المشاعر تمثل الحالة
النفسية التي تعتريك من سعادة و بؤس و فرح و حزن، و العجيب أن العلم يؤكد أن
الظروف الخارجية و الأحداث لا تشكل لنا مشاعرنا بقدر ما يؤثر فيها وجداننا، و هذا
يؤكد على حقيقة أنك أنت المسئول الأول و الأخير عن سعادتك و تعاستك.
وجرب أن ترتهن مشاعرك
لأحداث خارجية مثلاً تحدث نفسك سوف أكون سعيد في حال حصلت على الشيء الفلاني و قد
تحصل أنت على هذا الشيء و لا يعتريك أي شعور سعادة. لهذا نقول أن المشاعر لا تكون
أبداً نتيجة لظروف خارجية و لكن لوجدان داخلي و نوازع الروح الخفية.
فلو أحاطت بك الكروب
و المدلهمات و النكبات و الأزمات و المصائب و النوائب فإنه بإمكانك أن تشعر
بالهناء ! نعم يمكنك ذلك.
المشاعر جزء من ذاتك
بحلوها و مرها و لديك القدرة على السيطرة عليها في حالة واحدة فقط، إذا استعطت ان
تسيطر على حالتك الذهنية و بمسمى آخر (المزاج).
المشاعر السلبية قد
تجتاحك نتيجة لمرورك بتجربة ما و تتعلم منها لكن إن تحولت هذه المشاعر لتصنع حالتك
الذهنية بشكل سلبي فأنت هنا في مشكلة.
مثلاً قد يجرحك موقف
ما من زميلك و تغضب منه و هذا شيء طبيعي لكن أن يتحول هذا السلوك إلى حالة من
العدائية و الكره ... فهنا تكمن المشكلة.
و قد تحدث لك مصيبة و
يصيبك الحزن و لكن بيديك القرار بعدم الاسترسال مع هذا الحزن و تمكينه من السيطرة
على مزاجك.
و للتفريق بين الشعور
و المزاج كما يقول الدكتور طارق السويدان:
(الحزن شعور بينما
الاكتئاب مزاج، الفرح شعور بينما الاطمئنان مزاج، الغضب شعور بينما الكراهية مزاج،
أن تحسد شعور بينما أن تغبط مزاج، الخجل شعور بينما الحياء مزاج، الأمل شعور بينما
التفاؤل حالة، الخوف شعور بينما اليأس مزاج، التسليم شعور بينما الإيمان مزاج.
هل عرفتم الفرق؟
المشاعر الجيدة والسيئة تحدث لنا شئنا أم أبينا، وسيطرتنا عليها موجودة لكنها
محدودة جداً، وهي تُشكِّل نظراتنا الحسنة والسيئة للحياة إلا إذا كانت لنا حالة
ذهنية أقوى من هذه المشاعر، بينما الحالات الذهنية نحن نختارها، ونستطيع السيطرة
عليها وتنميتها وتغييرها، وفِي العادة تستمر بشكل دائم أو لفترات طويلة!)
يعني هذا قد تنتابك
مشاعر حزن و مرارة و لكن بمقدورك من خلال التحكم بحالتك الذهنية ( مزاجك) أن لا
تحيل هذه المشاعر إلى سلوك بؤس و سخط.
و المؤمن قد يحزن على
الحرمان من نعمة و هذا شيء طبيعي و الغير طبيعي أن يتحول هذا الشعور إلى حالة من
السخط و الاعتراض على قدر الله و حكمته.
و السلوك تؤثر فيه
المشاعر و الحالات الذهنية و ليس التفكير.
و الانسان إذا عرف
نفسه أكثر أصبح أكثر لياقة في رعاية مشاعره و صناعة مزاج حسن يساعده على العيش في
حالة من السلام الداخلي رغم اضطراب الظروف المعيشية الخارجية.
اللهم أنت السلام و
منك السلام فارزقنا راحة القلب و سكينة الروح و صفاء الوجدان.
تعليقات
إرسال تعليق