الانضباط الذاتي: القدرة على التحكم في
المشاعر و التغلب على نقاط الضعف، و القدرة على الاستمرارية في فعل ما يعتقد
صواباً و حقاً رغم اغراءات و ضغوطات التخلي عن الفعل.
و دقق في هذه الكلمتين: أن تفعل ما تعتقد بصوابه،
لا ما يغريك و لا ما يدفعك إليه الهوى أو ضغط الناس و اغراءات الطريق.
الانضباط أن تستمر بعمل ما يجب عليك عمله دون
هوادة و تراخي، الكثير من الناس لا يكملون الأعمال التي يقومون بها و لا يستمرون
حتى تمام الانجاز.
عند مباشرة الأعمال نحن نحتاج قوة الإرادة
لنبدأ، و للاستمرار في إتمام الأعمال نحن نحتاج
للانضباط و الالتزام حتى لا نترك العمل ناقصاً. عدم إتمام الاعمال حتى
تمامها مشكلة يعاني منها الكثير و أنا منهم، ربما لأننا نفقد في منتصف المشوار
الحماس الذي كان في البدايات، أو لأننا وجدنا عملاً أكثر أهمية و أكثر نفعية و
جاذبية، أو لأننا نبحث عن المثالية، أو لأننا نملك نفوس عجولة إذا لم يتماثل لها
الانجاز من البدايات فتمل نفوسنا و تهمل.
لو استشعر الإنسان حجم المسؤولية التي في
عاتقه و منحها حقها من الاهتمام و الهم و الرعاية لخجل من نفسه أن يتركها دون أن
يؤدي واجبه معها، صحيح أن حمل المسؤولية غير محبب للنفوس و لكن الإنسان الحقيقي لا
يستطيع العيش دون مسؤولية، مسؤوليته أمام ربه و نفسه والناس المحيطين به.
لا انضباط دون استشعار للمسؤولية، و الاسلام
في مجمل تعاليمه يحث الإنسان على استشعار المسؤولية في جميع تعاملاته و نلمس ذلك
من خلال الآيات القرآنية الكثيرة التي تؤصل بالنفوس معاني الإنفاق و البذل، و حديث
نبوي صغير يشير لعقوبة من تفلت عن المسؤولية الاجتماعية بحق الجار: لا يدخل الجنة من بات شبعان وجاره جائع.
الانضباط الذاتي ليس تعذيباً للنفس أو حرمانها
و لكن ضبطها و مقاومة انحرافاتها لتصبح مؤهلة لمجابهة تحديات الحياة كما ينبغي
لها.
و الإنسان الذي يترك ذاته دون ضبط يسلمها
للهلاك و التيه.
اللهم قني شر نفسي، واعزم لي على أرشد أمري.
تعليقات
إرسال تعليق