من الحقائق التي
يتوجب علينا أن نعيها جيداً هي أنه لا يمكن لنا أن نسيطر على الوقت مهما عملنا و
المتاح أمامنا هو السيطرة على الممارسات و النشاطات التي نوهبها زمن من أعمارنا.
و العالم اليوم يتحرك
بشكل مثير و مخيف و الوقت لم يعد كما كان ،كثرت الملهيات و المشاغل و لم يعد يكفي
الوقت لنؤدي واجباتنا عوضاً على أن نستهلكه في المرفهات التي تستنزف حياتنا دون
رحمة، و الجميع يتساءل لماذا الوقت يمضي سريعاً
و الحقيقة أن الوقت يمضي الآن كما كان يمضي في الأمس و الذي تغير هو النشاطات
التي نستهلك بها الوقت.
كثرت علينا الملهيات
فما عدنا نشعر بمرور الوقت.
و لذلك إذا أردت أن تُدير
الوقت (مع تأكيدنا على عدم امكانية ذلك) فعليك أن تسيطر على انشطتك و تدير ذاتك و
تضغط عليه بأهداف تسعى في تحقيقها.
يتسم هذا الزمن
بالتعقيد و التطور المجنون و الفشل اليوم ليس بسبب قلة الامكانات و لكن بسبب خور
الإرادة و تفضيل الدعة و الراحة على المثابرة و الاجتهاد, و مع هذا التعقيد و
التطور تأتي العديد من الفرص و التي تفوت على المتقاعسين الغير مستعدين. و النـاس في
التعامل مع الفـرص ثلاثـة أنـواع : اولئـك الذيـن يصنعـون الفـرص , و أولئـك الـذي
ينتظـرون الفـرص تأتـي و الصنـف الأخيــر هــو الــذي ينظــر للفــرص و هــي
تضيــع فيقعــد متحسراً نادمــاً.
و الوقت يمر يمر شئت
أم أبيت وعيت أم جهلت، والحسرة الكبرى هي في فواته دون أن يكون قد حققت فيه شيء
جيد ينفعك ديناً و دنيا.
اننـا فـي هـذا
الحيـاة فـي سـباق مـع الزمـن و إن أعظـم فرصـة متاحــة لجميــع البشــر هــي
فرصــة الحيــاة المتمثلــة فــي نعمــة الإيجـاد و مـا دام الإنسـان يتنفـس فهـذه
هـي أعظـم فرصـة أمامـه لـو اغتنمهـا بالشـكل الصحيـح.
و كما نرى كيف تنقضي
أيام رمضان الجميلة سريعاً، و نحن إذا لم نستغل فرصة رمضان على الوجه الصحيح
بالعبادة و الذكر و تقديم الأعمال الخيرة و الفوز بسكينة الروح و التي أراها من أهم ثمار رمضان
... سيضيع رمضان و تضيع أعمارنا في لا شيء و لا يدري أحد هل سنكون أحياء على هذه الحياة
في رمضان القادم.
أحسنوا استثمار الوقت
في الخير.
تعليقات
إرسال تعليق