إن المتأمل في الحياة
التي نعيشها يدرك أنها قائمة على خمسة أركان:
العافية و السلامة –
المورد المالي – العلاقات مع البشر – توفر شروط الاستمرارية – النمو و الشعور
بالوجود
و كل إنسان معرض
للابتلاء مادام يحيا على وجه هذه الأرض (هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيّكم
أحسن عملاً) فكل ما في الحياة من خير و شر و نعيم و بؤس ابتلاء (ليبلوكم بالخير
والشرّ فتنة) .
و دعونا نركز قليلاً
لدقة التفصيل هنا :
الله يمد الانسان
بالإمكانات و القدرات التي تؤهله لتأدية دوره الوجودي و لن يحاسب الله الانسان
الذي تعرض من البلاء ما لا يطيق، و هذا نادراً ما يحدث و هناك بحدود سبع آيات في
القرآن تؤكد على أن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها.
فغالباً يمنح الله
عباده كل الادوات التي تمكنهم من تجاوز هذا الابتلاء و بتفوق، فما الذي يحدث ؟
الذي يحدث أن سوء
استخدام الموارد و القصور في بذل الوسع و الطاقة هو الذي يتسبب بحدوث الانتكاسات و
الاخفاقات، و لو أن الإنسان بذل ما بوسعه فإنه قادر على النجاح في البلاء و
بامتياز أيضاً .
و أعدى أعداء الانسان
الهوى و الجهل، فلو أن الانسان وعى جيداً فكرة أن الحياة الدنيا فانية و ما هي إلا
محل اختبار لما اتبع هواه و غوى في طلب الراحة و الانغماس في الملذات الملهية.
و تتحسن جودة حياة
الانسان من خلال حسن ادارته للعناصر الخمسة القائمة عليها حياة الانسان.
فالعافية الجسدية و
السلامة النفسية تحفظ للإنسان وجوده .
و المورد المالي
الكافي يؤمن له حياة كريمة
و العلاقات الصحية من
أهم أسباب الهناء المعيشي.
و توفر شروط
الاستمرارية من زواج و انجاب و توفر مسكن و ملبس و طعام و شراب.. فلا أقسى من أن
يفتقر الانسان لموارد استمراره.
و العنصر الخامس هو
العنصر الذي يفرق بين العظماء و العاديين من البشر فجميع البشر تمتلك علاقات و
مورد مالي و موارد الاستمرار و لكن العظماء وحدهم هم من يسعون للنمو و إثراء
الوجود بإضافات نافعة تنفعهم و تنفع غيرهم.
إن الحياة الهانئة
لها شروطها و إن أنت جودّت أدائك في سباق (أحسن عملا) تناهلها بشرف.
يا رب ارزقنا الحياة
الهانئة
تعليقات
إرسال تعليق