يسعى الشيطان في معركته مع الإنسان إلى تدمير
قوى إرادته و هذه المعركة سماها إمامنا ابن قيم الجوزية: معركة المراغمة، و الذي
يسعى فيها الشيطان ليمرغ أنف الإنسان في التراب بعدة جولات أو ينتصر الإنسان في
المعركة و يمرغ أنف الشيطان في التراب.
أول جولة في المعركة يخوضها الشيطان ليرغم أنف
الإنسان في التراب في دفعه للشرك بالله أو الكفر به أو من خلال تعظيم أشياء أخرى
في قلبه غير الله، و تسمى جولة صفاء
التوحيد، و الجولة الثانية تتمثل في إدخال البدع في الدين و خاصة البدع التي تمس
العقيدة، الجولة الثالثة و تسمى جولة الكبائر و الكبائر نوعين: النوع الأول هو ترك
ما اجتمع عليه علماء الأمة من فروض كالصلاة والصيام الزكاة، النوع الثاني: فعل ما
اجتمع عليه علماء الأمة أنها من الكبائر و المتمثلة بالسبع الموبقات. و ينتصر الشيطان على الإنسان و يمرغ أنفه إذا
ترك المسلم الصلاة أو حتى بعض الصلوات منها كصلاة الفجر، تأخير أو ترك الصلاة حتى
يخرج وقتها عمداً كبيرة من الكبائر. فإذا انتصر المسلم بهذه الجولة لا يتركه
الشيطان، يأتي إليه بالجولة الرابعة و هي جولة الإكثار من الصغائر. و الصغائر مهما
كثرت يغفرها الله عز وجل. و في هذه الجولة تتقلص فرص انتصار الشيطان لكن هناك
خطورة في هذه الجولة على المسلم، و هذه الخطورة تتمثل في انغماس الإنسان في
الصغائر حتى يسهل عليه ارتكاب الكبائر و الصغائر بوابة للكبائر. و الجولة التي
تليها جولة الاكثار من المباحات و هي الجولة الخامسة و إكثار المسلم من المباحات يعلق
قلبه في الدنيا. و الجولة الأخيرة يجعلك فيها تقدم المفضول على الأفضل أي أنه يجعلك
تباشر الأعمال التي أجرها أقل و ترك الأعمال التي أجرها أكثر.
كانت هذه جولاتنا في معركة المراغمة مع عدونا
الأول فإما نمرغ أنفه أو يمرغ أنفونا.
اللهم إني أعوذ بك من
شر نفسي وشر الشيطان وشركه
تعليقات
إرسال تعليق