الحياة لها طرائق
تقود إما للسعادة و إما للتعاسة و كل إنسان يسلك الطريق الذي يختار و يصل للمرسى
الذي صوب خطواته نحوه , السعادة غاية البشر و التعاسة ما يخشاها الجميع و حركة
البشر و افعالهم دائما تحدث بدافع الرغبة في السعادة و تجنب التعاسة و خالق
السعادة و التعاسة قد رسم لكل منهما طريق ...
عشت و لم أجد أتعس من
ذلك الذي يبحث عن السعادة بالحرث في أرض الشهوات و الأهواء والانقياد للرغبات
الدنية و الاستسلام لدوافع النفس بالظفر و النوال من زينة الحياة دون النظر
لصوابية الغرف الغير مشروع من نبع غير سليم و غير نظيف .
و من طبيعة الذنوب
انها تجلب بعضها بعضاً و ان الذنب يقود لذنب آخر , الخائن دواعي استمراره في
الخيانة تجبره على الكذب , و السارق حتى يسرق لابد عليه أن يخدع , و الفاسد حتى
يُثمر فساده يجنح للظلم , حتى يجد الانسان نفسه و قد جره ذنبه لارتكاب ذنوب اخرى و
الدوران في حلقة مفرغة من الذنوب لا نهاية لها .
و مأساة الإنسان مع
الذنوب تأتي من الشعور بالعار حيث يجد نفسه منهار أمام مقاومة تيار الإغراءات و
جواذب الشهوات فيسقط سقوطاً لا صوت له و لا يشعر بسقوطه إلا عند ارتطامه في القاع
.
تظل تجاذبك نفسك
لتكرار المآثم التي تظن بها سعادتك و تظل تستسلم لدواعيها حتى تفقد احترامك لنفسك
و تشعر بالمهانة امام ذاتك فتفقد قيمة وجودك و تشعر و كأنك كائن بلا روح و تنسلخ
ذاتك من معاني الإنسان المحترم ذو القيمة.
و ما اقسى ان يخسر
الإنسان نفسه الجميلة التي كانها و لا يغنيه بعدها لو كسب ما كسب فلا شيء يعوضه عن
خسارة أناه .
الروح هي موطن
السعادة و التعاسة , والذنوب و اتباع الشهوات يُنهك الروح و يجعلها أرض بوار و
مرتع خصب للكروب , و تظل جدباء مثل صحراء خاوية إذ ما رويتها من نبع حب الله و
اتباع رضوانه .
الانسان مخلوق بعاطفة
جياشة و العاطفة مهمة لتوازن الوجود و اضفاء روح و نكهة للحياة و للتجاوب مع ما
يجري , و الانسان الخالي من العاطفة ارض جدباء غير صالحة لشيء , نفرح للمسرات و
نُعجب بالُحسن و نمتن للذوقيات السلوكية و ننجذب لجماليات التعامل و نخاف من
الشرور و نحذر من المضرات , و هكذا نحتاج العاطفة حتى نتحرك و نقف و نندفع نحو
الحياة بشجاعة و خوف و نتجاوب مع احداث الحياة بفرح و حزن .. , و تكمن خطورة
العاطفة انها إذا تملكت الإنسان و سيطرت عليه افقدته التوازن في التعامل مع ما
حوله و المشكلة الأكبر التي تُصيب الإنسان إذا الوهم مسك بزمام عاطفته هنا يجد هلاكه
لا محالة .
أهم مكاسب الاستجابة
لأمر الله و اتباع مراضيه هو التصالح مع النفس و الناس و الحياة , أن تعيش حياة
هانئة بلا ضنك و كروب , أن تشعر بروحك و كأنها جنة تنهل من نعيم الفرح أنت و من
يعرفك .
ويح من خالف أمر ربه
و مضى بدرب العصيان و الله لتجدنه أتعس خلق الله و لو كان مسلم , و من اطاع درب
الصلاح و سنن الله في الوجود لتجدنه اسعد خلق الله في الدنيا و لو كان كافر.
تعليقات
إرسال تعليق