قوة الإرادة تعني أن
تعيش الحياة بالأسلوب الصعب: اتخاذ المسار الأصعب في دروبها و مقاومة الإغراءات و
الاشباع الفوري، من أجل الحصول و الوصول إلى الغايات الأجمل و الأكمل في نهاية
المسار.
(وَلَوْ أَرَادُوا
الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً).
تقرر هذه الآية حقيقة
تغيب عن بعض البشر و التي مفادها أنه لا يمكنك إنجاز أي عمل إلا بتوافر إرادة قوية
تدفعك و بقوة إليه، و بالطبع إلى جانب الإرادة يتطلب وجود قدرة أيضاً.
و لكن أيهما أعظم
أهمية؟
فكر في شخص ضعيف
الإرادة، عندما يواجه تحدي اختيار عمل ثقيل لكنه نافع و عمل خفيف لكنه تافه، على
الفور سوف يفضل التفاهة دون أدنى شك. لن يجنح هذا الإنسان لفعل الأشياء الصعبة لأن
إرادته خائرة و قيمه الأساسية في الحياة تتمحور حول الشعور بالراحة.
و تحدث د. عبد الكريم
بكار عن الإرادة بوصف جميل:
زماننا زمان الرفاهية
والخيارات المتعددة في كل مجال، وهو أيضاً زمان التعب والانضباط الذاتي ، وفي خضم
كل هذا نجد من يحقق العديد من المنجزات مع قلة إمكاناته، كما أننا نجد من يملك
الكثير من الفرص لكنه في وضعيته العامة أقل من إنسان عادي، وهذا في نظري يعود إلى
شيء جوهري هو أن الذي يرقى بالناس في معارج الكمال، ويجعل من بعضهم أشخاصاً
استثنائيين ليس القدرات والإمكانات والظروف المواتية وإنما صلابة الإرادة وقوة
العزيمة والتصميم.
نحن نحتاج الإرادة من
أجل نقطة الانطلاق نحو الإنجاز أو تنفيذ العمل الصعب، و من ثم نحتاج إلى الانضباط
لضمان استمراريتنا في تنفيذ العمل و الوصول إلى الإنجاز المنشود.
و لذلك نقول أن
المشكلة الرئيسية التي تسبب الفشل ليس الافتقار للإمكانات و الظروف السانحة و لكن
ضعف الإرادة لدى الإنسان.
عندما تعطيك الحياة
ضربة غير متوقعة، فلن تستطيع أن تتعامل معها إذا كنت غير معتاد على مجابهة
الصعوبات و المشاق في وقتك الذي مضى.
اللهم إني أسألك
الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد.
تعليقات
إرسال تعليق