تتعامل عقولنا مع الواقع بنسبة خطأ كبيرة وجراء ذلك تتشكل مفاهيم خاطئة كثيرة، في الحقيقة أننا لا نفهم الواقع على ما هو ولكن في كثير من الأحيان نتلقى الواقع كمجموعة قصص نحاول تفسيرها لنفهمه.
لحسن الحظ أن كثير من القصص التي
تنشأ في عقولنا تتطابق مع الواقع، ولكن في كثير من الأحيان لا يحدث لك، تقترف
عقولنا – دون وعي وقصد – انحرافاً بسبب معلومات خاطئة أو تلبيةً لهوى أو اتباعاً
لقناعة وذلك من خلال استخدام التجارب السابقة.
وبما أن عقولنا تُشكل قصص عن الواقع
بهدف استيعابه، فعلينا أن نحذر كثيراً من أن تكون هذه القصص خاطئة، لا نريد أن نُثير
شكوكنا في كل شيء ينفذ إلينا عبر الحواس، ولكن نريد أن نصبح أكثر بحثاً ويقظة،
لنكون أكثر دقة في تصويب القصص التي تتشكل في كثير من الأحيان دون وعي.
الرسالة الأهم في حديثي هذا هي أن
القصص التي تتشكل في عقولنا لفهم الواقع جذابة حد الاقناع، حتى وإن كانت خاطئة،
وهذا يشكل خطراً على وعي الإنسان. وللأسف الإنسان لا يمتلك الآليات والأدوات
اللازمة لمعالجة كمية المعلومات الضخمة التي تتوارد على عقله بكثافة ولا لمقاومة جاذبية القصص لنقدها أو تصحيحها.
لذا سنظل نحمل الكثير من المفاهيم
الخاطئة عن كل ما يدور حولنا، ومهما عصرنا أدمغتنا واجتهدنا لفهم الواقع سنظل نحقق
مقاربات (للفهم) لا أكثر.
تعليقات
إرسال تعليق