التخطي إلى المحتوى الرئيسي

كيف تواجه أزماتك !

للحياة وجهان و الأزمات تمثل الوجه الأول للحياة فلا حياة بلا مشاكل و الكثير من العظماء ولدوا من رحم الصعوبات و الأزمات , و التجارب أثبت أن الإنسان تساعده الشدائد على اكتشاف قدراته و إطلاق مهاراته . 
و من منا لا يمر في مراحل حياته بالعديد من المعوقات التي تحول بينه و بين ما يريد و الناجح هو الذي يتفاعل بإيجابية مع الظروف الصعبة.
و إليك هذه الخطوات للتعامل بفاعلية و ايجابية مع أزمات حياتك :

فكر بإيجابية:
و حارب الأفكار التشاؤمية و المحبطة من التغلغل في دماغك و قد قيل " إن من الشقاء أن تستغرق في التفكير بأسباب شقائك " ... و لا يخفى على أحد مدى خطر الأفكار السلبية على ثقة الإنسان بنفسه و تقديره و احترامه لذاته و ماذا تنتظر من إنسان منهزم محبط غير الشكاء و البكاء و الخمول و التذمر.

ثق بنفسك:
الواثق بنفسه يؤمن بقدرته على تحقيق ما يحققه أقرانه من إنجازات بل أحيانا يثق بأنه ممكن أن ينجز ما استحال على الغير , الثقة بالنفس تحفز المرء على خوض مضمار الصعوبات و المخاطر لتحقيق مكاسب و نتائج مذهلة .  و ضعف الثقة بالنفس سبب لكثير من الإخفاقات و كم من فرص تضيع على إنسان لا يمتلك ثقة في أداءه.

اعمل الأشياء بطريقة مختلفة:
لا أظن أن البشر كانوا في حاجة شديدة للإبداع كمثل وقتنا هذا, لقد انتهى زمن الأشياء العادية و حتى تعيش حياة جيدة لا بد أن تبذل جهد مضاعف و تتفوق على من حولك. تزايدت حاجة البشر اليوم للإبداع بسبب احتداد المنافسة على التملك و التمتع بمرفهات العصر الحديث و صار التنافس على الحصول على المال على أشده و المناصب الوظيفية الجيدة أصبحت من نصيب الشباب الأجود تعليما و الأكفأ مهارة و الأكثر تفوقا. و الشخص العادي لن يجد له مكان إن لم يطور من قدراته و إمكاناته و تذكر أنك لن تستطيع حل مشكلاتك بنفس العقلية التي أوجدت تلك المشاكل.

أصلح علاقتك مع الله:
فإنه ما ابتلاك إلا ليقربك إليه و يذكرك بنفسه. و اترك الذنوب و أكثر من الأعمال الصالحة و انفق من خير ما عندك لتنال خير ما عند الله.

و أخيراً كم كان للأزمات من فضل على الإنسان في تغييره إلى الأفضل و إطلاق طاقاته الكامنة لإيجاد الحلول و التخلص من منغصات الحياة فلا تيأس. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سلامة النية - أول يوم إرادة

و نبدأ رحلتنا في الحديث عن الإرادة بالحديث عن إصلاح النية التي بصلاحها تصلح الإرادة و بفسادها تفسد. لو دخل الإنسان فندقاً و رأى كأساً ممتلئ و ظنه خمراً و نوى شربه و بعد ان شربه اكتشف انه ماء كتب له بنيته أثم شرب الخمر. و العكس صحيح. و النية أكثر ما يجب على المسلم أن يعمل على تصويبها لتصبح خالصة، فالعمل دون نية خالصة عناء و هباء: وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا. قل لمن لا يخلص: لا تتعب. يقول الله في الأثر: عبدي طلبت منك قلبك، و وهبت لك كلك، عبدي كلٌ يريدك له، و أنا أريدك لك. الله يعاملنا بما وقر في قلوبنا، و النية مقرها القلب، و القلب لا يتقيد و لا تكتمل السيطرة عليه، و لذلك سُمّي قلباً لأنه يتقلب. و يقول الرافعي: إنّ الله لا يُعامل إلا بالنية ولا يُكتب في سجل الحسنات إلا الأرقام القلبية . و النية: التوجه الروحي و الحضور القلبي عند مباشرة أي عمل، و ليست النية طلباً للأجر، و لكن طلباً للمرضاة و القرب. النية استحضار القلب في اللحظة الآنية، وخلاصة ما يميز أصحاب النوايا: عمل ما يجب بحب. قال الله تعالى: (منكم من يريد الد

