حديثي اليوم في ثاني
يوم سعادة عن العادات التي تجلب التعاسة و تقتل السعادة و العادة الأولى للتعاسة و
بلا منازع التشاؤم و فقدان الأمل بتحسن الأوضاع، إن من أشد ما يعانيه الإنسان و
يكابده أن يموت بداخله شيء و هو ما زال حيا. و لا يبقى للحياة من مسرات إذا فقد
الإنسان الأمل بتحسن الأحوال.
إن الأمل يمنح
للإنسان طاقة لتحقيق تحسن على جميع المستويات و على بذل جهد مضاعف للظفر بما يريد،
و لو واجه الإنسان تحديات الحياة بروح متوثبة بالأمل بالظفر و النوال لعافر دون
تكاسل أو تقاعس و تخيل معي أنك قررت الذهاب لمشوار طويل لشراء شيء ما و لكن لديك
قناعة بأن المحل الذي سوف تشتري منه حاجتك مغلق بهذا الوقت ... هل ستذهب ؟
هكذا هي الحياة إن
عشتها بلا أمل فقدت كل طاقتك فلا تبذل أي جهد.
و المتشائم يرى
الجانب المظلم من الأشياء و يتوقع حدوث المكاره دوماً و لو لم يكن هناك سبب
لحدوثها ... توجه نفسي مقيت يدمر صاحبه و يحمله متاعب جمة هي أشد وقعاً على أعصابه
من المصائب و الملمات التي يمكن أن تقع.
ثاني عادة من عادات
التعاسة هي الشعور بالضجر و الملل و العيش ضمن روتين مكرر رتيب، و إذا أردت أن ترى
النمطية و الرتابة في أفضل صورها ... انظر لحياة الموظف. فحياته تمضي على نمط
واحد: يستيقظ في وقت محدد و يتناول فطوره في الساعة الفلانية، و في الدقيقة
الفلانية يخرج من عمله و في ساعة معينة يكون الغداء ثم الجلوس مع الأهل أو الأصدقاء
يتلوه سماع نشرة الأخبار أو رؤية شيء آخر, و بعد ذلك يهجم النعاس أو النوم من أجل
الراحة و الاستعداد ليوم جديد، و هكذا يظل يدور في رحى روتين يقتل السعادة.
و المأساة عزيزي
الإنسان أن تكون أيامك متشابهة يومك مثل أمسك و مستقبلك مثل ماضيك ... هنا أنت
تموت قبل أوانك.
الحياة الخالية من
الدهشة و الإثارة تجعلنا نشعر أنها فقدت معناها الجميل فنعيش بدوامة مفرغة من
السعادة.
إذا لم تجد فارق كبير
بين الظروف الحاضرة و بين الظروف التي تتمناها فأنت هنا تعيش بروتين يومي يتوجب
عليك قتله.
إن للتعاسة موارد كثيرة
و معظمها تنبع من نفسك و عاداتها.
و نلقاكم غداً و يوم
جديد للسعادة.
تعليقات
إرسال تعليق