التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المهارات السياسية

المهارات السياسية

لكل منظمة لوائح و سياسات تنظم سير الأعمال فيها و بجانب ذلك يوجد أيضاً ما يسمى بالثقافة و هي الأنظمة الغير مكتوبة و التي ترسم روح السلوك لدى العاملين .

يُعرف العلماء الثقافة بأنها : نسيج الافتراضات و القيم و المعتقدات و القواعد و العادات التي تحدد الطريقة التي نفعل بها الأشياء .

و داخل كل شركة تجد الكثير من الممارسات السيئة و التي تتضمن المشاحنات و المناورات و التوريط و الطعن و الإفك و الشائعات التي يثيرها بعض الأشخاص ضد زملائهم لنفع أنفسهم و تحقيق مصالحهم على حساب الآخرين أو على حساب المنظمة و يسوء الحال حينما يصل الأمر  لإلحاق الضرر بالآخرين .

و للتعامل بفاعلية مع مثل عذه البيئات ينصح الخبراء بتعلم المهارات التالية و التي يطلقون عليها ( المهارات السياسية ) :

1.      الفطنة الاجتماعية : القدرة على فهم الواقع و الأحداث و السلوك بسرعة و دقة .

2.      التأثير الشخصي : القدرة في التأثير  على طرائق تفكير الآخرين من خلال ادراك تفضيلاتهم و أجنداتهم الخاصة , و أيضاً هذه المهارة تعني القدرة على أقلمة رسائلك اللفظية لتتناسب مع حالاتهم و مآلاتهم .

3.      مهارة التشبيك : القدرة على تشكيل شبكة علاقات نافعة و واسعة مع فئات بشرية مختلفة داخل و خارج المنظمة .

4.      ملامح الصدق : الناس يكتشفون سريعاً ممارسات النفاق و الكذب , و الثقة هي أساس بناء العلاقات الناجحة لذلك يجب أن تكون صادقاً في كل حركتك و أفعالك و إلا خسرت ثقة من حولك و كما يقال ( الإخلاص يُرى في عين الناظر ) .

و ختاماً من الأفضل للموظف أن يتعلم أصول اللعب الصحيحة بدلاً من التشكي الغير مجدي , ليس لإلحاق الضرر بغيره و لكن لدفعه عن نفسه و تحقيق مصالحه بما يصح و عدم التفريط بحقوقه .


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سلامة النية - أول يوم إرادة

و نبدأ رحلتنا في الحديث عن الإرادة بالحديث عن إصلاح النية التي بصلاحها تصلح الإرادة و بفسادها تفسد. لو دخل الإنسان فندقاً و رأى كأساً ممتلئ و ظنه خمراً و نوى شربه و بعد ان شربه اكتشف انه ماء كتب له بنيته أثم شرب الخمر. و العكس صحيح. و النية أكثر ما يجب على المسلم أن يعمل على تصويبها لتصبح خالصة، فالعمل دون نية خالصة عناء و هباء: وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا. قل لمن لا يخلص: لا تتعب. يقول الله في الأثر: عبدي طلبت منك قلبك، و وهبت لك كلك، عبدي كلٌ يريدك له، و أنا أريدك لك. الله يعاملنا بما وقر في قلوبنا، و النية مقرها القلب، و القلب لا يتقيد و لا تكتمل السيطرة عليه، و لذلك سُمّي قلباً لأنه يتقلب. و يقول الرافعي: إنّ الله لا يُعامل إلا بالنية ولا يُكتب في سجل الحسنات إلا الأرقام القلبية . و النية: التوجه الروحي و الحضور القلبي عند مباشرة أي عمل، و ليست النية طلباً للأجر، و لكن طلباً للمرضاة و القرب. النية استحضار القلب في اللحظة الآنية، وخلاصة ما يميز أصحاب النوايا: عمل ما يجب بحب. قال الله تعالى: (منكم من يريد الد

محركات الإرادة – ثامن يوم إرادة

تتحرك الإرادة في حالة وجود قضية يؤمن بها صاحب الإرادة، أو في حالة وجود مواعيد لإتمام المهام أو الأهداف، أو أن يحيط الإنسان نفسه بأصحاب إرادة فذة. ثلاثية تحرك الإرادة و تلهبها. أن تعيش لقضية يعني أن تبذل الغالي و الرخيص في سبيلها، تشغل فؤادك و لبك و قلبك و تملئ عليك وقتك عملاً و هماً و أملاً و تخطيطاً و تدبيراً و رسم للمستقبل، قضيتنا نحن المسلمين تتمثل في نشر التوحيد للناس، من خلال تمثيل الدين على أحسن وجه، و أن نكون نماذج جذابة لمن يرانا و يتعامل معنا، قضيتنا أن يسود السلام العالم بنشر قيم الدين السمحة، قضيتنا أن نخفف معاناة الناس و نحسن جودة حياتهم من خلال تعاليم الدين التي توصي كل إنسان على أخيه الإنسان أن لا يظلمه و لا يبغي عليه و لا يخونه و لا يغشه و لا يكذب عليه، قضيتنا أن ينتشر الحق و تتحقق العدالة و يحظى كل إنسان بحريته التي كفلها له الدين و الله. و كيف تتحرك إرادة من لا قضية له. و العيش ضمن خطط عمل قصيرة و طويلة المدى و وضع أهداف مزمنة لتحقيقها، يضغط على الإنسان لتتحرك إرادته في استثمار وقته و جهده و طاقته في أداء ما عليه من مهام موصلة لأهدافه، إن العيش من غير هدف يعني

سجن الهوية

  سجن الهوية عندما كنت صغيراً تعلقت كثيراً برياضة كرة القدم، خصصت لها الوقت الطويل والجهد الكبير، حتى أني في ذات مرة رأيت أرض واسعة مفتوحة فيها العديد من الأحجار والنفايات والأشواك، فقمت بتجهيزها وتنظيفها لأيام طويلة لتصبح مناسبة للعب مباراة كرة قدم لفريق كامل، أصبحت هذه الأرض ملعباً لفترة وجيزة لبعض الشباب ولم أستطع أن ألعب فيها إلا مباراة واحدة، اليوم هذه الأرض الشاسعة تحوي بيتاً واسعاً وفخماً. كنت أفكر بكرة القدم وأشعر بها وأحلم بارتداء أحذية وملابس المشاهير من اللاعبين آنذاك مثل مارادونا وروماريو ورونالدوا والكابتن ماجد والكابتن رابح، إلا أنني بالحقيقة لم أكن أُحسن ممارسة كرة القدم، ومرات قليلة هي التي لعبت فيها مباريات كاملة، والذكرى الوحيدة المتبقية لي منها هي الركلة الشديدة التي تلقيتها على وجهي من أحد الشباب الذي مصادفةً رأيته قبل يومين بينما أنا أنفذ برنامج تدريبي في أحد الأماكن المخصصة لرعاية المناسبات.. ذكرت هذه القصة بعد رؤيتي لذلك الشخص وأنا أمارس مهنة التدريب. كان هناك سؤال واحد منعني من غض الطرف عن ممارسة الرياضة التي كنت فاشل فيها؛ السؤال هو "إذا لم أكن لاع