الحياة تهب نفسها لمن زهد عنها!
تعرض الحياة عليك مفاتنها طوال مدار الساعة،
هذا الزمن شديد الإغواء و مغرياته كثيرة و مقاومته لا يطيقها صاحب النفس الهشة و
الروح العطشى.
و المؤمن على خلاف الناس من حوله يعيش حياته
وفق ضوابط و شكليات يفرضها عليه الدين الإسلامي و هو بذلك مأمور و مأجور.
يأكل طعام حلال و يلبس المحتشم و يُحسن في
تعامله مع الناس و في تناوله للأشياء و مباشرته للحياة.
و كيف يزهد المؤمن اليوم في عالم البهرج و
الماركة؟
المهمة ليست سهلة و لكن في المحاولة النجاة و
السبيل السليم.
يمضي زاهد في رحلته اليومية من الصباح الباكر
جداً، في الحقيقة مطلوب منه أن يستيقظ في وقت يغط فيه العالم في النوم ... لابد أن
يستيقظ فجراً قبل بزوغ الشمس.
و قد قرأت مرة بحثاً عن نمط حياة كبار المدراء
التنفيذين في العالم اليوم.
70% منهم يستيقظون الرابعة فجراً.
يستيقظ زاهد لا ليذهب لعمله كما يعمل الكثير
من الناس في هذا الزمان، يستيقظ ليصلي الفريضة الأولى في اليوم ... صلاة الفجر.
يترك نومه و فراشه الدافئ.
على غير عادات الآخرين الذين يستيقظون في ميعاد
الدوام السابعة صباحاً و ما بعد.
إن زاهد يعلم أن الحياة بلا قضية لا قيمة لها
و من لم يلتزم باللوازم الصغيرة للوفاء لتلك القضية لن يجد في نفسه تعظيم و لا
تضحية لغايات الرسالة التي يعيش من أجلها.
العهد الذي بيننا
وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد ... يعرف زاهد تكملة الحديث تماماً.
و يقضي زاهد أجمل
أيام عمره في تلك اللحظات و خاصة بعد الفجر بعد أن يُصلح مجلسه ليذكر ربه و يستفتح
يومه بالدعاء.
و كان أحد المفكرين
الكبار و أظنه الدكتور عبدالكريم بكار يقول أن أعظم مشاريعه الفكرية ينتجها من بعد
صلاة الفجر فهو وقت مبارك فيه.
و الدكتور علي العمري
خصص هذا الوقت لتأليف تفسير القرآن الذي عكف عليه عشر سنوات و مازال في منتصفه و
لا أعلم إن كان أعاقه السجن الجاحف عن استكمال مشروعه أم لا.
إن زاهد يعي تماماً الدور
المطلوب منه في الحياة، فلا يشغله نوم أو سهر عن تأدية دوره.إنه يعيش روح
العصر الحديث كما يريد الله لا كما يريد هواه و الناس من حوله.
تعليقات
إرسال تعليق