من حقائق الحياة
البديهية و المؤلمة أنك على قيد الحياة لمرة واحدة فقط، لذلك كان العيش على غير السبيل
الصحيح أكبر الخسائر التي يتكبدها الإنسان.
و كان من الهدي
الرباني أن يهاجر الإنسان بحثاً عن السعة و الخير
وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَ
اهجر تلك الحياة لو
جدت نفسك على غير ما تريد، أنت غير ملزم على أن تعيش حياة لا تليق بك!
اهجر واقعك إذا كان
يُميت فيك ابداعك المُكبل
اهجر وطنك إذا لم
يمنحك حق الحياة الكريمة و حرمك من فضائل الحرية
اهجر وظيفتك التي
علمتك معنى العبودية بأسلوب عصري
اهجر بيئة السوء التي
أفسدت عليك خلقك و نقاء نفسك و صفاءك
اهجر صديق المسرات
الذي أفلت يدك بينما أنت في أشد الحاجة لها
اهجر المكان الذي جعل
زمانك ضيقاً
اهجر نفسك لو تشربت
القذارة و استساغت الحُرمات
اهجر طموحك لو جعلك
تركض خلف وهم أو مستحيل
اهجر حبيبك إذا جرعك
ويلات الخيانة و لم يرى غير حظوظ نفسه و شهواته
اهجر زمانك الملوث
بقذارة التافهين و كن غريباً عن الفتنة
اهجر ظروف مجتمعك و
اختلف باهتماماتك و عش لقضية
اهجر من أساء بك الظن
رغم احسانك
اهجر تلك الروح ...
التي تعفنت فلا فائدة في العقل و القلب إن تلوثت الروح بالسوء.
إنسانك الجميل هو
ثمرة تلك الصراعات التي تحدث خفية في ساحة الذات.
حديث الهجرة هذا لا
يتناسب مع الكائنات الرخيصة التي تتعامل مع الناس و الأشياء و المواقف من حولها
على مبدأ المنفعة و المصلحة، و تستبدل الأشخاص كما تستبدل الأغراض و لا تحمل وفاءً لشيء إلا لغرائزها.
تعليقات
إرسال تعليق