و لأن البدايات
دائماً صعبة يجنح الإنسان إلى التأجيل و التسويف كهروب من عواقب البدايات المتمثلة
بالشعور بعدم الراحة و القلق، و قد يصل الأمر أحياناً إلى الشعور بألم حقيقي عند
التفكير ببدايات المهام. عندما تفكر
بقراءة كتاب بعد أن تكمل مهامك الوظيفية أو الدراسية سوف تشعر بألم حقيقي، عندما
تفكر أن تذهب إلى ممارسة الرياضة مساءً تشعر بألم حقيقي، عندما تفكر في الشروع في
المذاكرة تشعر بألم حقيقي، أنا لا أمزح دراسات عديدة أكدت هذه الحقيقة من خلال وضع
جهاز استشعار على أدمغة مجموعة من البشر و طلب منهم أن يفكروا بالقيام بأداء مهمة
مزعجة وجدوا أن منطقة الألم في دماغ المشاركين في الدراسة أنارت.
لذلك لا تنزعج من
الألم الذي يصيبك أثناء تفكيرك في تأدية الأمور الواجبة و النافعة فهذا الألم دليل
على أنك إنسان طبيعي. و بناءً على ذلك أيضاً لا عجب أن يقع العديد من الناس بإثم
التسويف و التأجيل مراراً و تكراراً و ذلك لأنه لا يوجد إنسان يحب الشعور بالألم.
و المهمة هنا هو أن
تصنع لك إرادة قاهرة تغلب هذا الألم و تعينك على تخطي حواجز البدايات المحرجة. أن
تصل بنفسك إلى المرحلة التي تفكر فيها بالمهام الصعبة و لا تجابه أي مشكلة، و كما نعلم أنها ليست مشكلتنا أن نشعر بألم عند
التفكير بتأدية المهام الصعبة لكنها مسئوليتنا أن نتعلم كيف نتعامل مع هذا التحدي.
أكثر الناس الناجحين
الذين عرفتهم بحياتي يمضون بصرامة نحو تأدية المهام المهمة و الصعبة في حياتهم مع
انفاق وقت قليل في التردد و مقاومة ألم البدايات الصعبة.
هل تعرف ماذا يفعلون
لتجاوز هذا التحدي؟
إنهم فقط يبدأوا في
فعل ما عليهم فعله فور استشعارهم لوجوب تأدية ذلك رغم كل الآلام التي تتماثل
أمامهم فلا شيء أخطر عليهم – حسب وجهة نظرهم - من التسويف.
التركيز على الخطوة
الأولى مهم جداً، البعض يميل للنظر إلى أبعد من ذلك، و بُعد النظر هذا في البدايات
يجعل المهمة مهمات و الخطوة خطوات فتثقل النفس. و يقينياً أن لا عمل سوف ينجز إذا
لم نبادر و نبدأ بإنجازه.
و خفض مستوى التوقعات
إن كانت سلبية أو ايجابية يساعد أيضاً في تخطي حاجز الشروع في العمل، و في كل حال
التوقعات العالية جداً ضارة.
و لا ننسى أن
البدايات المرهقة تفضي إلى نهايات مشرقة.
ربَّ إني أشكو إليك
تلون حالي و توقف سؤالي يا من تعلقت بلطيف كرمه و جميل عوائده.
تعليقات
إرسال تعليق