أبرز تحدي واجهته بعد نشري لكتابي الثالث (ميزة تنافسية شخصية) هو الاستمرارية في
تقديم كتاب لاحق بنفس الجودة و أفضل، و فكرت في الالتحاق بدورة تدريبية عن
التأليف، و فعلاً كان لها تأثير السحر بالنسبة لي، تعلمت تقنيات جديرة بالاستخدام. و
تعلمت أن الموهبة تموت إذا أحس الانسان بالاكتفاء و رضى بمستواه.
إن الشعور بالحاجة إلى التحسن و بذل جهد في
ذلك كفيل بأن يعيد ولادة الإنسان من جديد، فالإنسان عندما يقرر أن يتحسن و يتغير
إلى الأفضل و كأنه يجعلها تخضع إلى عملية ولادة جديدة، يتخلص بها من علائق ذاته
القديمة و الغير نافعة، و يضيف لذاته قدرات و مهارات تجدد عهده بالنجاح.
الصعوبة ليس في تحقيق انجاز عظيم في الحياة، و
لكن في الاستمرارية في تقديم انجاز تلو الانجاز، و هذا التحدي يتطلب اخضاع النفس
لعملية تطوير و تعليم مستمرة لا تتوقف. و خير نموذج للتطور المستمر نراه ماثلاً
بشخصية الدكتور طارق السويدان، الذي يقدم في كل اطروحاته معرفة جديدة متناسبة مع
الوضع، لم يركن إلى العلم الذي كسبه سابقاً، و المتابع له سوف يدرك ما أعنيه.
و أتذكر أنه طلب مني تقديم دورة في مجال تخصصي
و من ضمن المشاركين في الدورة متخصصة ذكية و قد حضرت لي دورة سابقة، شكل حضورها
تحدي كبير لي خاصة أنها تفضلت بالسؤال عن المحتوى هل هو مكرر أو حديث؟
تجرأت و قلت محتوى جديد كلياً.
هذا الجواب كلفني الكثير من الجهد و الوقت
للتحضير للدورة الجديدة التي تتطلب مني أن أقدم العلم بمحتوى جديد، و الحمد لله
عند الانتهاء من الدورة سألتها هل هناك تكرر مع محتوى الدورة السابق؟ أجابت بلا.
الاستمرار بتجديد الذات و المعرفة و المهارات
ليس هيناً و لكنه قادر على المدى البعيد على صناعة شخصية متفوقة مواكبة للوقت و
متغيرة معه.
يا رب.. وكُل نَفَسٍ يُقرِبني إليك.. وكل
صباحٍ أستفتِحُ فيه بذكرك؛ امنحني القُوةَ أنْ لا تتعثَّرَ خُطايَ في مسيري إليكَ.
تعليقات
إرسال تعليق