لا ينبغي أن نجعل من
شهر العبادة ذريعة للقصور المهني و الإنتاجي و تدمير العلاقات المهنية , شرّع الله
تعالى الصيام لتنقية الروح و تصفية الإنسان من وطأة الطعام المباح فيغدو خفيفاً
ليزيد نشاطه و يتصفى جسده من الدهون و قلبه من الذنوب و الضغائن
المشكلة ليست في
الصيام نفسه كما هي في إدراك الصائم و فهمه للصيام , اثبتت الدراسات الطبية ان
حركة الصائم و نشاطه صباحاً تزيد من قدرة الجسم على حرق الدهون و تصفيته من السموم
.
إن للحركة والعمل
والنشاط أثناء الصيام في الأشخاص الأصحاء فوائد عظيمة.. جسدية (فسيولوجية) وعقلية
وروحية، فمن الفوائد الجسدية أن الصيام الإسلامي يساعد على التخلص من سموم الجسم
وتحريك و حرق المخزون الدهني، إضافة إلى تنشيط عمل بعض الوظائف التي قد تكون خاملة
طوال العام، كما يحقق الراحة لبعض أعضاء الجسم التي تعمل طوال العام بدون راحة مثل
الجهاز الهضمي المعدة والأمعاء.
والنوم والكسل
والخمول أثناء النهار تعطل هذه الفوائد وتعطي الجسم إشارات خاطئة تؤدي إلى استهلاك
الطاقات في صناعة البروتينات بدلا من إبقائها في صورة قابلة للاستعمال السريع
ومتاحة للصائم للاستفادة بها أثناء صيامه، كما يبقى المخزون الدهني والسموم كما
هما في الجسم.
و من الحقائق المؤلمة أنه تنخفض انتاجية الصائم كما اشارت بعض الدراسات
الى 50 % و ذلك بسبب تخفيض ساعات الدوام و ثانياً بسبب القناعة الخاطئة انه يجب
على الصائم ان لا يُجهد نفسه بالتفكير و العمل الشاق و كما ذكرنا سابقاً ان الصيام
يساعد على النشاط و خفة الحركة و قوة التركيز و ذلك بسبب تخفيف العبء على الجسد في
عملية هضم الطعام , و كيف للصائم ان يحصل على اجر الصيام التام و هو لم يؤدي
واجباته كما هي عليه و جعل من عبادته سبب للخمول و الكسل , إن الاجر الوافي التام
لا يحصل عليه من قضى نهاره مسترخياً تاركاً مسئولياته , ان الله يُحب العامل
النشيط المجتهد و إن المسلم الذي يقضي يومه نائما غير عامل وغير ممارس لحياته
اليومية بكل ما فيها من اختبارات وتحديات وعراقيل يفوته أحد أهم مقاصد الصيام وهو
تحقيق التقوى وكسر الشهوات بكل صورها والتحكم في الجوارح.
يارب بارك لنا بخطواتنا و اجعل لنا في كل حركة بركة.
تعليقات
إرسال تعليق