قيل قديماً: حب
الهوينا يُكسب الذلّ, وحب الكفاية مفتاح العجز.
و الهوينا الحركة
الثقيلة و الرتم البطيء، و الكفاية الاكتفاء و الرضا بالوضع الراهن وعدم الرغبة في
الارتقاء.
التسامي أن يكون لديك
همة عالية تناطح بها ظروف الحياة الصعبة و تصنع لك حياة ترضاها لطموحك و أحلامك.
و مشكلة بعض الشباب
المسلم اليوم أنه يعيش حياته سبهللة لا ناجح في الدنيا و لا فالح في عمل آخرة، و
قد يكون أسباب ذلك ضعف الهمة و تواضعها و الرضا بالحياة العادية و الاكتفاء
بالسلامة و الراحة على تقديم عمل مؤثر يساهم في نهضة الأمة و تحسين حياة الناس.
المسلم مكلف بخلافة و
تعمير و للأسف نرى اليوم همه تحول لهم بهائمي يدور حول ما يأكل و ما يلبس و ما
يشرب، و أقصى إنجاز يحققه الشاب أن يتخرج من الجامعة أو يتزوج.
و قال الإمام
الشافعي: إني لأبغض الرجل أراه مشغول في أمر لا ينفعه في دينه ولا في دنياه.
و اليوم نرى العجب
العجاب في حياة الكثير من الشباب الذي يقضي نفائس وقته في رقاد و لهو و عبث و قليل
من التعليم البسيط،و يجهل الشاب في مقتبل عمره أن وقته أثمن ما يملك.
كيف أكون
عالي الهمة و احقق التسامي:
أولاً بالتعليم
الذاتي: اكمال الدراسة حتى الوصول للدكتوراه، في الماضي كان لشهادة البكالوريوس
قيمة في السوق المهني و غالباً من يمتلكها يحصل على وظيفة، اليوم شهادة الماجستير
قيمتها مثل قيمة الشهادة الثانوية في الوقت الفائت. و يدخل من ضمن التعليم القراءة
الهادفة و ليس قراءة المتعة و التسلية، و يدخل أيضاً الاستماع للمحاضرات و مشاهدة
البرامج التعليمية، و حضور الدورات التدريبية القيمة.
ثانياً: الطموح الملتهب
كن رجلاً رجله في
الثرى وهمه في الثريا، الهمة إذا تعلقت بشيء أقلقت صاحبها و لا تقبل منه المهلة و
لا تمالكه صبره. و ما تقف همة إلا لخساستها، و إلا فمتى علت الهمة فلا تقنع
بالدون.
يقول النبي صلى الله
عليه و سلم : لِكُلِّ عملٍ شِرَّةٌ، ولِكُلِّ شرَّةٍ فَترةٌ. الشرّة: النشاط والهمّة , والفترة: الضعف والانكسار.
طبيعي أن تحصل فترات
خمول للإنسان لكن المهم أن لا تطول و لا بد أن يكون للفتور حد أدنى لا نتجاوزه: عقيدة لا
تنحرف – الفروض لا تترك – و الكبائر لا يقترب منها .
إن عظيم الهمة لا
يقتنع بملء وقته بالطاعات ، وإنما يفكر أن لا تموت حسناته بموته. د. عبد الكريم
بكار
و الإنسان إذا ربط
قلبه بغايته فإنه لا يحتاج إلى تحفيز خارجي.
يقول ابن القيم رحمه
الله: لابد للسالك من همة تسيِّره وترقيه, وعلم يبصِّره ويهديه.
و تذكر وعد الله لك: و
الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا.
اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ مِنَ الهمِّ
والحَزَنِ ، والعَجزِ والكسَلِ ، والجُبنِ والبُخلِ ، وضَلَعِ الدَّينِ ، وغَلبةِ
الرِّجالِ
تعليقات
إرسال تعليق