نادراً ما نقع في مشكلة مع الإحسان لأننا بالغنا وأفرطنا في تقديمه لمن لا يستحق (خاصة في الإحسان عند حالة العشق)
لكن خارج إطار العشق لن تندم أبداً على إحسان قدمته. ولن تصيبك مقولة (اتَّقِ
شَرَّ مَنْ أَحْسَنْتَ إِلَيْهِ) إلا إذا عشقت لئيماً وأكرمته بالحب.
كل يوم لدينا فرصة لنصبح نسخة أفضل
من أنفسنا، والإحسان يساعدنا في ذلك، ويساعدنا في منح الناس فرصة ليصبحوا أفضل
أيضاً، وفي المقابل من أحسنت إليهم سيقدمون إحساناً لغيرهم أيضاً، وتدور عجلة الإحسان
في المجتمع حتى تصل إليك مرة أخرى.
الكثير يعتقد أن تَخْبِئَة الخيرات
يجعلها تنمو، ويشكو العديد من أهل الوفرة أن ما لديه لا يكفي، فيحرم غيره من فضل
وافر، ويخفى على هؤلاء أنهم بذلك يحرمون المجتمع من فضيلة التكافل التي تحفظ حق
المساعدة عندما تتكالب الأزمات على المجتمع الذي يعيشون فيه.
في اللحظات الصعبة التي نعتقد فيها
أنه لا يجب أن ننفق مما لدينا، غالباً ما تكون هي أكثر اللحظات التي يجب أن نتعامل
بها بسخاء مع من يحتاج، تدور الحياة على الجميع ورأينا أثرياء كُثر سقطوا في قاع
الفقر لم ينجدهم إلا إحسانهم القديم للمحتاجين في مجتمعاتهم.
إِسْتَبانَ مع الوقت أن الأزمات تظهر
حقيقة القيم والأخلاق التي تحملها المجتمعات، وللأسف أن حدة التنافس تحتدم إِبَّانَ
الأزمات في مضاعفة الثروات بواسطة استغلال حاجات الناس، في الوقت الذي كان أجدر
بهم أن يتنافسوا على تنفيس كربهم وتَنْحِيَة العُسْرَة.
تعليقات
إرسال تعليق