اللحظات القادمة هي اللحظات
الأكثر أهمية في حياتنا و تساهم بشكل رئيسي في تشكيل الظروف التي نعيشها، و تعتبر
هذه اللحظات غير مدركة و غير واضحة و يصعب الاستعداد لها كونها من المستقبل
المجهول. من المتعارف عليه أن لكل حدث مكونات نجاح خاصة، و اسلوب تصرف ناجح مع حدث
معين لا يعني تناسبه مع حدث آخر، الكثير منا يسعى لأن يستفيد من تجاربه السابقة و
يحاول إعادة تطبيق ما جربه و نجهل أن الوقت يأتي بظروف و مناسبات و متغيرات جديدة
قد لا يتناسب معها التعامل السابق، لذا أول نصيحة أقدمها لك أن تتعامل مع كل حدث
جديد بعقلية جديدة، حاول أن تكتشف الطريقة الأنسب للحدث القادم للتعامل معه بتفوق.
الوقت مستبد، يستهلك الخيارات التي
بحوزتنا كما يستهلك أعمارنا. فيصبح التقاعس هو الخيار المتاح. عندما نجهل ما
الخطوة القادمة فإن التوقف و الانتظار هو العمل الوحيد الذي سوف نقوم به. لكن
علمتنا الحياة أن الذين ينحازون لعمل أي شيء هم الذين سوف يؤثرون على نتائج
الأحداث. و التحرك لفعل شيء ما يصنع فرص جديدة و يفتح أفاق للأمل، لا تطيل الوقوف
و الانتظار، بادر و اعمل شيئاً.
إن الإنسان يعيش في
ابتلاء دائم إن كان منعم أو محروم، و هو
مطالب باجتياز هذا الابتلاء بطريقة سليمة تؤمن له سلامة العواقب، و أكثر اللحظات
صعوبة هي تلك اللحظات التي تحمل عنصر الفجائية و الوفرة، مصيبة مفاجئة أو مصائب
عديدة و هنا يكون الإنسان عرضة للتذمر و السخط و الانهيار، أو ثروة مفاجئة و فرص
استعلاء عديدة فيكون الإنسان هنا معرض للكبر و العبث و الاستعلاء.
لو أعد الإنسان نفسه
للحظة القادمة و أدرك عاقبته و عاقبة ما يفعله فسوف يعرف كيف يتصرف إزاء كل ابتلاء
يعترضه.
اللَّهمَّ يا واجب
الوُجوب، و يا واهب الخَيْر و الجود أفِضْ علَيْنا أنْوار رحْمتك، و يسِّر لنا
الوُصول إلى كمال معْرفتك.
تعليقات
إرسال تعليق