يغضب بشدة لأتفه الأسباب .... يصرخ , يكسر ,
يرمي , يؤذي نفسه و الدمع جرار على خده ... تلقاه بابتسامة و يبتسم لك و تجده في
حالة جيدة , و أثناء الحديث تتلفظ بكلمة تراها عادية و لكن تصيب قلبه كسهم فيثور و
لا يهداً ... بركان هائج يتلاطم في أعماقه ... الغضب داء خبيث يصيب الإنسان
المضطرب , ضجيج بالقلب شديد و فوضى في الذات و اضطرابات في الأعماق تحتاج فقط
لمؤثر خارجي بسيط حتى تتفجر براكين الغضب . كما قال الرافعي من الحماقة أن ترتب
العالم من حولك و تترك الفوضى في قلبك ... الفوضى هي أحد أسباب الغضب ... الغضب
الذي تخسر معه الكثير و تؤذي نفسك أيضاً قبل الآخرين .
عرفت بحياتي بشر جيدين يحققون نتائج متميزة ,
و بشر ممتازين عاجزون عن تحقيق نتائج جيدة , الذات المنكسرة الموجوعة التي تفتقر
للشعور بأهمية كيانها و قيمة وجودها ... هذه الذات تظل على الهامش تخشى النور و
الظهور لأنها تخشى على انكساراتها أن تظهر و تخشى على جروحها أن تبرز ... الجميع
لديه إخفاقات و انتكاسات و لست وحدك في ذلك ... لكنك بالغت في ردة فعلك في التعامل
مع هذه الإخفاقات الحتمية .. تنظر لها كواقع لا يزول ... جزء من الوجود الحتمي ...
جزء من تركيبة النفس ... و هي ليست كذلك ... الذات المنكسرة المفتقرة للتقدير
الذاتي سهلة الغضب سريعة الانكسار .
في الروح حاجة لا تملأها كنوز الدنيا و ما
فيها من مال و ثروة , الروح سر قدسي لا يعلم خافيها إلا خالقها ... هي ذو خلجات
غيبية تنمو بالسر و تبهت بالسر ... حياة الروح بالحب ... حب الخالق ... حب الكون
... حب الخلق ... و حب الذات ... حاجة الروح للحب و الإيمان دائمة و لا حد لها ...
روح تخلو من الحب هي روح تعاني من مجاعة و فاقة و فقر ... تعيش مضطربة و منكسرة
... تعيش بلا حياة .
يا رب رمم ذواتنا بحبك .
تعليقات
إرسال تعليق