التخطي إلى المحتوى الرئيسي

من هو أفضل إنسان في العالم؟


تغيرت الحياة و أصبح من المحال أن يكون هناك إنسان يعتلي قائمة الصدارة في جميع الساحات، العالم اليوم مقسم لعدة اجزاء و مجموعات، و لكل مجموعة بطلها.
يجب عليك أن تحدد جيداً ما هو المجال و ما هي المجموعة التي سوف تتصدر قائمتها و من الأفضل أن تكون الأول في ذلك.
نأخذ مثلاً جانب القُراء لكتاب الله، من هو أفضل قارئ في العالم؟
و كما رأيتم حددنا المجال أولاً و بعد ذلك يمكن أن نعرف من هو الأفضل بهذا المجال لمجموعة للناس، فقد يكون العفاسي هو الأول بالنسبة لشريحة ما، و أحمد النفيس هو الأفضل للمجموعة الأخرى، و يمكن أيضاً أن نضع باعتبارنا قُراء كثُر منهم المعيقلي و السديس و أسماء شهيرة أخرى و كل واحد منهم له الصدارة لمجموعة من المجموعات.
هناك عوامل كثيرة تقسم هذه المجموعات و تجعل لها كيان خاص بها.
من هذه العوامل التقسيم الجغرافي أو النفسي أو السلوكي أو السكاني.
و يجب أيضاً أن نولي اهتمام كبير للاختلافات الموجودة بين الأجيال المتتابعة و التي تعيش الآن، فقد يكون العفاسي هو المفضل لجيل الألفية و المعيقلي هو الأول بالنسبة للجيل القديم.
ما الذي نعنيه بهذا الكلام؟
يجب على الشاب أن يختار مجال و جمهور محدد و يعمل جاهداً لاعتلاء مركز الصدارة و أن يكون الأول في المجال و الأفضل عند الجمهور و ذلك بعد طلبه لمعونة الله و تركيزه على تخصص فريد و تسلحه بالإبداع و المثابرة المتواصلة دون كلل أو تقاعس.
إن الزمن الحديث يتطلب من الشاب أن يبذل جهود مضاعفة ليتمكن من الارتقاء فيه و إن كان الشاب يعيش بظروف صعبة فمطلوب منه جهد أكبر من غيره.
و عدم التخصص و التشتت أول معوقات الفشل في العصر الحديث.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سلامة النية - أول يوم إرادة

و نبدأ رحلتنا في الحديث عن الإرادة بالحديث عن إصلاح النية التي بصلاحها تصلح الإرادة و بفسادها تفسد. لو دخل الإنسان فندقاً و رأى كأساً ممتلئ و ظنه خمراً و نوى شربه و بعد ان شربه اكتشف انه ماء كتب له بنيته أثم شرب الخمر. و العكس صحيح. و النية أكثر ما يجب على المسلم أن يعمل على تصويبها لتصبح خالصة، فالعمل دون نية خالصة عناء و هباء: وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا. قل لمن لا يخلص: لا تتعب. يقول الله في الأثر: عبدي طلبت منك قلبك، و وهبت لك كلك، عبدي كلٌ يريدك له، و أنا أريدك لك. الله يعاملنا بما وقر في قلوبنا، و النية مقرها القلب، و القلب لا يتقيد و لا تكتمل السيطرة عليه، و لذلك سُمّي قلباً لأنه يتقلب. و يقول الرافعي: إنّ الله لا يُعامل إلا بالنية ولا يُكتب في سجل الحسنات إلا الأرقام القلبية . و النية: التوجه الروحي و الحضور القلبي عند مباشرة أي عمل، و ليست النية طلباً للأجر، و لكن طلباً للمرضاة و القرب. النية استحضار القلب في اللحظة الآنية، وخلاصة ما يميز أصحاب النوايا: عمل ما يجب بحب. قال الله تعالى: (منكم من يريد الد

محركات الإرادة – ثامن يوم إرادة

تتحرك الإرادة في حالة وجود قضية يؤمن بها صاحب الإرادة، أو في حالة وجود مواعيد لإتمام المهام أو الأهداف، أو أن يحيط الإنسان نفسه بأصحاب إرادة فذة. ثلاثية تحرك الإرادة و تلهبها. أن تعيش لقضية يعني أن تبذل الغالي و الرخيص في سبيلها، تشغل فؤادك و لبك و قلبك و تملئ عليك وقتك عملاً و هماً و أملاً و تخطيطاً و تدبيراً و رسم للمستقبل، قضيتنا نحن المسلمين تتمثل في نشر التوحيد للناس، من خلال تمثيل الدين على أحسن وجه، و أن نكون نماذج جذابة لمن يرانا و يتعامل معنا، قضيتنا أن يسود السلام العالم بنشر قيم الدين السمحة، قضيتنا أن نخفف معاناة الناس و نحسن جودة حياتهم من خلال تعاليم الدين التي توصي كل إنسان على أخيه الإنسان أن لا يظلمه و لا يبغي عليه و لا يخونه و لا يغشه و لا يكذب عليه، قضيتنا أن ينتشر الحق و تتحقق العدالة و يحظى كل إنسان بحريته التي كفلها له الدين و الله. و كيف تتحرك إرادة من لا قضية له. و العيش ضمن خطط عمل قصيرة و طويلة المدى و وضع أهداف مزمنة لتحقيقها، يضغط على الإنسان لتتحرك إرادته في استثمار وقته و جهده و طاقته في أداء ما عليه من مهام موصلة لأهدافه، إن العيش من غير هدف يعني

سجن الهوية

  سجن الهوية عندما كنت صغيراً تعلقت كثيراً برياضة كرة القدم، خصصت لها الوقت الطويل والجهد الكبير، حتى أني في ذات مرة رأيت أرض واسعة مفتوحة فيها العديد من الأحجار والنفايات والأشواك، فقمت بتجهيزها وتنظيفها لأيام طويلة لتصبح مناسبة للعب مباراة كرة قدم لفريق كامل، أصبحت هذه الأرض ملعباً لفترة وجيزة لبعض الشباب ولم أستطع أن ألعب فيها إلا مباراة واحدة، اليوم هذه الأرض الشاسعة تحوي بيتاً واسعاً وفخماً. كنت أفكر بكرة القدم وأشعر بها وأحلم بارتداء أحذية وملابس المشاهير من اللاعبين آنذاك مثل مارادونا وروماريو ورونالدوا والكابتن ماجد والكابتن رابح، إلا أنني بالحقيقة لم أكن أُحسن ممارسة كرة القدم، ومرات قليلة هي التي لعبت فيها مباريات كاملة، والذكرى الوحيدة المتبقية لي منها هي الركلة الشديدة التي تلقيتها على وجهي من أحد الشباب الذي مصادفةً رأيته قبل يومين بينما أنا أنفذ برنامج تدريبي في أحد الأماكن المخصصة لرعاية المناسبات.. ذكرت هذه القصة بعد رؤيتي لذلك الشخص وأنا أمارس مهنة التدريب. كان هناك سؤال واحد منعني من غض الطرف عن ممارسة الرياضة التي كنت فاشل فيها؛ السؤال هو "إذا لم أكن لاع