرط ان يتجاوب معها
بالطريقة الصحيحة و السليمة.
وجزء من الحل في التعامل مع الظروف
الغامضة هو التنبؤ بحدوثها، و لكن كيف يتسنى لنا ذلك و نحن لا نعلم الغيب. و كيف
لنا أن نستعد لشيء لا نعرفه؟
إليك بعض الارشادات في التعامل مع
الظروف الغامضة:
أولاً: توقف قليلاً
إذا اضطرتك متغيرات الوقت لاتخاذ قرار سريع لمواجهة
التحديات المفاجئة فكل ما عليك فعله هو التأني و التمهل وعدم ابداء أي تصرف تجاه
الأمر الطارئ فغالباً أن ردة الفعل المستعجلة تكون مضطربة وغير رشيدة.
ان مواجهة العواصف لا يمنع حدوثها ولكن الانحناء
قليلاً لجعلها تمر يمنع حدوث كوارث و هذا الانحناء ليس هزيمة و خضوع و لكنه حكمة.
ثانياً: قيّم الخيارات الحقيقية التي بحوزتك
لحظات الظروف الصعبة هي لحظات من فوران العاطفة و
الشعور السلبي و غالباً ما يصاحب هذا الفوران تطرف الشعور بالعجز، وغالباً ما
تخيم غيمة الاحباط على الانسان فتبدو كل الحلول المتاحة مستحيلة، إن العودة للعقل
و عدم الاندياح لمشاعر الظروف الصعبة يفتح أفاق واسعة من الحلول و لا ننسى دور
الأمل في تبديد الظلام. و كم يقال إذا أردت حل مشكلتك فأطرها في نطاق ضيق.
ثالثاً: تحرك بحذر و هدوء
بعد أن تكون حددت الخيارات المتاحة لك خذ قرار واعي
وتحرك بخطوات حذرة و اختبر الأرض الي ستضع عليها قدميك قبل أن تخطو، و إذا لم تكن
الارض آمنة فتوقف و لا تتعجل في المضي, وإذا وجدت الطريق سالك فامضي دون تردد.
عندما تخالف الحياة اتجاه سيرك لا تبذل
جهد مضاعف في المدافعة، توقف قليلاً, و سوف تجد زخم الوقت يخفف من حدته, ثم بهدوء
حاول تغيير الاتجاه.
تعليقات
إرسال تعليق