محركات الإرادة – ثامن يوم إرادة

تتحرك الإرادة في حالة وجود قضية يؤمن بها صاحب الإرادة، أو في حالة وجود مواعيد لإتمام المهام أو الأهداف، أو أن يحيط الإنسان نفسه بأصحاب إرادة فذة. ثلاثية تحرك الإرادة و تلهبها. أن تعيش لقضية يعني أن تبذل الغالي و الرخيص في سبيلها، تشغل فؤادك و لبك و قلبك و تملئ عليك وقتك عملاً و هماً و أملاً و تخطيطاً و تدبيراً و رسم للمستقبل، قضيتنا نحن المسلمين تتمثل في نشر التوحيد للناس، من خلال تمثيل الدين على أحسن وجه، و أن نكون نماذج جذابة لمن يرانا و يتعامل معنا، قضيتنا أن يسود السلام العالم بنشر قيم الدين السمحة، قضيتنا أن نخفف معاناة الناس و نحسن جودة حياتهم من خلال تعاليم الدين التي توصي كل إنسان على أخيه الإنسان أن لا يظلمه و لا يبغي عليه و لا يخونه و لا يغشه و لا يكذب عليه، قضيتنا أن ينتشر الحق و تتحقق العدالة و يحظى كل إنسان بحريته التي كفلها له الدين و الله. و كيف تتحرك إرادة من لا قضية له. و العيش ضمن خطط عمل قصيرة و طويلة المدى و وضع أهداف مزمنة لتحقيقها، يضغط على الإنسان لتتحرك إرادته في استثمار وقته و جهده و طاقته في أداء ما عليه من مهام موصلة لأهدافه، إن العيش من غير هدف يعني

سجن الهوية

  سجن الهوية عندما كنت صغيراً تعلقت كثيراً برياضة كرة القدم، خصصت لها الوقت الطويل والجهد الكبير، حتى أني في ذات مرة رأيت أرض واسعة مفتوحة فيها العديد من الأحجار والنفايات والأشواك، فقمت بتجهيزها وتنظيفها لأيام طويلة لتصبح مناسبة للعب مباراة كرة قدم لفريق كامل، أصبحت هذه الأرض ملعباً لفترة وجيزة لبعض الشباب ولم أستطع أن ألعب فيها إلا مباراة واحدة، اليوم هذه الأرض الشاسعة تحوي بيتاً واسعاً وفخماً. كنت أفكر بكرة القدم وأشعر بها وأحلم بارتداء أحذية وملابس المشاهير من اللاعبين آنذاك مثل مارادونا وروماريو ورونالدوا والكابتن ماجد والكابتن رابح، إلا أنني بالحقيقة لم أكن أُحسن ممارسة كرة القدم، ومرات قليلة هي التي لعبت فيها مباريات كاملة، والذكرى الوحيدة المتبقية لي منها هي الركلة الشديدة التي تلقيتها على وجهي من أحد الشباب الذي مصادفةً رأيته قبل يومين بينما أنا أنفذ برنامج تدريبي في أحد الأماكن المخصصة لرعاية المناسبات.. ذكرت هذه القصة بعد رؤيتي لذلك الشخص وأنا أمارس مهنة التدريب. كان هناك سؤال واحد منعني من غض الطرف عن ممارسة الرياضة التي كنت فاشل فيها؛ السؤال هو "إذا لم أكن لاع