للناس مذاهب فيما
يسعدهم و يمتعهم و لكن هناك أمور يشترك فيها جميع الناس خاصة إذا ارتبطت هذه
الأمور بالروح: مستودع أسرار الخالق و ابداعه.
و مما لا شك فيه أن
للروح مسرات كما أن للجسد مسرات و لكن ما يمايز بين تلك المسرات هو أن مسرات الروح
لها عمق في الاحساس و تتسم بالديمومة بينما مسرات الجسد مؤقتة و مشروطة الوجود،
مثلاً أنت لا تشعر بلذة الطعام الا اثناء تناولك له و عند الانتهاء منه تزول
اللذة، بينما متع الروح تتسم بالديمومة و الشعور الطويل بالرضا و الهناء و
الاكتفاء.
و من مصادر المتعة
الروحية
سلامة الضمير فإن
الانسان الآثم كثير القلق و الخوف فهو يشعر أن هناك عاقبة أليمة للأخطاء التي
ارتكبها و ما يزيد عذابه علاوة على ذلك الشعور بالقلق و الخوف هو أنه يجهل توقيت و
شكل العقاب الذي يستحقه، و الزمن إن طال أو قصر فلابد أن يجني الانسان ثمار عمله
ساءت أو حسنت.
و من أهم مصادر المتع
الروحية هو أن يسعى الانسان في ادخال السرور على قلوب الناس و السعي في تيسير
مصالحهم و نوال حقوقهم، إن الانسان الذي يسعده السرور الذي أدخله بقلوب الناس بدعم
مالي أو معنوي يجد من الحبور و البهجة الروحية أضعاف ما يجده ذلك الذي يحاول أن
يبهج نفسه بالأخذ.
و الحب قمة العطاء و
إن أكثر ما يحتاجه الناس هو أن يشعروا بوجودهم وأنهم ذو قيمة و مرحب بهم.
تجليات الذكر و
التونس بمناجاة الخالق عز وجل يبهج الروح و لو اقتص المؤمن من كل ساعة خمس دقائق
ليتوقف عن كل شيء و يذكر ربه حباً و شوقاً لتذوق بذلك لذة الحب فالمحب دائم الذكر
للمحبوب و الذكر من علامات الشوق لله عز وجل و لا يكون الذكر ذو أثر إلا إن كان بالقلب
قبل اللسان و استحضار الوجدان عن التهليل و التسبيح و التمجيد و الحمد و الثناء.
استحضار النية عند
الطموح دنيوي كان أو أخروي فالإنسان إذا وثق أن أجر جهده و عمله ثابت له أخفق أو
نجح في تحصيل مقصوده الشريف سكن و ابتهج، فالمسلم إذا نوى الخير و حققه كتب له أجران أجر النية و أجر العمل و
إن أخفق كتب له أجر النية و هو في كل الاحوال رابح بنيته الطيبة.
إن المتع الروحية
دائمة و عديدة المصادر و ليس لها نفاد و هي أصل السعادة و الحياة الهانئة التي
ينشدها الانسان في وجوده.
تعليقات
إرسال تعليق