كل يوم نكتشف معاً سر من أسرار صناعة السعادة في شهر الرحمة.
أول يوم سعادة.
سكينة الروح
رمضان شهر الروح وهو فرصة سانحة لنتجرد من سيطرة النفس التي
تقودها الغرائز و الشهوات، وقفة لطيفة للالتفات للروح و الاهتمام بها فروتين
الحياة السابق كله مركز على الدوران في فلك النفس و اشباع نهم غرائزها. فيأتي
رمضان ليكسر هذا الروتين و يوقف تمادي هذا الجسد و يعطي الروح شارة القيادة لتمضي
بالإنسان نحو السكينة و الهدوء فلا شيء يقلق سكينة الانسان مثل فوران الشهوات.
فالله لا يريد عقابك بإيقافك عن الطعام و الشراب و لكنه سبحانه عز وجل يريد تهذيبك
و ترقية ذاتك و تشذيب شهواتك لتبقى في حدودها الطبيعية و تؤدي دورها كما أراد لها
..
و الفراغ الروحي من أعتى موانع السعادة و لو وهبت
لك الدنيا و ما فيها و في روحك عتمة و فراغ فلن تهنأ و تظل في قلبك غصة تحول دون
سعادتك و يقول في ذلك د. عبدالكريم بكار(إن الواحد منا يدرك بوضوح
الفراغ الروحي الذي يشعر به بعد انقضاء أي ملذة من ملذات الجسد . و حين تكون اللذة
قد تمت عن طريق غير مشروع، فإن المرء يشعر بعتمة روحية و بوخز بالضمير و بشيء من
احتقار الذات).
يأتي رمضان ليزيح هذه العتمة و يركز على الروح
فيمدها بكل موارد السعادة، إن كثير من مباهج و مسرات الانسان تأتي بعد أن يكون
تخلص من أثقال رغبات الجسد الملحة، ان الجسد مجبول على الأخذ على عكس الروح التي
من ميزاتها أنها قائمة على العطاء .. العطاء اللامحدود . و إن مورداً من أعظم
موارد السعادة يتمثل في السعي على إسعاد عباد الله و اكرامهم و لا يكون ذلك الا
بالعطاء.. و السعادة تنتقل بالعدوى و العطاء مردود منه سبحانه.
اجعل هدفك في رمضان تهيئة الروح لتلقي السكينة و
التي بدورها تجلب الطمأنينة و الاستقرار و الهدوء . و ذلك من خلال التركيز على
حاجات الروح ... و ذكر المولى عزو وجل و ترتيل كلامه و ممارسة العبادات التي شرف
الانسان بها يشبع تلك الحاجات . ترك الذنوب و العيوب و كف النفس عن طلب المتع
الرخيصة و ترفع الذات عن سلوك الدناءة و الخيانة و إيثار المصلحة الخاصة , كل ذلك
من وسائل تهيئة الروح لتلقي السكينة.
يا رب ارزقنا السكينة و الحب و الحياة الهانئة.
تعليقات
إرسال تعليق