عندما نرى إنسان منظم
ذاتياً و مسيطر إلى حد ما على تصرفاته نقول في أنفسنا ليتنا نمتلك مثل إرادته و
انضباطه الذاتي، و نشعر و كأنه ولد بهذه الميزة و الخصائص، و لكن العلم يؤكد لنا
أن الانضباط الذاتي وليد التعليم و التمرس و ليس هبة لازمت ولادتك.
و العديد من الناس
كما هو واضح لا يعرفون كيف يطورون من هذه الميزة، و تشير العديد من الدراسات إلى
أن الافتقار للانضباط الذاتي أحد أهم عوائق تحقيق الحياة الطيبة.
و كما يؤكد العلم أن
الطريقة الوحيدة لتطوير ملكة الانضباط الذاتي هو من خلال الممارسات المقصودة و
المستمرة، و لهذه الممارسات صعوبتها و تأخذ وقتها و لها ثمنها فلا شيء في الحياة
مجاناً.
و كمدخل لتطوير ملكة
الانضباط الذاتي على الإنسان أن يتعرف على نقاط ضعفه جيداً، قد يعاني المرء من ضعف
في مقاومة الاغراءات التي تفاجئه، أو يستسلم للضغوط الخارجية سريعاً و لا يستطيع
أن يقاوم ما تفرضه الظروف عليه، أو قد يكون قصوره في جهله و عدم ادراكه للخطوات
اللازمة للتغير و التحسين أو طيبته الزائدة فلا يستطيع أن يوازن بين واجباته و
طلبات الناس، في الأخير على الإنسان أن يدرك ما هي نقاط ضعفه التي تعيق وصوله إلى
تعزيز ملكة الانضباط الذاتي و يحاول أن يعالجها.
و تالياً لذلك على
الإنسان أن يحدد رؤية واضحة للحال الذي يريد أن يصل إليه بالانضباط الذاتي، بعض
الأشخاص يضعون رؤية مبالغ فيها و غير واقعية و مثالية أيضاً فلا يستطيعون الوصول
إليها، على كل أنسان أن يفهم ذاته و يعرف حدودها و طاقتها و يضع لها رؤية ملائمة
لما تطيق.
و من الطبيعي أن
الإنسان يتفادى المنغصات قدر ما يستطيع و لكن محاولة إزاحة و إزالة كل المنغصات
يفوق قدرة الإنسان و يجعله غير قادر على تحمل الضغوط و الضيق الناتج عن محاولات
الإزاحة تلك. لا ضير أن يتقبل الإنسان وجود بعض هذه المنغصات في حياته، و عليه
أيضاً أن يتدرب على تقبل تحمل مشاعر غير مريحة أثنا محاولة تحسين مستوى انضباطه
الذاتي، و من هذه المشاعر الملل و التعب
الضيق و الحزن.
و في الأخير عليه أن
يتذكر المنافع الكبيرة التي سوف يجنيها من
الانضباط الذاتي فذلك سوف يساعده على تحمل المشاق المختلفة.
اللهم إني أشكو إليك
ضعف قوتي و قلة حيلتي و هواني على نفسي و أنت رب المستضعفين.
تعليقات
إرسال تعليق