لماذا يجب عليك أن تعيش غريباً؟
قال لي ابني، كل الأطفال لديهم هواتف
ذكية ويلعبون بوبجي.
يا بُني الكثرة ليست دليل على
الصواب، سوف تجد صنوف كثيرة من الناس تكذب وتخون وتعبث بالمبادئ والقيم مقابل
مصالح تافهة وأحياناً مقابل مُتّع رخيصة، كثير من الناس يبيعون أنفسهم بثمنٍ بخس
في سبيل القليل من المال أو الحظوة لدى الكبار، كثير من الناس لا تحفظ وداً ولا
عهداً، كثير من الناس تمارس العنصرية بحق الضعفاء بمجرد الشعور بأي تفوق حتى وإن
كان بمزايا لم تكتسبها بجهدها، وأحياناً يتفاخرون بعيوبهم وبعض النقص الذي فيهم.
بُنّي كثير من الناس رأت القاتل يذبح
المظلوم ويحرقه فصفقت له، وباركت له فعلته. وكثير منهم ضد الحق وضد الخير وضد
العلم وضد السلام وضد الصدق، مع الطغاة ضد المظلومين (وهم منهم).
هناك الكثير من العِبّر التي يمكن أن
تتعلمها من خلال النظر إلى حياة الناس، لكن لا يصح أن تجعلها قيماً تحتكم إليها أو
أن تجعلهم بوصلة تسترشد بها، فكثير من الناس تعيش حياة بلا مغزى فقط استمرار في
الحياة غريزياً.
بُنّي الأغلبية لا تمثل الحق ولا
تناصره، الكل قلّد البعض منهم، والجزء قلّد الكل، مزيج من التقليد الأعمى للاوعي
والا فكرة، والمطلوب أن تمتلك شجاعة عاطفية كبيرة للاختلاف عنهم ليس طلباً للتميز
ولكن حرصاً على الحقيقة والصواب، فأكثرهم لا يعلمون ولا يؤمنون وللحق كارهون.
إذا أردت أن تصنع حياة المعنى فابحث
عن الانسجام مع الحق (والمبادئ) وليس مع الناس.
تعليقات
إرسال تعليق