نتفاعل و تنشرح صدورنا حينما يبدأ احدنا
بانتقاد الغير و ذكر نقائصه و نشتعل غضباً إذا قيل ذاك فينا ... نحن ظالمون في
الهجاء نجحد حق غيرنا بذكر المحاسن و لا نتقن سوى كيل التهم على من لا يروق لنا
.... نحب فنعدد محاسن الحبيب و فضائله و إذا بدر منه ما لا يوافق هوانا فيه انقلب
مديحنا له إلى ذم قاسي يحيله إلى شيطان مارد بعد إن كان ملاك مقرب.... دائما
الإنسان البعيد اقرب إلى ذكرنا الحسن من الشخص القريب الذي وقعت نظراتنا على
أخطائه التي ولدها الاحتكاك المباشر و ذاك البعيد له أخطاء لكن لا نراها لبعده عن
عيوننا... ذاتي مقدسة لا يقترب إليها إلا من كان مادحاً و الناقد سيجد سور يمنع
وصوله إلى حديقة القلب... و قد يكون المادح كاره و الناقد محب...
المناصب قد تمنحك شعور بالتضخم الذاتي الذي
يفسد فيك معاني التواضع فتصبح متكبر منبوذ... الخواء الروحي يدفعك لاستمداد قيمة
نفسك من المنصب أو السيارة أو جهاز تلفون فتصبح شيء لا أكثر... نرتدي ساعات ثمينة
و الوقت لا قيمة له عندنا ... نرتدي نظارات لنحسن صورة ما نراه بعيوننا و لا نفكر
أن نضع نظارات للقلوب لتحسين صورة الآخرين...
نكافح جهلنا بالتفلسف و الثرثرة و ليس بالصمت
و البحث و التعلم... نتحدث عن أنفسنا و انجازاتنا بافتخار و نتحدث عن غيرنا و
انجازاتهم باحتقار لنداري سوءاتنا بالنقد المريح... هناك من يغلف حقده بثناء ساخر
و هناك من يقدم حبه بنقد جارح... و هناك من يطبب جراح فشله بنقد ناعم لجهودك و
محاولاتك.... الصديق من يهب لك حياة فوق حياتك و العدو هو من يريد سلبك حياتك... و
يصبح كل صديق عدو إذا رأي فيك ما يميزك عنه ... الحياة مدرسة لا يتعلم فيها الحمقى
لأنهم لا يتوقعون أن لهم أخطاء تحتاج إلى تصحيح و إلى عيوب تحتاج إلى تهذيب.
يا رب اجعل حبك ربيع قلوبنا.
تعليقات
إرسال تعليق